باستمرار قراءة المسكوت عنه فى مشاهد دورة أولمبياد باريس 2024 تبين لنا كيف خدعت أمريكا ودول الغرب من بعدها العالم كله وبالأخص شعوب العوالم النامية والمتحررة حديثا- شكلا- وروجت لنفسها فوزا زائفا بحصد ميداليات الذهب فى أولمبياد باريس 2024 وكذلك انجلترا وتابعتها تحت التاج البريطانى استراليا وشقيقتها كندا والدولة المنظمة فرنسا، وكيف سعت تلك الدول لاستمرار احتلال أفريقيا وآسيا وتوزيع ثرواتهم البشرية كما حدث – سابقا- فى مقدراتهم ومواردهم، ولا مانع من وجوه سمراء وصفراء مجنسة تحت العلم الامريكى او الانجليزى او الفرنسى مادام سيظل يرفرف بغض النظر عن هوية صناع هذا النصر (الزائف).
كما تبين- أيضا- الترويج بالإمكانات الهائلة للدول الاستعمارية فى النهوض بالرياضة والرياضيين فى دولهم دون غيرهم مما يزيد هوة الفجوة بين رياضييها الأفارقة والآسيويين الأصل واخوانهم الذين مازالوا متمسكين بجنسياتهم وأعراقهم، ولا مانع من تأجيج الشعور بالغربة والعزلة والإهمال وغيرها من القيم السلبية التى تشتت صفوف الشعوب وتمزق وحدة الأمم.
وقد يقول أحدهم إنه لا تمييز فى الرياضة، وهذا قول حق أريد به باطل، والرد الطبيعى هنا؛ هو لماذا إذن سعت اللجنة المنظمة لإستبعاد البعثة الرسمية للاتحاد السوفيتي- القديم- روسيا حاليا وهى المنافس الأشرس فى حصد الذهب الأولمبى امام أمريكا وحلفائها، فكانت الفرصة فى استبعادها لتظل السيادة الرياضية لأمريكا وقدامى أعضاء سايكس- بيكو، وكانت الحجة فى انها دولة معتدية، وهنا ألم تكن إسرائيل المشاركة بـ87 رياضيا هى الأخرى دولة- من وجهة نظر الغرب- ومن جانبنا هى كيان لا تتوافر فيه عناصر الدولة بالمفهوم الجيوبو ليتيكي، كما قال أحد المؤرخين اليهود الاوائل ؛ «ان الأمم كانت إمبراطوريات وإمارات متعارف على حدودها وشعوبها عدا اليهود كانوا شتات».
وهو يوسيفوس فلافيوس أو يوسيبوس أو باسمه العبرى الأصلى يوسف بن ماتيتياهو (100-38 للميلاد) كان أديبا مؤرخا وعسكريا يهوديا عاش فى القرن الأول للميلاد واشتهر بكتبه عن التمرد اليهودى على الإمبراطورية الرومانية.
إلا انه فى الحقيقة يعتبر خائنا اذ قرر يوسفوس الاستسلام أمام الجنود الرومان، وعندما هرب يوسفوس ورجاله من واختبأوا فى مغارة وقرر رجال يوسفوس أن يقتل بعضهم البعض كى لا يسقطوا فى أيادى الجنود الرومان، أما يوسفوس فبقى الأخير مع رجل آخر، وندم الاثنان على فكرة الانتحار وسلما نفسيهما للرومان، وتعاون يوسفوس مع الرومان بعد استسلامه ساءت سمعته لدى اليهود وأخذ البعض يعتبرونه خائنا.
نجا يوسفوس من الإعدام بعد أسره بفضل الصداقة التى نشأت بينه وبين قائد القوات الرومان فسبازيان الذى أصبح قيصرا لاحقا. كذلك تعاون يوسفوس مع الرومان تعاونا كاملا وساعدهم فى قمع التمرد فى 69 للميلاد وأطلق سراح يوسفوس وفى 71 ميلادية وصل إلى روما وأصبح مواطنا رومانيا. بموجب القانون الرومانى تبنى يوسفوس اسم عائلة وليه فسبازيان (من حرره من الأسر): تيتوسفلافيوس، حيث كان اسمه الرسمى فى روما: تيتوس فلافيو سيوسيبوس، ومن مؤلفاته هما كتابان الاول: تاريخ حرب يهودا ضد الرومان، والثاني: عاديات يهودا.
ونعود إلى السؤال البديهي؛ ألم تكن هى الأخرى دولة معتدية على أصحاب أرض بهدف الإبادة العرقية وسلب الأرض ليكتمل للكيان صفة الدولة، والأدهى هو السماح لبعض الرياضيين بالمشاركة تحت إسم الوفود اللاجئة، كما كانت مشاركة رياضيى روسيا باسم رياضيين محايدين تحت علم محايد بعدد 31 رياضيا(!) تخيل عزيزى القارئ روسيا وبيلا روسيا وريثتى الاتحاد السوفيتى وهو الآخر استمرار للقيصرية الروسية اصحاب الجنس القوقازى الثابت والنابت من الجبل الأسود حتى حد سيبريا الشرقي- المتجمد- هذه دول تتقاسم اليابسة منذ عدة مئات من السنين واصبح واقع مشاركتها انها ليس لها علم(!) وببضع أنفار من الرياضيين فى حين تنافس أمريكا بـ594 رياضى وفرنسا المضيفة بـ572 رياضيا وثالثتهما استراليا المضيفة التالية بـ460. . إلى الحلقة القادمة.