الإعلام والصحافة فى إسرائيل يشنون حملات ممنهجة ومكثفة ومتتالية على مصر وجيشها وقياداتها بسبب مواقف مصر ولاءاتها الحاسمة لأجل القضية الفلسطينية، هذه الحملات وصلت فى وقاحتها إلى مناطق شديدة الحساسية تخص تسليح الجيش المصري، يتساءل الشارع الإسرائيلى – خوفًا من مصر – لماذا يتسلح الجيش المصرى بهذا الشكل، ولماذا يقوم بهذه المناورات مع كل هذه الجيوش، ولمن ستوجه هذه الأسلحة، وما هدف المصريين من تنمية سيناء بهذا الشكل، ولماذا تم شق قناة سويس جديدة موازية؟
ولماذا تم إنشاء كل هذه الأنفاق تحت المجرى الملاحى للقناة، يتساءل الإسرائيليون عن معاهدة كامب ديفيد وهل يمكن ان ينقضها المصريون، هذه اسئلتهم وتساؤلاتهم التى تشغلهم على كافة الأصعدة، وبالطبع هذا متفهم وله مبرراته بالنسبة للإسرائيليين، لكن ما لا أفهمه ولا أتفهمه إطلاقاً هو أن يتبنى بعض المصريين نفس تلك الأفكار الصهيونية ويردد نفس التساؤلات!.
وهنا أقف أمام ما كتبه البعض حول الجيش المصرى وتسليحه وما أسموه فى أدبياتهم الوقحة باقتصاداته، وفى مواقع مشبوه يتم بث هذه الأكاذيب والشائعات فنجد مقالاً بعنوان «المؤسسة العسكرية المصرية بين العقيدة والربح» تقيأت كاتبته حقدًا اسودًا غير مسبوق خرج من بين افكار مسمومة بكراهية غير مسبوقة للمؤسسة العسكرية التى ننتمى لها جميعًا، حيث الاحتفاء الشديد والاسترشاد الضال بما كتبه يزيد صايغ الباحث فى معهد كارنيجى للسلام عن الجيش المصري.
والذى كان مداده حقدًا وكراهية غير مسبوقة لكنها مفهومة من رجل فقد كرامته الإنسانية بعد ان شارك فى ضياع وطنه وقضيته حينما كان عضو وفد منظمة التحرير الفلسطينية فى مفاوضات أوسلو مع إسرائيل، يزيد صايغ ليس له وطن يأويه ويعيش الآن لاجئاً يقتات من عوائد أكاذيبه وأضاليله وشائعاته خدمة لأجهزة استخبارات مشبوهة جنّدته ورعته، وقد تخصص فى الهجوم فقط على الجيش المصرى دون غيره ! الغريب ان يزيد صايغ يهاجم اكبر وأشرف جيش فى المنطقة لحساب إسرائيل التى تحتل بلاده وهو جالس متفرغ لمهاجمة الجيش المصرى ! لكن ليس غريبا على صايغ والكثيرين غيره ان نرى أثر كراهيتهم فى كتاباتهم على حوائط العبث العربى الممتدة أمام أعيننا،
لكن ما لا افهمه ولا أستسيغه أن أجد مصريا أو مصرية يقفون مهما كانت درجة غبائهم السياسى او سطحيتهم الثقافية او حتى وقوفهم على الطرف الآخر من نهر الوطن فى معسكر الخونة والمأجورين والمرتزقة فى صفوف أعداء الدولة المصرية يهاجمون الجيش ويتقولون عليه ويحاولون أن تشيع الفاحشة فى قدس أقداس الدولة المصرية الوطنية، فعندما نجد تحالفا حتى ولو كان غير مكتوبا بين الفكر الصهيونى وبعض المنتمين زورًا لمصر، يقف المرء منا مندهشًا حزينًا، فهل حقا هناك من يحب وطنه وفى نفس الوقت يهاجم جيش بلاده، وهل حقا هناك وطنيون يرمون أنفسهم فى أحضان أعداء الدولة الوطنية، وهل يمكن أن يكون هناك معارض شريف نزيه يستعين على بلده بصهاينة وإخوان، هل العقل يمكن ان يستوعب هذا العبث وهذا الهراء، الغريب ان كل تحركات أعداء الدولة مرصودة بدقة فى الداخل والخارج، فصقور الأجهزة الأمنية لا تترك صغيرة ولا كبيرة دون رصد وتحليل ومتابعة، فلا يظن أحدهم أنه بعيد عن أعين الصقر والهدهد، حتى لو اختبأ فى كهوف جبل او مسارات شيطانية غير مرئية، بيد أن غباء الخونة هو السبب الرئيسى فى جعلهم خونة، لن أزيد ولن استمر فى شرح ما يفهمه عموم الشرفاء فى مصر، لكن علينا الانتباه الشديد والحرص على الاستمرار فى حالة الاعتصام بحبل الوطن وحبل الله، سنرى خلال الفترة القادمة الكثير من التحركات الإخوانية الشيطانيّة لمحاولة استقطاب بعض هؤلاء الأغبياء لإحداث حالة من عدم اليقين وحالة من التشكيك واللاوعي، لكن يبقى الرهان الدائم على المعين الحضارى لهذا الشعب، والذى يعتبر هو بطل هذه الحكاية، علينا جميعًا الانتباه مجددا فالإخوان تحوروا وأصبحت علاماتهم المميزة مختلفة جذريًا، أثق فى الشعب ووعيه وفى القيادة وتوجهاتها، ولا عزاء لأعضاء ثورة الدباديب الحمراء !