«9» ملايين.. يقترعون على 3 مرشحين أبرزهم «سعيد»
يستعد9 ملايين ناخب تونسى لاختيار رئيس جديد يوم 6 اكتوبر فى ظل اجواء مازالت هادئة والمنافسة تنحصر بين ثلاث مرشحين فمنذ أن رفضت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ، تنفيذ أوامر المحكمة الإدارية بإعادة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي، وهم منذر الزنايدى وعبد اللطيف المكى وعماد الدايمي، فيما أبقت هيئة الانتخابات، على 3 مرشحين فقط فى السباق، وهم قيس سعيّد، و زهير المغزاوى والعياشى زمال، الذى يقبع فى السجن بعد أن حكم عليه بمدة 02 شهرا، بتهمة تزوير تزكيات الناخبين
وأقر البرلمان التونسى بالأغلبية تعديلاً جوهرياً فى القانون الانتخابى قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات الرئاسية، وأثارت هذه الخطوة غضب المعارضة وجماعات المجتمع المدنى التى دعت إلى احتجاج جديد ضد مشروع القانون أمام مقر البرلمان بساحة باردو، وتتزايد المخاوف من مزيد من التوترات وسط أحوال اقتصادية وسياسية واجتماعية بالغة الخطورة والتعقيد وأجواء اقليمية على حافة حرب واسعة.
وقال نزار الجليدى محلل تونسى ان هذه الانتخابات تأتى فى ظرف اقتصادى واجتماعى خاص جداً، والجديد فيها انه لا يوجد سوق للبيع والشراء للأصوات وأن سوق التزكيات قد انتهى بعد الثورة، وانتهاء ما يسمى بمنظومة الثورة وخصوصا حضور الإخوان فى تونس، كما أنها تأتى وتونس على باب صراع كبير ضد الفساد بعد 2011، مشيراً الى ان المرشحين الأوفر حظا بها الرئيس قيس سعيد لعهدة ثانية، وذلك لأنه يمتلك رصيداً شعبياً كبيراً وليس رصيداً حزبياً، والمهم فى هذه الانتخابات ان المرشحين لهم شخصيات مختلفة فإن الرئيس قيس سعيد هو الذى قاد ثورةً 25 يوليو، والعايش الزمال الذى لا يمتلك خبرة سياسية سوى بعض الأشهر او السنوات وهو رجل أعمال وكان له حزب حرك الشعب المساند للرئيس قيس سعيد واليوم هو خصم له.
وبالتالى فإن هذه الانتخابات تأتى فى وقت حساس ولكن بطعم جديد ليس فيه أموال فاسدة ولا جمعيات تمول من الخارج دون إملاءات.
وقالت آسيا العتروس كاتبة ومحللة سياسية تونسية إنها حملة انتخابية بلا صخب، وأشارت إلى أن الحملة تبقى حتى الآن أكثر حضوراً على المواقع الاجتماعية أكثر من أى شيء آخر فلا وجود لمنابر إعلامية تقدم الرأى و الرأى الاخر.
وبالنسبة للمترشحين فهم مرشح حركة الشعب والنائب السابق زهير مغزاوى الذى كان من أبرز الداعمين لمسار 25 جويلية وللرئيس قيس سعيد ولم يكن قرر بعد أن يدخل سباق الانتخابات الرئاسية. المرشح الثانى العياشى الزمال هو أيضا نائب سابق ورجل أعمال وهو حاليا فى السجن بتهمة تزوير تزكيات و له فريقه يواصل القيام بحملته الانتخابية و يقول انه لن ينسحب من السباق..
وكانت الهيئة رفضت قبول 3 مترشحين بدعوى «عدم استكمال ملفاتهم»، رغم أمر المحكمة الإدارية بإعادتهم للسباق، وهم: عبداللطيف المكى الأمين العام لحزب العمل و المنذر الزنايدى وزير سابق بعهد الرئيس زين العابدين بن على وهو معارض ومقيم فى فرنسا، وعماد الدايمى معارض مقرب من النهضة وكان ضمن فريق الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقى ومدير ديوانه، والملاحظة الاولى أن الحملة الانتخابية انطلقت فى 14 سبتمبر الماضى وتستمر حتى 4 أكتوبر المقبل موعد دخول الصمت الانتخابى والحملة باهتة فى مناخ انتخابى متشنج.
وأكد محمد صالح العبيدى المحلل السياسى لانتخابات الرئاسية المقبلة هى فرصة جديدة للرئيس قيس سعيد لأنه الأوفر حظاً للفوز من جديد لأنه يمتلك أدوات الدولة الضرورية.
وحول نسب المشاركة قال لا أعتقد انها ستكون كبيرة، نظراً لغياب التيارات الفكرية الأساسية التى تمتلك مدارس سياسية ضمن منظومة الأحزاب وستكون نسب المشاركة مابين الـ 20٪ أو 25٪ مثل ما حدث فى الاستفتاء أو فى الانتخابات التشريعية عام 2030، وبالنسبة لتطلعات الشعب التونسى أولوياتها تتلخص فى القضاء على الأزمة الاقتصادية التى أصبحت انعكاساتها واضحة على جيوب المواطنين وعلى قدرة المواطن على مجابهة الأسعار المرتفعة ونسب التضخم التى بلغت 80٪ وهى ان يجد معنى لحياته سواء على المستوى الاقتصادى والاجتماعي.