لا أعرف شعوبا تؤمن بالخرافة والدجل كما هو الحال فى بلادنا العربية والإسلامية. ربما لأنها تجارة رائجة ومريحة فبمقدور أحد السذج والذى لا يعرف الألف من كوز الذرة. الترويج لبضاعته الخاسرة والتى لا تخرج عن كونه يعرف البخت واليانصيب من خلال بعض التمتمات وكتابة بعض قصاصات الورق باللون الأحمر. زمان كنا نرى قارئة الفنجان وهى تجوب القرى والنجوع والكفور وقد التف الناس حولها بالعشرات ان لم يكن بالمئات ولا ينفض المولد إلا بعد تفريغ الجيوب التى حصلت عليها بنت الأصول دون تعب أو عناء ثم امتد الأمر بعد ذلك إلى شخصيات كنا نراها محترمة فامتهنت هى الأخرى الدجل والشعوذة والخرافة ومن خلال بعض الكذبة من المريدين استطاع هؤلاء جلب الأموال التى تأتيهم من كل صوب وحدب. مبلغ علمى ان هذه التجارة الخاسرة تنمو وتزدهر فى المجتمعات البعيدة عن التدين وان شئت قل التى ينتشر فيها التدين المغشوش.والمؤسف ان غالبية الزبائن أو الضحايا يؤدون الصلوات فى مواقيتها وربما يصومون الاثنين والخميس وتاسوعاء وعاشوراء ووقفة عرفات إلا انهم يعتقدون فى ثقافة الدجل والخرافة.صحيح ان السحر موجود منذ القدم وسيظل حتى يرث الله الأرض ومن عليها إلا ان الإسلام رسم لنا طريقاً للعلاج منه من خلال قراءة آيات بينات من كتاب الله شريطة أن يكون المعالج بضم الميم ممن عرف بتقواه وورعه. لقد شغلنى ما سمعت من ثقافة تزداد وتنتشر لعالم الدجل والشعوذة وقلت فى نفسى إذا كان هؤلاء الدجالون يمتلكون العصا السحرية ويوزعون صكوك السعادة على من يريدون فلماذا يحرمون أنفسهم منها وإذا كان بمقدورهم جلب النفع والضر لعباد الله فلماذا لا نسلطهم على هؤلاء الذين عاثوا فى الأرض فسادا ودمروا الأخضر واليابس فى بلادنا العربية والإسلامية وإذا كانوا يمتلكون مفاتيح إخراج الجن فلماذا لا يذهبوا بها إلى النتن ياهو وقاده الصهاينه وكل من روج وساهم فى ثورات الخريف العربي. لقد أمسكت بالريموت وأدرت مؤشر التليفزيون لأفاجأ بسيل من القنوات التى تروج للدجل والخرافة فهذا البرنامج يديره مقصوف الرقبة فلان بن علان ويستطيع جلب العرسان ورأب الصدع بين الأزواج والزوجات إلى آخر الشعارات الرنانة والتى تجد للأسف أرضية خصبة عند الكثيرين. ثقافة الدجل والشعوذة تحتاج إلى تشريعات رادعة لمن يروج لها ومن يعمل بها وتحتاج أيضاًً إلى نشر صحيح الدين الذى لا يؤمن بالتهييف ولا يعرف أيضاً ثقافة الكاهن والعراف وقراءة الفنجان.
فهل نطمع فى تشريف عاجل وسريع يعيد الأمور الى نصابها وكذا حملة دعوية ممنهجة
من خلال دور العباده تبرز خطورة تصديق الكهنة والعرافين وتفضح كذبهم هذا ما ننتظره ..
قال صلى الله عليه وسلم ( من ذهب الى كاهن أو عراف فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ).