الجميع يتحدث عن مساوئ التواصل الاجتماعى، ولكن ما معنى وسائل التواصل الاجتماعي؟ هى طريقة يتواصل بها الناس بسهولة وسرعة، إذًا سبب نشأة مواقع التواصل الاجتماعى ربط الناس مع بعضهما البعض، ولكن كيف كان يتواصل الناس مع بعضهم البعض قديمًا اى قبل نشأة تلك المواقع، فنشاهد فى الافلام القديمة يتواصلون عن طريق جوابات عند بُعد المسافة او باللقاء المباشر او تليفونيًا، ولكن هل انعدمت تلك الوسائل القديمة؟ الاجابة بالتأكيد النفى، اى مازالت تلك الوسائل متاحة ولكن الاغلبية ادمنوا تلك الوسائل الحديثة واصبحت بالنسبة لهم اكثر سهولة رغم ان الوسائل القديمة تُقرب المسافات والحديثة تُبعد المسافات! فاللقاء وجهًا لوجه يقرب بين اى اثنين، ويزيل سوء التفاهم ايضًا تليفونيًا نبرة الصوت تمنع سوء الفهم، بعكس الوسائل الحديثة لا نعلم من الذى يُحدثنا؟ ما يشعر به الآن؟ هل متضايق ؟ هل فرحان؟ ماذا يقصد بتلك الجملة التى ارسلها؟ فليست المشكلة فى الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعى بل المشكلة فى سوء استخدامنا لها! فالوسائل الحديثة دورها فقط ثانوى وليس اساساً اى حين يتعثر اللقاء المباشر أو تليفونيًا يتم استخدام تلك الوسائل وهذا هو الهدف الاساسى لها، فالآن العزاء اصبح الكترونيا، المباركة الكترونيًا مما جعل الشخص يشعُر بالوحدة وبالغربة بين أصحابه واصدقائه واقاربه، ايضًا وسائل التواصل الحديثة تكون عادة وسيلة تواصل للغرباء وليس للاقرباء!
فكل شىء بالحياة سلاح ذو حدين اى اذا اُستخدم فى غير الغرض المُخصص لأجله ذهبت ميزته وأصبح عيباً، فالأصل فى الشىء ايجابى والانسان هو من يجعله سلبياً، فيأخذ الشق السلبى ويترك الايجابى وهو الأصل، فمثلاً مواقع التواصل الاجتماعى قد تكون ايجابية ولكن الانسان هو من يستخدمها بطريقة سيئة، فهناك من اتخذ مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لنشر الفتنة وزعزعة أمن الدولة والوقيعة بين الأفراد وايضًا تعليم فنون القتال!، نأخذ مثالاً آخر للإعلام المتمثل فى الأفلام والبرامج والمسلسلات الأصل فيها انها رسالة لتثقيف أفراد الشعب ووصول الأخبار الصحيحة غير المغلوطة للشعب ولكن فى وقتنا الحالى يستخدم بطريقة سلبية! فالإعلام قد يساهم فى نهضة دولة وقد يكون سبب فى اسقاطها! الصحافة أيضًا والكتابة كالمسدس ولكنه كاتم للصوت فالكلمة أحيانا تقتل كالرصاصة ولكنها بلا صوت! لعرض نماذج قليلة للإيضاح تبقى لدى الحل فى الاستفادة من الوجه الايجابى فى كل شىء وترك الجانب السلبى، لن يحدث ذلك الا من فكر وارادة الشخص ذاته، ثم تأتى وسائل اخرى كالتعليم والاعلام مكملة لفكره، فإن كان فكره إيجابياً ساهمت تلك العوامل فى جعله أكثر ايجابية والعكس، فبداخل كل منا بذرة صالحة أو طالحة كالطينة التى ينبت فيها الزرع فإذا كانت الطينة صالحة للزرع يتم زرع اى نوع من أنواع النبات ثم تأتى مرحلة نموه وذلك بتعرضه للماء والهواء والشمس، الانسان كذلك يجب أن تكون بداخله البذرة الصالحة حتى ينبت فكره بطريقة صالحة ثم ينمو ذلك الفكر بالتعليم وايضًا بعوامل أخرى مساعدة كوسائل التواصل الجتماعى والاعلام بشتى انواعه، فإن كان فكره صالحاً يستطيع أن يأخذ من كل تلك العوامل ما يناسبه أى يأخذ الايجابى ويترك السلبى، فليس الحل دائمًا فى المنع، بل بالتوعية اولًا لبناء إنسان ذى فكر رشيد وعقل يستوعب ما يحدث ويدرك المخاطر والتهديدات والتحديات التى تواجه الدولة المصرية داخليًا وخارجيًا ويساهم كل فرد فى الدولة فى التصدى للحروب الشائنة على مصر، فيجب أن تتجه الدولة تجاه حديث للقضاء ليس فقط على الإرهاب بل على كل المشاكل والقضايا الاجتماعية التى لا تُجدى معها اى قوانين بل الفكر والوعى والتثقيف وذلك بالتعليم الذى يتجه لمخاطبة الفكر والنفس.