جانتس يدعو إلى ضرب منشآت ومقرات رسمية لبنانية
رغم استمرار التصعيد وتبادل القصف بين جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني، رجحت وسائل إعلام إسرائيلية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان الأسبوع الجاري، بعد موافقة إسرائيل مبدئيا على المقترح الأمريكي، وذلك رغم وجود نقاط خلافية بين الطرفين حتى الآن، فيما تحدثت تقارير عن التوصل لاتفاق بالفعل وأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يدرس كيفية عرضه على الجمهور الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل اليوم نائب وزير الدفاع الأمريكى لشئون الشرق الأوسط دانييل شابيرو، حيث سيلتقى وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس ومسؤولين إسرائيليين آخرين لمناقشة التنظيم وآلية الإشراف التى ستقودها الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إلى أن هدف نتنياهو هو أن يقدم موافقته على اتفاق الهدنة، ليس كمساومة ولكن على أنه مفيد لإسرائيل، موضحة أن الاتفاق يعطى إسرائيل الحق بتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود اللبنانية السورية.
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلى لم تسمه، قوله إنه لم يجر منح الضوء الأخضر بعد فى مسألة لبنان، ولا تزال توجد قضايا تحتاج لحل، مشيراً إلى أن توجه إسرائيل هو التحرك صوب اتفاق لوقف لإطلاق النار فى لبنان.
من جانبه، قال وزير الأمن القومى الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن التوصل إلى اتفاق وقف نار مع لبنان «خطأ كبير»، محذرًا من أن ذلك تفويت فرصة وصفها بـ «التاريخية» لاجتثاث حزب الله.
وأوضح أنه مدرك للقيود والأسباب التى تدفع تل أبيب للتوصل لاتفاق مع لبنان، مضيفا أنه يصر على أن الاتفاق مع لبنان خطأ خطير ويجب عدم وقف الحرب.
وتوجه الوزير اليمينى المتطرف، بالقول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالقول، إنه ليس متأخرا لوقف الاتفاق ويجب الاستمرار حتى تحقيق النصر المطلق.
كان الأمين العام لجماعة «حزب الله»، نعيم قاسم، قال الأسبوع الماضي، إن الجماعة قدمت ملاحظات على المقترح الأمريكي، وأن الكرة باتت فى ملعب إسرائيل.
بدوره، قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إنّ استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلى بشكل مباشر مركزاً للجيش اللبنانى فى الجنوب وسقوط شهداء وجرحى «يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعى والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار وتعزيز حضور الجيش فى الجنوب وتنفيذ القرار الدولى 1701».
فيما ندد لبنان بهجوم وقع فى الآونة الأخيرة على قاعدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «اليونيفيل» فى جنوب البلاد، والذى أسفر عن إصابة 4 إيطاليين من عناصر حفظ السلام بجروح طفيفة.
ودعا وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، خلال مؤتمر صحفى فى روما، جميع الأطراف إلى احترام سلامة جميع القوات.
وطالب جيش الاحتلال سكان قرية حلتا فى جنوب لبنان بتنفيذ الإخلاء الفورى تمهيدًا لاستهدافها أيضًا، وقال بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال «تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها الجيش بقوة على المدى الزمنى القريب..-عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال إلى شمال نهر الأولي».
فيما دعا عضو مجلس الحرب الإسرائيلى السابق، بينى جانتس، الجيش إلى ضرب منشآت ومقرات حكومية لبنانية، زاعماً أن هناك «أصولاً لجماعة حزب الله داخلها».
وكتب رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، عبر منصة «إكس»: «الحكومة اللبنانية تطلق يد حزب الله.. لقد حان الوقت للتحرك بقوة ضد أصولها».
فى غضون ذلك، أصيب إسرائيلى بشظايا صاروخ اعتراضى فى مدينة نهاريا إثر إطلاق حزب الله اللبنانى موجة من الصواريخ بعد يوم نفذ فيه عددا قياسيا من العمليات ضد أهداف إسرائيلية، فى حين شنت طائرات الاحتلال غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق فى جنوب لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلى رصد إطلاق 20 صاروخا من لبنان باتجاه نهاريا وبلدات فى الجليل الغربى تم اعتراض بعضها وسقطت أخرى فى مناطق مفتوحة، وأشار الإسعاف الإسرائيلى بإصابة شخص بشظايا صواريخ اعتراضية فى نهاريا.
وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت فى مناطق مختلفة بشمال إسرائيل بعد رصد إطلاق صواريخ من لبنان.
كما شن حزب الله أمس الهجوم الصاروخى الأكبر من نوعه منذ اندلاع مواجهاته المباشرة مع إسرائيل فى سبتمبر الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه هاجم 12 مقرا عسكريا بالضاحية الجنوبية تابعة لهيئة الاستخبارات وللوحدة الصاروخية لحزب الله. وقال بيان للجيش فى وقت سابق إن قواته «دهمت نحو 150 موقعا فى جنوب لبنان وقضت على العشرات من قوات حزب الله».
من ناحية أخري، كشف تحقيق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» ان الجيش الإسرائيلى استخدم ذخائر أمريكية فى غارة نفذت فى صباح 25 أكتوبر الماضي، على منتجع «حاصبيا فيليج كلوب» فى بلدة حاصبيا جنوب لبنان، حيث كان أكثر من 12 صحافيا يقيمون منذ أكثر من 3 أسابيع، والتى أسفرت عن استشهاد 3 منهم وإصابة 4 آخرين، مؤكدةً عدم وجود أهداف عسكرية فى الموقع المستهدف».