اكد السفير بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة الاسبق إن مصر لم تتخلَّ مطلقاً عن موقفها الراسخ دفاعاً عن القضية الفلسطينية والموقف الرسمى هو الرفض القاطع للتهجير القسرى أو الطوعي.
قال ان الرئيس عبدالفتاح السيسى دائماً فى لقاءاته فى أى مكان على وجه الأرض وفى زياراته الخارجية واللقاءات الثنائية يؤكد أحقية الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته وأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار أو الأمن أو السلام فى الشرق الأوسط إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وأنه ردا على الضغوطات الموجهة إلى مصر حول تهجير قطاع غزة إلى مصر رد الرئيس السيسى انقلهم الى صحراء النقب أو الى قراهم وبيوتهم التى كانوا فيها قبل ان يصبحوا فى مخيمات غزة وهذا رفض قاطع وحاسم من القيادة السياسية المصرية وتم إدانة التصريحات الخاصة بالتهجير من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
كما أوضح الفلسطينيون فى الشتات تمسكهم بهويتهم وعودتهم لوطنهم، وكثير منهم لا يقل وطنية عن الموجودين فى فلسطين والفلسطينى الذى يعيش فى أى دولة يفتخر بجنسيته الفلسطينية وجذوره التاريخية إلى أبعد مدى وتتناقل من جيل بعد جيل، ويحافظون على لهجتهم الفلسطينية وتراثهم.
قال الفرا انه امر مرفوض ولا أحد من الشعب الفلسطينى سوف يترك أرضه وقد صبر أهل غزة 15 شهرا من القصف والابادة الجماعية والتجويع وصمدوا فى شمال غزة برغم خطة الجنرالات ويقفون اليوم بمئات الآلاف على محور نتساريم من اجل العودة الى شمال غزة الى بيوتهم المهدمة ودون خدمات تذكر تمسكا بالارض ويؤكدون انهم سوف يعيشون على الانقاض لحين تعميرها مرة اخري.
أشار إلى ان تصريحات الرئيس الأمريكى هى تصريحات متغطرسة لا شك انه يداعب بها مشاعر اليمين الاسرائيلى المتطرف ولا توجد إمكانية لتنفيذها ومهما كانت الضغوط لن يترك الفلسطينى أرضه كان قد عرض منذ أيام مستشاره للشرق الاوسط ان يتم نقل بعض من سكان غزة إلى إندونيسيا مؤقتا لحين الاعمار ولم يتم التعليق عليه لأنه كان تصريحا فارغا من مضمونه وما تريد تنفيذه اسرائيل هو استغلال الموقف وافراغ غزة من السكان بحجة إعادة الاعمار مشيرا الى ان هناك قرارات اتخذها الرئيس الأمريكى فى بداية عهده ضد الفلسطينيين ومنها إلغاء العقوبات على المستوطنين المتطرفين وإلغاء قرار منع تصدير الاسلحة الى إسرائيل ومنها القنابل ذات زنة 200 رطل متماديا مع الصهيونية بكل الأوجه.
كان السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين بالجامعة العربية قد صرح بأن القيادة الفلسطينية رفضت «صفقة القرن» التى تقدمت بها الإدارة الأمريكية فى عهد «ترامب»، وأرادت بها تفتيت الأراضى الفلسطينية إلى أجزاء صغيرة.
اوضح أن صفقة القرن ذهبت أدراج الرياح بالنسبة لنا كشعب فلسطينى كقيادة فلسطينية، لكن بعض القوى خاصة إسرائيل ما زالت تؤمن بأنه من الممكن أن تنفذ هذه الصفقة على حساب الشعب الفلسطيني، من خلال إهدار حقه فى تقرير المصير، ومن خلال إهدار حقه فى إقامة هذه الدولة على حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمتها.
أكد السفير رفعت الانصارى مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر فى اسرائيل الاسبق ان موقف مصر ثابت ورافض للتهجير القسرى والطوعى ومن قبل أحداث السابع من أكتوبر والحرب على غزة وبالرغم من كل الضغوطات التى تمت على مصر وقفت إلى جانب الشعب الفلسطينى لأنه تقويض لكل جهود السلام فى المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية لن تقبل بها مصر وعرض على مصر تصفية ديونها مقابل التهجير الى سيناء وكان الرد حاسما بأن صحراء النقب يمكن نقل الفلسطينيون لها وفى لقاء الرئيس السيسى بوزير خارجية الادارة الامريكية السابقة بلينكن كانت المقابلة مذاعة على الهواء مباشرة مما اثار دهشته ولكنه موقف يدل على ثبات مصر فى دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني.
