فى ظل المرحلة الحرجة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، تؤكد مصر على أن السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التى يتعرض لها السلم والأمن الإقليمى والدولي، نتيجة الاحتلال الإسرائيلى والعدوان الأخير على غزة وتداعياته، هو تبنى المجتمع الدولى نهجاً قائماً على العدالة واحترام حقوق الشعوب، وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى الذى لايزال يعانى من إجحاف جسيم فى حقوقه الأساسية، بما فيها حقه فى العيش بأمان على أرضه ووطنه.
على مدار العقود الماضية، تبنت مصر موقفاً ثابتاً ضد تهجير الفلسطينيين، إذ لعبت دوراً محورياً فى منع أى محاولات لترحيلهم قسراً من أراضيهم. ومنذ نكبة عام 8491، سعت مصر إلى التصدى لكل مشاريع التهجير، وأكدت فى العديد من المحافل الدولية على ضرورة بقاء الفلسطينيين على أرضه، حيث دعمت حق العودة، وعملت على تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين من خلال جهودها الدبلوماسية ومبادراتها الإغاثية.
تطالب مصر المجتمع الدولى بمختلف مكوناته بالوحدة خلف رؤية سياسية عادلة لتسوية القضية الفلسطينية، ترتكز على إنهاء الظلم التاريخى الواقع على الشعب الفلسطيني، واستعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف.
وتؤكد مصر على رفضها القطاع لأى مساس بهذه الحقوق، وفى مقدمتها حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال، بما يتماشى مع القيم الإنسانية ومبادئ القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، ووفقاً لقرارات الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة.
وتشدد مصر على أن تجاهل الشرعية الدولية فى التعامل مع قضايا المنطقة يهدد بتقويض أسس السلام التى تم بناؤها عبر عقود من الجهود والتضحيات. كما تؤكد استمرارها فى التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق سلام شامل وعادل فى المنطقة، يضمن إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو ٧٦٩١ وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
فى هذا السياق، أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطى خلال مباحثاته فى واشنطن مع نظيره الأمريكى ماركو روبيو، على ضرورة الإسراع فى عملية التعافى المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، مع ضمان تواجد الفلسطينيين فى أرضهم ورفض أى محاولات للتهجير، وذلك بدعم كامل من العالمين العربى والإسلامى والمجتمع الدولي.
كما ناقش اللقاء العلاقات الثنائية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية الممتدة لأربعة عقود، بما يخدم المصالح المشتركة. وأعاد الوزير المصرى التأكيد على ثوابت الموقف العربى والإسلامى إزاء القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى المشروعة، مشدداً على أهمية التنسيق مع الإدارة الأمريكية لدفع جهود السلام العادل فى الشرق الأوسط، وبما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
إن إيجاد أفق سياسى واضح من شأنه أن يفضى إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ويعزز من فرص السلام الدائم والعادل.