اهم 3 ثورات غيرت فى التاريخ الانسانى تغييرات جذرية هى بالترتيب الزمنى الثورة الفرنسية التى استمرت احداثها نحو 10 سنوات من 1789 1799 ثم الثورة البلشفية فى روسيا عام 1917 والثورة المصرية ثورة 23 يوليو 1952 والاقرار بدور هذه الثورات الثلاث والاعتراف به يتأتى من نتائج ابحاث ودراسات فى المراكز الاستراتيجية المتخصصه وبطبيعة الحال اظن ان هذا الاختيار لا يروق للبعض من خصوم هذه الثورات.
دوافع اندلاع هذه الثورات متشابهة وحتى نتائجها تكاد تكون متشابهة الى حد ما لكن ما يميز الثورة المصرية انها كانت ثورة بيضاء لم يكن لها ضحايا بمئات الالاف كما جرى فى وقائع الثورتين الفرنسية والروسية.. لم تسقط نقطة دم واحده بفضل من خطط ونفذ وتحمل المسئولية الوطنية منذ اول لحظة وهو جيشنا العظيم.
التحالفات الغريبة التى تمت بين اصحاب مصالح متناقضة فى الثورتين الفرنسية والروسية ربما كانت وراء سقوط آلاف الضحايا مما كان له اثر سلبى كبير على نتائج تلك الثورتين بعكس الثورة المصرية التى قام بها جيش وطنى ادرك مطالب الشعب وفساد الطبقة الحاكمة من النخب الحزبية والسياسية وممثلى الاقطاع والشركات الاحتكارية الاجنبية وما تحظى به تلك الجماعات من امتيازات ومكاسب مالية وسياسية وحماية تمنع المساس بها بينما الجوع والجهل والمرض والفقر يضرب كل ابناء الشعب دون امل فى تخفيف معاناته ولم يكن يحلم بازاحة النظام الملكى ولم يكن يعلم ان كان هناك مجموعة من الضباط الاحرار يتابعون كل ما يحدث من فساد واستبداد واستغلال نفوذ واحتكار وهيمنة وسيطرة على كل الثروات والمقدرات وان امر البلد لم يعد محتملاً.
وحينها تحرك الضباط الاحرار وبمجرد أن لاح فجر 23 يوليو 1952 كانت كل الامور تحت السيطرة وخرج الناس تأييدا ومباركة لكل مبادئ الثورة الستة والتى بدأت منذ اللحظة الاولى فى تلبية مطالب الشعب من الغاء القاب «البيه والباشا» الى شعار «ارفع رأسك فقد مضى عهد الاستبداد والاستعباد» ولم يمر شهر ونصف الا واصدرت الثورة احد اهم قراراتها التى تعكس انحيازها التام للشعب وهى قرارات تطبيق الاصلاح الزراعى وكانت اقوى ضرباتها ضد من استعبدوا وعاثوا فسادا اعادت بها الارض الزراعية لاصحابها الحقيقيين من الفلاحين ووزعتها عليهم واصبح الاجير الذى لم يكن يجد قوت يومه مالكا لخمسة فدادين استطاع بعائد زراعتها ان يبنى له بيتا ويعلم اولاده آمنا على مستقبلهم وقرارات الاصلاح كانت ثورة اجتماعية فى حد ذاتها غيرت المجتمع تغييرا جذريا لم تنفذها ولا ثورة قبلها ولا بعدها.
وانتقلت الثورة بفضل قائدها جمال عبدالناصر الى مرحلة بناء مجتمع الكفاية والعدل ودخلت معارك مع القوى الرجعية فى الداخل والاستعمار فى الخارج الغت الملكية واقامت الجمهورية واجبرت الاستعمار البريطانى على الرحيل بعد 74 عاما من الاحتلال والتحكم فى كل شئ من خلال السفارة البريطانية التى كانت تحكم مصر.
وجاء يوم اخر من أهم وأعظم أيام التاريخ يوم 26 يوليو 1956 عندما اعلن جمال عبدالناصر تأميم شركة قناة السويس التى تدير القناة وتتحكم فيها وتحصل على ارباحها و لا تستفيد مصر منها شيئا ردا على رفض البنك الدولى تمويل مشروع السد العالى وكانت «ضربة معلم» جعلت الاستعمار يسلم قرار التأميم وما تلاه من احداث غيرت النظام الدولى ..اختفت الامبراطورية البريطانية وغابت عنها الشمس واندثرت الامبراطورية الفرنسية وظهر نجم الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة واصبح هناك نظام دولى جديد يقوم على قوتين وبينهما قوة وازنة هى حركة عدم الانحياز وحصلت كل الدول المحتلة على الاستقلال بفضل الثورة وقيادة مصر حركة التحرر العالمية واصبحت مصر وتجربتها نموذجا يحتذى فى كل الدول المتطلعة للتحرر والعدل الاجتماعى واستقلال القرار السياسى والتنمية المستقلة ولكل هذه السياسات والمواقف التى غيرت المجتمع المصرى وغيرت من واقع محيطها العربى والاقليمى والدولى اجمع.