تبذل الحكومة المصرية جهودا كبيرة لتوطين الصناعات غير التقلدية والتى تحقق قيمة مضافة تسهم بدورها فى زيادة الصادرات وتوفير مزيد من فرص العمل خاصة للشباب والمرأة وقد نجحت محافظة الوادى الجديد فى تنفيذ مبادرة إحياء إنتاج وتصنيع الحرير الطبيعى لأول مرة بالمحافظة حيث تم تنفيذ 17 مشروعاً من جانب المستثمرين فى إطار هذه المبادرة بمراكز الخارجة والداخلة وبلاط، والفرافرة تضمنت زراعة 322 فداناً وإنشاء 9صوب زراعية إلى جانب تجهيز 19 معملاً متخصصاً هذا بالإضافة إلى جهود مديرية التربية والتعليم من خلال المدارس الثانوية الزراعية بالمحافظة والتى ساهمت فى زراعة 12.5 فدان، و5 صوب زراعية وتجهيز 7 معامل إلى جانب جهود مديرية التضامن الاجتماعى فى زراعة 10.5 فدان وتجهيز 6 معامل.
أكد اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد أنه تم إنشاء واحة متكاملة للحرير ومجمع للصوب الزراعية على مساحة 180 فدانا شمال مدينة الخارجة ويعتبر هذا المشروع بمثابة مشروع أمن قومى تتميز بإنتاجه الوادى الجديد وتعمل المحافظة حاليا على توطين صناعة الحرير وتدريب الأيدى العاملة على إنتاجه سعيا للتخلى عن استيراده ويوفر المشروع فرص عمل عديدة خاصة للمرأة المعيلة .. وذلك فى إطار خططها الطموحة لإحياء صناعة الحرير وزيادة كمية المنتج بالجودة العالية كما تم توقيع عدة بروتوكولات مع كبار المستثمرين بهدف زراعة التوت وانشاء معامل للتربية والتصنيع بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية لشباب الخريجين وصغار المزارعين بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى فضلاً عن التعاون مع منظمة الأغذية العالمية (الفاو) لتنظيم دورات تدريبية وزراعة 31 ألف شجرة توت وتدعيم الأسر المتدربة بالتجهيزات اللازمة مع قيام البنك الزراعى بدعم المستثمرين وصغار المزارعين من خلال تقديم قروض ميسرة لمثل هذه المشروعات التى تُسهم فى توفير العديد من فرص العمل خاصةً للشباب والمرأة تسهيلا على صغار المزارعين مشيرا الى إنشاء معامل لتربية دودة القز وإنتاج الشرانق وحل الحرير كما تم إعداد دراسة متكاملة مع الخبراء الزراعيين لتحديد أصناف السلالات المتوافقة مع طبيعة المناخ بالمناطق الجغرافية بالمحافظة وإقامة الحقول الارشادية لتلك السلالات وتشجيع القطاع الأهلى والخاص على تربية السلالات المعتمدة.
اضاف المحافظ أن هناك عدة مقترحات جار دراستها من بينها إنشاء أقسام متخصصة داخل المدارس الفنية لإنتاج الحرير الطبيعى وتوفير برامج تدريبية معتمدة للعمالة إلى جانب تشجيع ودعم الجمعيات الأهلية والتعاونية على إقامة مراكز تدريب فى هذا المجال كما يتم دراسة إمكانية تصميم وتشغيل تطبيق متخصص لتقديم الدعم الفنى والمساعدة فى كافة مراحل الإنتاج فضلاً عن دراسة حزمة الحوافز التى يمكن تقديمها للمنتجين وإمكانية إدراج تلك الصناعة ضمن برنامج دعم الصادرات خاصة أن الصناعة تمتد لتشمل إنتاج الخيوط والسجاد والأقمشة الحريرية ووصولاً إلى إمكانية استخدامه فى إنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل مشيرا الى ان المحافظة مستمرة فى تقديم الدعم اللازم لإحياء إنتاج وصناعة الحرير لافتا إلى أن هناك تعاون جاد مع وزارة الزراعة من خلال قسم بحوث الحرير التابع لمعهد بحوث وقاية النباتات والذى يختص بالجانب البحثى والإرشادى لصناعة الحرير وفتح آفاق جديدة لزيادة وتطوير هذه الصناعة حيث تقدم الوزارة كافة اشكال الدعم الفنى والارشادى لنشر ثقافة الحرير والصناعة المنزلية بحيث يكون ذلك نموذج قابل للتطبيق والتعميم بكافة قرى المحافظة حيث تم تدريب 230 شاباً وفتاة بالخارجة و70 متدرباً بالداخلة على أساليب انشاء مشاتل وحقول التوت والعناية بها علاوة على طرق تربية الاعمار الصغيرة من ديدان الحرير التوتية كمشروع استثمارى صغير لشباب الخريجين.