وصل إلى شمال سيناء فريق محققى البعثة المشتركة لتوثيق شهادات جرحى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وذلك فى سياق أنشطة المرحلة الثانية من مهام البعثة.
ويزور الفريق مستشفيات العريش وبئر العبد التى تقدم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى الفلسطينيين ويعمل على توثيق شهادات ضحايا العمليات الحربية بهدف دعم مسار المساءلة والمحاسبة الدولية لمرتكبى جرائم الحرب.
ويتفقد الفريق أوضاع تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والأضرار التى نجمت عن العدوان الإسرائيلى على مدينة رفح الفلسطينية واحتلال الجانب الفلسطينى من معبر رفح انتهاكا لأحكام القانون الدولي، واتفاقيات السلام، والبروتوكول الأمنى الموقع فى 2005 على نحو أدى لأضرار جسيمة، ومن أهمها وقف تدفق المساعدات عبر معبر رفح بما أدى لتفاقم خطر المجاعة على نحو جارف، وتوقف خروج الجرحى والمرضى المعرضين لمخاطر هائلة فى ظل الانهيار الكامل للمرافق الصحية فى القطاع تحت وطأة جرائم الحرب الإسرائيلية وجريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق سكان القطاع.
وتأتى زيارة البعثة لشمال سيناء عقب انتهاء زيارات عينات مختارة من المستشفيات فى محافظات الشرقية والغربية والدقهلية وكفر الشيخ ودمياط ضمن المرحلة الثانية من أنشطة البعثة.
وكانت البعثة التى تضم نخبة من خبراء التحقيق الميدانى من المنظمة العربية لحقوق الانسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان فى فلسطين المحتلة قد زارت فى المرحلة الأولى عينة مختارة من مستشفيات محافظات شمال سيناء وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والقاهرة والقليوبية، ووثق شهادات 85 من جرحى العدوان الإسرائيلي، ومنهجيات الاحتلال فى الحد من تدفق المساعدات الإنسانية لتقويض مقومات حياة سكان قطاع غزة.
وقال علاء شلبى رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان إن مواصلة العدوان الإسرائيلى على رفح الفلسطينية قاد إلى خسائر هائلة فى الأرواح والتى لن يتم الكشف عنها قبل انتهاء العدوان الذى يتواصل بالمخالفة لقرارات محكمة العدل الدولية، داعيا مجلس الأمن الدولى للاضطلاع بواجباته القانونية والأخلاقية، بما فى ذلك إجبار سلطة الاحتلال على فتح المعابر الأخرى مع قطاع غزة لضمان تدفق المساعدات وطواقم الإغاثة ولجان التحقيق الدولية امتثالا لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949.
وحذر عصام يونس مدير مركز الميزان من استمرار احتلال إسرائيل للجانب الفلسطينى من معبر رفح على نحو يهدد حياة عشرات الآلاف من الجرحى والمرضى الفلسطينيين الذين يحتاجون للخروج من القطاع لتلقى الرعاية الطبية لحالاتهم الحرجة، والذين يفتقدون الحصول على الدواء الضرورى لسلامتهم داخل القطاع، وطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من رفح الفلسطينية وعموم قطاع غزة.