جارديان: توقعات بخسائر فادحة بملايين الدولارات
شلل تام تعرضت له إسرائيل أمس بعد دعوات الإضراب التى دعت لها عدة جهات من بينها زعيم المعارضة يائير لابيد، واتحاد النقابات العمالية «الهستدروت» ليوم واحد وذلك احتجاجًا على العثور على جثامين 6 من المحتجزين لدى حماس، وللضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل.
يعكس موقف الاتحاد، الذى يضم بعض أكثر الأصوات تأثيرا فى الاقتصاد الإسرائيلي، نطاق الغضب العام من مقتل المحتجزين الستة، ومن استمرار حكومة نتنياهو فى وضع العقبات أمام التوصل إلى صفقة تبادل.
أشارت مصادر إعلامية إلى توقف عمليات الإقلاع والهبوط فى مطار بن جوريون بتل أبيب، كما شمل الإضراب أيضًا المدارس والجامعات والمواصلات العامة وقطاعات اقتصادية واسعة، إضافة إلى العديد من السلطات المحلية والبلديات والوزارات.
نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن رئيس قسم الإعلام فى الهستدروت قوله إن 95٪ من السلطات المحلية فى إسرائيل مضربة عن العمل.
قالت القناة 14 الإسرائيلية إن جنودًا إسرائيليين أصيبوا فى معارك قطاع غزة لم يتلقوا العلاج فى مستشفى شيبا بسبب الإضراب.
كان وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش قد طلب من النائب العام تقديم طلب عاجل للمحاكم لمنع الإضراب، الذى وصفه أنه ليس له أساس قانونى لأنه يهدف إلى التأثير بشكل غير موات على قرارات سياسية مهمة يتخذها الساسة بشأن قضايا تتعلق بأمن الدولة.
حذر سموتريتش من أن الإضراب سيكون له عواقب اقتصادية كبيرة من شأنها أن تسبب أضراراً اقتصادية فى زمن الحرب.
قد أيدت كبرى شركات التصنيع ورواد الأعمال فى إسرائيل فى قطاع التكنولوجيا دعوة أرنون بار دافيد رئيس اتحاد نقابات العمال مئات الآلاف من العمال إلى الإضراب العام ليوم واحد.
من جانبها سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الضوء على الإضراب العام وقالت إن اتحاد العمال فى إسرائيل لم يتخذ مثل هذا الإجراء العنيف ضد الحكومة منذ مارس 2023 حين حاول رئيس الوزراء إقالة وزير الدفاع، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلى سوف يتكبد خسارة فادحة تقدر بملايين الدولارات جراء ذلك الإضراب.
بالتوازى مع الإضراب العام، أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين تنظيم مظاهرات جديدة أمس فى 32 نقطة بإسرائيل، ودعت الجماهير إلى الانضمام إليها.
يذكر أن تل أبيب وعدة مدن بينها القدس المحتلة وحيفا فى إسرائيل شهدت ليلة مضطربة مساء الأحد خلال مظاهرات حاشدة للمطالبة بإعادة المخطوفين، استخدمت فيها الشرطة القنابل الصوتية لتفريق المحتجين الذين سدوا طريق أيالون الرئيسى فى تل أبيب وأشعلوا النار فى أجزاء منه.
وفقًا لتقديرات وسائل إعلام إسرائيلية، شارك نحو 770 ألف شخص فى الاحتجاجات، بينهم 550 ألفا فى تل أبيب وحدها، وسط إغلاق لمفارق طرق عدة فى أكثر من موقع فى إسرائيل.
وفى القدس المحتلة أغلق المحتجون الشوارع ونظموا احتجاجًا أمام منزل رئيس الوزراء. وأظهر مقطع مصور من الجو إغلاق المحتجين للطريق السريع الرئيسى فى تل أبيب وهم يلوحون بالأعلام وصور الرهائن القتلي.
عرض التلفزيون الإسرائيلى مقطعا يظهر الشرطة وهى توجه مدافع المياه نحو المحتجين الذين أغلقوا الطرق وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم اعتقال 29 شخصًا.