المقترحات الامريكية الأخيرة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أدت إلى خلق عداء شعبى عالمى تجاه الولايات المتحدة وتصدير مشاكل للإدارة الامريكية الجديدة من كل حدب وصوب.
وتسببت هذه المقترحات – غير المنطقية – فى إشعال حماس الأمة العربية وتوحيد صفها من جديد بعد إجازة طويلة فرضتها علينا ثورات الربيع العربى التى هى صنع الكيان الصهيونى ونالت للأسف من أمن واستقرار دول عربية شقيقة وأضعفت قدارتها العسكرية بشكل ممنهج منذ وعد بلفور فى 1917 وحتى الآن بانشاء وطن قومى لليهود من النيل إلى الفرات، هذا الوعد الواهم مازال الصهاينة يسعون إلى تنفيذه بحيل وأفكار جديدة بعد فشل كل مخططاتهم السابقة فى تحقيق حلمهم الواهم الذى أسس له وعد بلفور.
حقيقى المقترحات الامريكية التى أعلنها الرئيس الأمريكى فى المؤتمر الصحفى مع نتنياهو رئيس وزراء الكيان المُحتل بشان غزة وتهجير شعبها جاءت أكثر وضوحًا بدون خجل أو استحياء وكأن الولايات المتحدة تمتلك العالم وتمسك بزمام الأمور فى تقسيم وتوزيع وتفصيل دول العالم من جديد وتفرض واقعًا جديدًا على الجميع أن يقبله.
ردود أفعال تلك المقترحات جاءت أقوى وأكبر، حيث استنكرها الجميع وأشعلت حماس شعوب العالم خاصة الشعوب العربية وقياداتها الوطنية التى نطقت جميعًا بصوت عال ومسموع للعالم «لا وألف لا لتهجير الأشقاء والمساس بأرضهم فلسطين»، وجاءت بيانات مصر والسعودية والأردن قاطعة وحاسمة بأن أرض فلسطين خط أحمر وأمنها من الأمن القومى العربى وأن كل الخيارات مفتوحة لمواجهة هذا الظلم، وكشفت بيانات الدول العربية كافة التفاصيل التى تؤكد قوة الردع العربى فى الأزمات ووقت الشدائد.
ولاشك أن هناك دروسا مستفادة من كل هذه الأحداث التى يمر بها الشرق الأوسط، ويجب الوقوف عندها بعناية فائقة ووعى كبير وندرك جيدًا أن الاستقرار العربى لا يصنعه إلا العرب والأمن العربى لا تحققة إلا جيوشنا العربية، بالتالى فإن الاستثمار فى الجيوش العربية هو الأهم والأفضل ولا فائدة من كل الصروح والمؤسسات والمشروعات والاستثمارات بكل أنواعها فى ظل غياب درع وسيف العرب، هذا ما يجب أن نتكاتف حوله كعرب ونسعى له فى أسرع وقت، فالعرب مازال لديهم مقومات كبيرة لتحقيق هذه الطموحات حيث هناك الموارد المالية الكبيرة التى تستطيع الوقوف خلف الجيوش العربية فى تطوير سلاحها ومعداتها العسكرية، حيث هناك المناخ الملائم لزيادة حجم الاستثمارت العربية العربية فى قطاعات الصناعة والتجارة، هذا مايجب أن نتحرك لأجله بأسرع وقت لبناء اقتصاد عربى قوى يمتص كل الصدمات والتهديدات والأخطار التى تواجه أمن واستقرار الدول الشقيقة.. يحيا العرب أمة قوية متماسكة.