التجارة شطارة.. نعم.. والشطارة ليست الفهلوة.. الشطارة تعنى من يستطيع أن يبيع أفضل وأسرع وأجود.. من يستطع تلميع منتجاته بعرضها بطريقة جذابة.. ويختار المكان المناسب والوقت الملائم للفت الأنظار.
كلمة واحدة تلخص كل هذه المعانى السابقة إنها «المعارض».. التى أصبحت خدمة متميزة فى الخارج وتحتل مكانة مرموقة.. ذات مدلول اقتصادى بحت.. صناعة تدر على أصحابها المليارات.. تقدم للإقتصاد خدمات جليلة..الدليل على ذلك أن 50٪ من حجم التجارة العالمية هو نتاج صفقات تعقد فى المعارض.
لدينا منتجات ذات مزايا نسبية وتحتاج لها أغلب دول العالم ولكنها تحتاج إلى عرضها وتسويقها وتعريف العالم بها من خلال المعارض التى يجب تنفيذها وفقاً لخطط مدروسة وإستراتيجية محددة المعالم..فقد عرف العالم صناعة المعارض منذ عام 1925 وتم إنشاء إتحاد دولى لها.. نظرا لأهميتها الكبيرة فى الترويج للمنتجات من خلال التعريف بها.. والتقاء المستثمرين بعضهم ببعض.. واعتبارها بمثابة مراكز اتصال بين العرض والطلب.. وتتيح التبادل وتوفير المعلومات عن الأسواق من ناحية المنافسة والجودة والسعر مما يساعد على اتخاذ القرارات فى مجال التجارة كما أنها فرصة لإحداث رواج متكامل بالأسواق سياحياً وتجارياً وإقتصادياً.. وخلق فرص استثمارية وعمل دائمة ومؤقتة فى كل القطاعات سواء بالفنادق والمطاعم أو وسائل النقل بكل أشكالها.. أى أنها صناعة تحدث حركة فى كافة الأنشطة.
نحتاج إلى صناعة للمعارض سواء داخلية أو خارجية جديرة بمصر تكون أحدى أدواتها لغزو الأسواق الخارجية وتسويق المنتج المصرى كل ذلك يتطلب جدية التخطيط والتنفيذ.. ووجود تناغم وتكامل وتنسيق بين كافة الوزارات والجهات المعنية.
ليس مطلوب من الحكومة إقامة المعارض ولكنها هى المسئولة عن وضع الإستراتيجية.. وعلى القطاع الخاص القيام بدورة فى تنفيذها من خلال قطاع قوى قادر على اقتحام هذه الصناعة ودعمها.. ولابد من وجود عوامل مهمة لنجاح هذه الصناعة الهامة.. مثل وجود فرق لفنون التسويق والإعلان والعلاقات العامة وإدارة المشروعات والنشر.. وذلك حتى تكون المعارض مرآة لكافة الأنشطة الإقتصادية المتاحة فى الدولة.. وتعظيمها.
لابد من تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدنى من اتحادات الصناعات والغرف التجارية والعمال والسياحة والغرف التابعة وجمعيات رجال الأعمال والمستثمرين ليكون لهم دور فعال ومؤثر.. ولكى تكون المعارض نافذة لهم لعرض منتجاتهم.. وللتعرف على الجديد لدى الآخرين.
مطلوب تنقية السوق من الدخلاء على مهنة تنظيم المعارض الذين يعملون بنظام اخطف واجرى دون دراسة أو معلومات.. ولتحقيق المكسب السريع مما يؤثر بالسلب على الجادين من المنظمين.. وإيجاد مناخ جاذب للمعارض الدولية حتى تكون مصر مركزاً إقليمياً للمعارض.. ومراجعة الإجراءات الطويلة والعقيمة فى مصر.. والاستفادة من الخبرات الدولية لتحقيق قيام صناعة معارض حقيقة وناجحــة وجـــاذبة على أرض مصــر.. أو الترويج للمنتج المصرى خارجها.