قال الانصارى ان مصر دولة محورية فى المنطقة ولا يمكن ان يتم ممارسة ضغوطات من هذا النوع عليها أو اجبارها وهو الأمر الذى اثبتته الايام والاعوام على مر التاريخ وان مصر ترفض إفراغ القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وعلى الجانب الآخر الفلسطينيون يرفضون هذا التهجير قطعيا وهناك احد الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الاسرائيلية وتم استبعاده من فلسطين طلب العودة لإكمال محكوميته ولا يتم استبعاده وهذه الروح الفلسطينية التى نتحدث عنها والتى صمدت فى قطاع غزة سنة واكثر من التدمير والابادة الجماعية والتجويع والنزوح ولم يستسلموا ابدا.
السفير سيد قاسم المصرى مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يؤكدان هذه التصريحات الامريكية فارغة ولا تعنى الا مزيد من التطرف والتعنت من جانب اسرائيل ويمكن ربط هذه التصريحات بما يحدث على محور نتساريم ورفض الجيش الاسرائيلى عودة النازحين الى بيوتهم المدمرة فى شمال غزة وفقا للاتفاق ويتحجج الاحتلال بأنه يريد التأكد من اسيرة مجندة اسرائيلية واسمها اربيل يهودا انها على قيد الحياة وكل هذا فى إطار تعطيل الاتفاق وإرضاء اليمين المتطرف والسبب الرئيسى ان صمود الشعب الفلسطينى ومتلهفة للعودة الى الشمال وتجمهر 600 الف مواطن على محور نتساريم للعودة أظهر فشل كل مخططات اسرائيل لاستبعاد الفلسطينيين من أرضهم وفشل خطة الجنرالات التى كانت تقضى بافراغ الشمال وجعلها منطقة عازلة.
اكد ان مصر والاردن رفضوا هذا التهجير قطعيا ولا يمكن قبوله والقيادات السياسية صرحت بإدانة هذا العرض الصهيونى والسلطة الفلسطينية رفضته ورفضه الشعب الفلسطينى بالرغم من القتل والتعطيش والتجويع والابادة الجماعية تم التمسك بأرضهم بكل الصور الممكنة مشيرا الى موقف مصر الثابت منذ بداية الحرب وان المفاوض المصرى كان نصب عينيه افشال أى بنود من الممكن ان تتسبب فى احتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين وخاصة ما يخص معبر رفح وإصرار مصر على ان تكون السلطة الفلسطينية هى المتواجدة فى الجانب الآخر من المعبر.
قال ان مصر كان موقفها ثابت على كل الاصعدة والتصريحات الرئاسية واضحة برفض التهجير ووزير الخارجية فى كل لقاءاته يؤكد على هذا الأمر والمراكز البحثية المصرية حذرت من مخاطر ان يتم إجبار الفلسطينيين على التهجير والشعب المصرى مقتنع بتوجهات القيادة السياسية تماما مشيرا الى ان مصر تدرك ان هذا التهجير هو من أجل تصفية القضية الفلسطينية ومصر على مدار التاريخ ومنذ 1948 وهى تقف الى جانب الفلسطينيين للعودة الى أراضيهم المحتلة واعلان الدولة الفلسطينية وهناك موقف عربى موحد بمنع إعطاء الجنسية فى أى دولة عربية للفلسطنيين حفاظا على القضية من الزوال.
قالت السفيرة منى عمر عضو المجلس القومى للمرأة ومقررة لجنة العلاقات الخارجية ان مصر موقفها ثابت من رفض محاولات التهجير القسرى والطوعى للفلسطينيين وعلى المستوى الدبلوماسى ننظر الى تصريحات الرئيس ترامب باستغراب لانه لا يعبر الا عن رغبة اليمين المتطرف الاسرائيلى وهذا التوجه فى التصريحات ينم عن التصعيد فى المنطقة وليس كما قال ترامب سابقا فى خطابه انه لا يريد حربا فى المنطقة ومن المعروف ان السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطينى لن يتنازل عن حقوقه وارضه واقامة الدولة الفلسطينية ولن يتم الاستجابة لهذه المطالب وشاهدنا زوجة الأسير الفلسطينى التى طلبت زيارة زوجها فى الاستبعاد بعد خروجه من الأسر فى الصفقة وطلبت العودة مرة اخرى لفلسطين وهذه الأمور تظهر تمسك الشعب الفلسطينى رغم كل الإجراءات التعسفية من جانب الاحتلال ولكن موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية والرفض العربى والدولى سوف يكون حائلا من تنفيذ مثل هذه المخططات.