> فى مقال سابق تناولت معاناة السياحة المصرية وخسائرها نتيجة إرهاب الإخوان.. وذكرت أنى سأعيد الحديث عن دراسة سابقة لى عن خسائر السياحة من هذا الإرهاب.. ومناسبة هذا كله هو الاقتراب من الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو 2013.. وعودة بالذاكرة إلى ما احدثه الإخوان من عدوان واذى على صناعة السياحة المصرية..
> ومنذ نحو ثلاث سنوات أعلنت وزارة التضامن الاجتماعى عن نتائج بحث تم بالتعاون بينها وبين أحد المراكز البحثية تحت عنوان :« تكلفة التطرف والإرهاب فى مصر فى ثلاثة عقود».. وأشار البحث إلى التكاليف الاقتصادية الباهظة التى تكبدتها الدولة نتيجة الهجمات الإرهابية وتأثيرها على اهدار موارد الدولة البشرية والمادية وبشكل غير مباشر على النمو والتنمية الاقتصادية والتأثيرات السلبية على قطاعات السياحة والاستثمار والتجارة الخارجية..
>>>
> ويهمنى فى هذا البحث رقمين وردا فى نتائجه.. حيث قدر التكلفة الاقتصادية المترتبة على العمليات الإرهابية بالنسبة للناتج المحلى بمبلغ ثلاثمائة وثمانين وخمسة مليارات جنيه.. وذلك فى الفترة من عام 2011 حتى عام 2016.. بينما أشارت نتائج البحث فيما يتعلق بخسائر السياحة إلى خسارة قدرها مائتا مليار وسبعة مليارات من الدولارات.. وهذا فى الفترة من عام 2001 حتى عام 2018..
> ويلاحظ هنا اختلاف فترات حساب الخسائر من ناحية.. وخلاف تقديراته بين الجنيه والدولار من ناحة أخرى.. وهو ما يجعل عملية القياس والمقارنة غير ممكنة.. كما يلاحظ أيضا أنه احتسب الخسائر التى سببها الإرهاب للسياحة فى فترة زمنية تبدأ من عام 2001 حتى عام 2018.. فى حين أن السياحة بدأت تعانى من الإرهاب الموجه للسياحة اعتبارا من عام 1992 ولا مجال هنا لتكرار ذكر أشهر حوادث الإرهاب التى أثرت على السياحة مباشرة.. ولكنى كنت أتصور أن تكون دراسة تأثير حوادث الإرهاب الموجه ضد السياحة منذ بدايته فى عام 1992 وحتى تاريخ البحث.. حتى تكون النتائج معبرة عن المعاناة التى تكبدتها السياحة طوال تأثرها بالإرهاب.. على أى حال مجال البحث فى هذا الموضوع مازال ممكنا.. ومطلوبا أيضا..
>>>
> وأنتهز هذه الفرصة للاشارة إلى تقديرات سابقة لى عن خسائر السياحة نتيجة الإرهاب.. اعتمادا على حساب الفرص الضائعة والبديلة.. وذلك بالنسبة لعنصرين فقط هما الدخل السياحى.. وأعداد السياح.. وعندما قمت بنشر هذه التقديرات منذ سنوات طلبت إلى الاتحاد المصرى للغرف السياحية أن يكلف أحد المراكز البحثية للقيام ببحث جديد.. يتناول عنصرين رئيسيين تأثرا مباشرة بأحداث الإرهاب.. وهما الدخل السياحى وأعداد السياح.. وأن يضيف البحث إلى ذلك دراسة الآثار السلبية نتيجة لما تعرضت له السياحة على العمالة والاقتصاد بمختلفة جوانبه.. وقلت.. وما زلت أقول.. أن تحديد هذه الأرقام أمر بالغ الأهمية.. كما أنه أيضا ليس بالغ الصعوبة..
>>>
> أعود إلى التقديرات التى كنت قد توصلت اليها.. والتى تختلف تمام الاختلاف عما جاء فى بحث وزارة التضامن.. وأشير إلى أننى كنت قد أعتمدت فى تقديراتى على نسبة الزيادة السنوية فى أعداد السياح وفى الدخل السياحى والتى كانت تتراوح سنويا بين 20 و22 ٪.. واخذت بالرقم الأصغر وهو 20 ٪.. واعتبرت سنة الأساس هى سنة 2010 التى حققنا فيها 14.7 مليون سائح و12.9 ملياردولار..
> وقد اخترت هذه الفترة كنموذج لتطبيق هذه الفكرة وهو ما يمكن عمله خاصة بالنسبة للسنوات السابقة على عام 2010 واعتبارا من عام 1992 لتحديد حجم الأضرار والخسائر التى تحملتها صناعة السياحة المصرية.. وهى بالتالى مؤشر لحجم الضرر والتأثيرات السلبية التى أصابت باقى فروع الاقتصاد والعمالة نتيجة ما تأثرت به السياحة..
> والأرقام التى توصلت اليها فى تقديراتى كانت عن الفترة من 2010 حتى 2022 وقمت بتقدير الانخفاض فى أعداد السياح.. وبالتالى الدخل السياحى فى هذه الفترة.. وقد اظهرت دراستى فروقا كبيرة بين ما توصلت اليه.. وما توصلت اليه الدراسة التى شاركت فيها وزارة التضامن الاجتماعى..
>>>
> وكما قلت اعتمدت فى التقدير على نسبة الزيادة السنوية فى أعداد السياح والدخل السياحى فى حدود 20 ٪ وهى اقل من متوسط الزيادة السنوية فى عدة سنوات سابقة.. وبافتراض ملاءمة الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية محليا وعالميا.. لاستمرار هذه الزيادة.. وبشرط الاستمرار فى معدلات التنمية السياحية السابقة قبل أحداث يناير 2011.. ومعها استمرار النمو فى الامكانات السياحية من فنادق ووسائل انتقال وقوى مدربة وبنية تحتيه مناسبة.. لو كان كل هذا تحقق.. كما كان مستمرا قبل احداث 2011.. لكنا طبقا لنسبة الزيادة 20 ٪ قد وصلنا فى عام 2022 إلى رقم مائة مليون سائح وتجاوزناه.. كما تجاوز دخلنا السياحى كذلك المائة مليار دولار..
> أرقام فلكية.. ولكن كان يمكن تحقيقها.. بتوافر ظروف تحقيقها.. وبفرض عدم تعرضنا لما تعرضنا له من أحداث منذ يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو ثم ما تلاها من أحداث إرهاب مباشر للإخوان فى مختلف أنحاء مصر.. وفى سيناء على وجه التحديد..
>>>
كان إجمالى الدخل السياحى المحقق فى الفترة من 2011 إلى 2022 لم يصل إلى مائة مليار دولار.. بينما حسب المعدلات الطبيعية للزيادة كان يمكن أن نحقق فى هذه الفترة ستمائة واثنى عشر مليار دولار.. ومعنى هذا اننا خسرنا الفارق بين الرقمين أى مبلغ خمسمائة واثنى عشر مليار دولار.. والسبب ما حدث بعد عام 2011 وما تلاه من أحداث هزت صورة مصر.. ثم احداث إرهاب زادت من الصورة السلبية لمصر.. ويضاف إلى هذه الفترة التى حدثت فيها جائحة الكورونا واشتعال الحرب الروسية الأوكرانية.. وللحديث بقية.