قبل ثلاثة ايام انتهى العرس الثقافى السنوى الذى يعد فرصة لالتقاء الادباء والمفكرين والمثقفين ولشراء الكتب التى يبحث عنها القراء لارواء ظمأهم بعصارة المبدعين وكان معرض القاهرة للكتاب فرصة انتهزتها لحضور توقيع ثلاثة دواوين ومجموعة قصصية جديدة لشقيقى الكبير عادل فقد اعتاد على اغتنام هذا الحفل للخروج علينا بابداعات رائعة تعودنا عليها منه كل عام ليبلغ مجموع ما اتحفنا به 21 عملاً حتى الان ويعد قراءه بالمزيد والمزيد ولم لا وهو صاحب خبرات ثقافية متعددة ما بين الادب والفن والمراكز التى تقلدها فى بلدان عربية واجنبية وتمتعه بشخصية متلزمة راقية تقرأ الوجوه والمشاعر وتستلهم الفكرة من المجتمع الانسانى وفق ما وصفته الناقدة الدكتورة سعدية العادلى فى مقدمتها لمجموعته القصصية «مكروم» ضمن اصدارات «درة الشرق» عن الملتقى للنشر والتوزيع باشراف «إيمان عنان» صاحبة الابتسامة التى لم تفارقها خلال تعرفى عليها فى المعرض.
الحقيقة لم اكتب عن ابداعات شقيقى كنوع من المجاملة وان كان هذا حقا على الشقيق تجاه شقيقه وانما لان اعماله منذ اول اصدار له وهو «اصل الحكاية وطن» وحتى ثلاثيته الاخيرة تستحق التنويه عنها فهى مزيج ما بين الاحاسيس والمشاعر الفياضة كشاعر مرهف الحس يغوص فى بحور الانسانية وما بين التفكير فى هموم الغير باحثا عن عوالم افضل اكثر امناً وسعادة للجميع ساعده فى ذلك مهنته الاساسية وهى هندسة الديكور التى درسها فى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان وكذلك اغترابه عن الوطن الام حيث يحمل الجنسية الامريكية محتفظاً بمصريته التى نفخر بها جميعاً وايضاً بتربيته الاسلامية التى نشأ عليها بفضل والدنا الازهرى والشاعر أيضاً.
لذا نجد انه كمهاجر لم ينس أصالته وحنينه للوطن وهذا جلى فى اول اصدار له بعنوان «اصل الحكاية وطن» وكذلك فى مجموعته الثلاثية التى تحمل عنوان «ديوان الاغانى 1 و2 و3» والتى يتحدث فيها شعراً عن المفارقات التى صادفته فى حياته وتؤكد ايمانه بالقدر ففى قصيدته «أنا إللى هربت» قال أنا اللى هزيت صباطة العمر من بدري.. ما فضللى فيها غير ثلاث بلحا» وفى قصيدة «أنا ع العهد باقي» قال: «أنا ع العهد باقى طب ليه يا حبيبى بعيد ــ مش هستحمل فراقى ولاهاقدر ابقى سعيد» وكذلك فى قصيدة «بحبك من جديد» قال «تعالى مرة تانية من جديد نعيش اللى باقى من عمرنا المحسوب علينا يفضل لنا نسرح ونحلم بالسعادة.. وفى قصيدته «سايق عليكو النبي» قال «سايق عليكو النبى ياخوانا لنشترى للأمل طوب ونجيب لكم بنَّا.. ونبنى للمحبة قلوب» وتحت عنوان «يا خسارة الايام» قال بشغف «يا خسارة الايام اللى بدون عنوان والعمر لما يسافر قبل الاوان بأوان» وبعنوان «أهى دنيا بتجرى بينا» قال بلوعة الشاعر «أهى دنيا بتجرى بينا واللى يلحقها ينادينا على ايه ساخط يا صاحبى ما هو عيبنا منه فينا».
اما فى مجموعته القصصية «مكروم» فقد شدنا معه إلى شخوص تحب عمل الخير غير منتظرة لشكر او لأجر على ما فعل ومكروم صاحب عنوان مجموعته اسم مهاجر مغربى اجمع الكثير من المهاجرين فى امريكا انه جند نفسه للوقوف مع الغير ليس لبنى جلدته «المغاربة» وانما للجميع واعتقد اختياره لتلك الشخصية العطاءة يتوافق تماماً مع شقيقى فهو كذلك حيث كان صاحب افضال ومسارع فى عمل الخير دون انتظار المقابل وهذا لم اعرفه منه شخصياً وانما من الذين كانوا يعملون فى مكتبه كمهندس ديكور مكث 15 عاما فى الرياض بالسعودية قبل ان يهاجر إلى امريكا هو وزوجته فقد كان يشترى للمقبلين على الزواج شبكة عروسة ويجزى فى العطاء لمن يعلم بأن حالته المادية «على قد الحال» وكان كذلك يتابع احوال العاملين معه ويقضى لهم حاجاتهم دون طلب منه ايماناً منه بأن العقل فى التفكير والرب فى التدبير وهو عنوان لقصته بالمجموعة القصصية وكذلك فى «بركات دعاء الام» وفى «هكذا ارادها الله» وفى «حبكة القدر» وفى «انقطاع النصيب» وغيرها من عناوين قصصه التى ان دلت فإنما تدل على قدريته وايمانه بما يقسمه الله لعبيده وانه علينا كقراء التسليم بذلك فجميع الخلائق لا تعيش إلا برحمة الله وتوفيقه وانه لا حيلة للعبد بدون ارادة الله.
وطبعاً بالتمعن فيما كتب صاحبنا فقد حرص على جذب القارئ بأسلوب مشوق وسلس وبأريحية تمتلكها ادواته كأديب وشاعر وفى النهاية اختياره اسم «مكروم» لمجموعته يجعلنى اصفه بأنه المكروم المهموم لانه الاكثر انشغالا بوطنه الام وبالغير واننى انتظر كغيرى المزيد والمزيد من الابداعات.
.. وأخيراً:
شكراً للرئيس السيسى على كرمه اللامحدود للحماية الاجتماعية للعاملين بالدولة
> اتمنى انجاز صفقة الهدنة بين اسرائيل وحماس.. على خير!
> مبروك اختيار اللبنانى نواف سلام ــ رئيساً لمحكمة العدل الدولية
> نتمنى التوفيق لحسام حسن ــ المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى الجديد
> نصف مليار دولار سنوياً وحفر 37 بئراً جديدة بشرى خير لمصرنا الحبيبة
> لأول مرة تجاوز اعداد اللاجئين وطالبى اللجوء إلى نصف مليون
> رأس الحكمة بالساحل الشمالى فيها الخير لبلادنا المليئة بالخيرات والكنوز.
> الدولار ينهار امام الجنيه بعد صعود غير مبرر بسبب المضاربات فى السوق السوداء
> والذهب فى الطريق فهل من مزيد؟!