جلستان تاريخيتان مغلقتان بالمجلس الأعلى للثقافة ممزوجتان بتصويت الكترونى الأسبوع الماضى أسفرت عن الكشف لاسماء عدد من المبدعين الذين قدموا خلال مشوار طويل من العطاء اروع ابتكاراتهم وإبداعاتهم بمجالهم المهنى حتى ينالوا شرف جائزة الوطن بحصولهم على جوائز الدولة النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية فى مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
ليست القيمة المادية للجوائز التى تتراوح مابين 50 و500 ألف جنيه فقط هى الأساس لتقدير الدولة للمبدعين بل ان احساس المبدعين بتقدير الوطن لجهدهم ومنتجهم إنما هوتتويج لمسيرتهم سواء العلمية أو الأكاديمية أو المهنية وصولاً للمرحلة الإبداعية بمثابة التقديرللقيمة التاريخية لأعمالهم وابتكاراتهم والتى يتركونها ذكرى جميلة لأسرهم وأبنائهم واحفادهم ليتفاخروا بها.
لم تقتصر الجوائز على أبناء الوطن فقط بل اننا نسعد عندما نرى حاكماًِ عربياً لم يشغله منصبه عن الاستمرار فى الكتابة الادبية واحتضان الأعمال الثقافية العربية بمناسبات مختلفة يؤهل للفوز بجائزة المبدعين العرب والتى حصل عليها الشاعر والأديب والكاتب المسرحى الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة.
الوطن لا ينسى أبنائه الشرفاء والمبدعين والمخلصين فى كل المواقع ولكن مايميز جوائز الدولة التى انطلقت منذ نحو 66 عاماً توقيت الاختيار كل عام وان كافة الترشيحات تخضع للتقييم العلمى الموضوعى من اللجان المتخصصة ويحقق لها التصويت الإلكترونى الشفافية التامة قبل الإعلان عن الفائزين.
ما يؤكد صدق ذلك ماردده الأديب مارك أمجد الفائز بجائزة الدولة التشجيعية عن روايته القبودان بانطباعه عن الجوائز أنه كلما ارتفع شأنها فانها تذهب للاسماء الكبيرة الرنانة ولكن فوزى بها ينفى انطباعى الخاطئ وتصورى لها منذ سنين طويلة مضت.
إذا كانت الجائزة مصدر راحة لمن حصل عليها إلا أنها تظل مصدر أمل للمرشحين الجدد الذين ينبغى عليهم التفكير من الآن فى كيفية البناء على من سبقوهم فى الفوز بها وتطوير إبداعاتهم وابتكاراتهم.
ستبقى كافة الأعمال الفائزة بجوائز الدولة فى الذاكرة ولن يمحوها الزمن بعد توثيقها وتداولها جيل من بعد جيلاً خاصة بين المبدعين المؤهلين ونحن فى انتظار الفائزين الجدد.