علمونا فى الصغر أن نقطع رغيف الخبز إلى أجزاء حتى لا نأكل من الرغيف قطعة ونلقى بالباقى فى القمامة أو إلى الحيوانات والطيور إن وجدت، وكنا نضع طبق الأرز أو الخضار فى منتصف المائدة ليأخذ كل واحد ما يكفيه حتى لا يفسد ما تبقى من الطعام وهذا نوع من الترشيد فى الاستهلاك والحفاظ على النعمة.
كل الشرائع السماوية حثت على عدم الاسراف فى الطعام والشراب والدين الإسلامى الحنيف نادى بالاعتدال والاقتصاد فى المأكل والمشرب قال تعالي: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» وقال تعالي: «ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين» وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم «أن الاسراف فى الماء حرام ولو كان على نهر جار».
نظرا لما يواجه مصر من تحديات فى استغلال مياه نهر النيل التى لم تزد حصتها منذ إقرارها 5.55 مليار متر مكعب علما بأن عدد السكان زاد أضعافا مضاعفة كما أن الرقعة الزراعية فى زيادة مستمرة فأصبحنا فى موقف صعب لكن علينا أن نواجه هذه المشكلة بالترشيد ليتحول الرى بالغمر إلى الرى بالرش والتنقيط مع تجريم رش الشوارع.
لماذا لا نعلم أولادنا ثقافة الترشيد فى استخدام المياه عند الغسل والوضوء وعدم ترك الصنبور مفتوحاً سهواً أو عمداً ونعلمهم أن المياه قضية أمن قومى.
تعيش مصر خلال هذه الفترة نوعا من تخفيف الأحمال فى الكهرباء وهذا ليس لنقص أو أعطال فى محطات الكهرباء فمصر بها محطات تفوق احتياجاتها ولكن نظرا لظروف طارئة فى توفير الوقود من الغاز والسولار والمازوت لتشغيل المحطات والذى نستورده بالعملة الصعبة فكان لزاما على الحكومة طرح روشتة علاجية متمثلة فى فصل التيار عن المواطنين لوقت ما لحين علاج هذه المشكلة.. لكن لدينا علاج بديل من تخفيف الأحمال متمثلا فى الآتي.. ترشيد الاستهلاك المنزلى بإضاءة لمبة واحدة فى المكان الذى يجلس فيه الجميع وأن نستخدم مروحة واحدة فى المكان الذى نجتمع فيه أو تكييفاً واحداً وعدم المبالغة فى استخدام الأجهزة الكهربائية حيث يجلس كل فرد من الأسرة فى غرفة.
بإمكان شركات الكهرباء والأحياء أن يطفئوا أعمدة الشوارع من السادسة صباحا وإنارتها عند أذان المغرب.. عندما زرنا ألمانيا رأينا شوارعها شبه مظلمة بعد الثامنة مساء لأن الألمان ينامون مبكرا ويستيقظون مع الفجر.
إذا كنا نحتاج إلى كميات من الغاز لتشغيل محطات الكهرباء فلماذا لا نرشد استخدامه فى منازلنا.. من العجيب أن المواطن إذا أراد شرب كوب من الشاى ملأ البراد على آخره ليستمر نصف ساعة على البوتاجاز، وكذلك السخانات التى تعمل ليل نهار دون جدوى حين الاستحمام لوقت طويل.
لا سبيل للخروج من هذه الأزمة إلا بتحمل الجميع المسئولية وتعليم الجميع ثقافة الترشيد حفاظا على مقدرات الوطن واقتصاديات الأسرة وإرضاء لله تعالي.