> خمسة عشر أسبوعا تفصلنا عن موعد الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فى 3 يوليو2025 والذى سيشهد احتفالية عالمية تستمر عدة ايام.. ويحضرها ملوك ورؤساء العالم ..بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
> ولابد هنا أن نشير إلى أنه لولا الاهتمام الكبير الذى أولاه الرئيس لهذا المشروع ومتابعته المستمرة لخطوات العمل فيه.. ماكان هذا الانجاز قد تحقق على هذا النحو الذى اشاد به العالم كله.. وكانت متابعاته المستمرة حافزا وراء كل انجاز تحقق فى هذا المشروع..
> وقد كان مشروع المتحف المصرى الكبيرأحد المشروعات التى أثرت عليها أحداث يناير 2011 بتعطل العمل فيه.. ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسى فتح ملف هذا المشروع وأعاد اسناد الاشراف عليه الى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتولى اللواء عاطف مفتاح نائب رئيس الهيئة الاشراف الهندسى على المشروع مع الدكتور خالد العنانى عندما كان وزيرا للآثار ثم بعد ان أصبح وزيرا للسياحة والآثار.. ووفر كل الإمكانات وطلب ضغط نفقات الانشاء.. وبعد دراسة ما تم فى المشروع حتى توقفه.. أمكن بالفعل خفض نفقات انشاء المشروع بنحو مائتى مليون دولار.
> وقد تكلف المشروع حتى الآن مليارا ومائتى مليون دولار.. من هذا المبلغ سبعمائة وخمسون مليون دولار قرضا من اليابان.. ومولت مصر الباقي.
> ومنذ افتتح المشروع للتشغيل التجريبى يزور المتحف يوميا ما بين أربعة الاف وخمسة الاف زائر.. ويشمل هذا التشغيل جميع قاعاته ماعدا المعروضات الكاملة لمقبرة توت عنخ امون.. والتى تقترب من الستة آلاف قطعة.. وسينتقل اليها قبل الافتتاح قناع توت عنخ امون الذى مازال موجودا فى المتحف المصرى بميدان التحرير.. والمتوقع بعد الافتتاح الرسمى أن يتراوح زوار المتحف يوميا ما بين خمسة عشر ألفا وعشرين ألف زائر.
> ويعتبر المتحف المصرى الكبير أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة وتصل مساحة المتحف الى ضعف مساحة متحف اللوفر بباريس ويمتد على مساحة نصف مليون متر مربع.. ويضم موقعه مسلة معلقة لأول مرة ومتحف مراكب الشمس.. كما يربطه بالأهرام ممشى سياحي.
> وفى متابعته الأخيرة لاستعدادات الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فى اجتماع شهده رئيس الوزراء د. مدبولى ووزير السياحة والآثار شريف فتحي، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة بذل الجهود وتكثيف الاستعدادات لخروج احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير على مستوى يليق بوضعية وتاريخ مصر.. و استثمار الاحتفالية فى الترويج للمقاصد السياحية فى مصر بوجه عام بما يسهم فى مضاعفة أعداد السائحين وبما يتناسب مع المقومات الطبيعية والحضارية التى تملكها مصر.
> > >
> ولا شك ان هذا الحدث الكبير سيكون بداية نقلة نوعية هائلة فى مسيرة السياحة المصرية.. تدعم السياحة الثقافية التى تنفرد بها مصر صاحبة أعرق الحضارات.. ولا نبالغ اذ قلنا ان هذا الحدث الكبير سيكون تدشينا لثورة شاملة فى المنتج السياحى والبرامج السياحية التى تخرج عن الأطر التقليدية السابقة لافتتاح المتحف، الى جانب التغيير الشامل فى مكونات هذا المنتج والارتقاء بكل عناصره.. لكى يكون هذا كله تتويجا للجهد الذى بذل على مدى سنوات سواء فى انشاء المتحف نفسه أو الانشاءات والمشروعات والطرق التى جرت حول المتحف والمناطق المرتبطة به ، لكى يكون هذا المتحف الذى يعتبر هدية مصر الى العالم كله.. فرصة لكى يرى هذا العالم مصر فى أبهى وأجمل صورها.. ولتكون زيارة المتحف صورة تبقى عالقة فى ذاكرة كل سائح تدفعه الى أن يعود مرة ثانية أو مرات أخري.
> وهكذا فان افتتاح المتحف المصرى الكبير سيؤدى الى منتج سياحى مصرى ثرى وغنى نسميه منتج القاهرة الكبرى يشمل اثارالحضارة المصرية العريقة فى عصورها المختلفة مع زياره المتحف وزيارة أهرامات الجيزة وأبو الهول.. وقد تمتد الزيارات الى المناطق الأثرية المحيطة فى سقارة والبدرشين وغيرها ثم الى زيارة آثار القاهرة الاسلامية بعصورها المختلفة.. والقاهرةالخديوية.. والقاهرة الحديثة.. وهذا المنتج السياحى كفيل باطالة مدة اقامة السائح.. بما يزيد من الدخل السياحي.. وزيارة المتحف وحدها لن يكفيها يوم واحد.
> كما ان هذا المنتج سيغير بلا شك طبيعة الرحلات السياحيه إلى الغردقة وشرم الشيخ.. وباضافة زيارة اليوم الواحد أو اليومين الى منتج القاهرة الكبرى بما فيها المتحف المصرى الكبير فى رحلات بالطائرة مباشرة الى مطار سفنكس.. فضلا عن الرحلات المباشرة الى مطار سفنكس من خارج مصر لزيارة منتج القاهرة الكبري.
> > >
> والى جانب التغيير فى المنتج السياحى المصري.. فان افتتاح المتحف المصرى الكبير يلازمه الارتقاء بمناطق الجيزة والهرم.. وطرح مناقصة عالميه لتخطيط المنطقة الممتدة بين مطار سفنكس والجيزة وانشاء مدينة جديدة هى سفنكس.. وبالتالى فان الأمر يعنى تغييرا شاملا فى المنطقة.. بكل ماتشمله من فنادق جديدة ومناطق ترفيهيه وتجارية.. ونحن نعتبر هذا ثورة حقيقيه.. نريد لها ان تنجح وأن تحقق لمصر كل الخير.. وأن يتم فيها ازالة كل ما يسئ الى تجربة السائح..لكى تتكرر الزيارات.. وتزداد اعداد السياح .
> ولكن تحسين تجربة السائح فى زيارة الأهرامات وأبو الهول تقتضى التخلص من كل السلبيات الحاليةالتى تشوب هذه الزيارة والتى تكاد تتركز فى سوء معاملة مقدمى خدمات ركوب الخيل والجمال والكارتات وباعة التذكارات.. وقد أسندت الخدمات السياحية فى المنطقة الى شركة كبرى تغير نمط زيارات الأهرامات وأبو الهول ولكن اذا بقيت سلبيات هذه الطائفة.. فلا معنى لأى تطوير.. وستؤثر سلوكياتهم السلبية على كل جهد يبذل لتحسين التجربة السياحية.. وكل جهد يبذل لتطوير المنطقة.