الشعور الفادح بالمسئولية هو جسر الوصول إلى حالة التماسك المجتمعى المدهشة التى يعيشها الشعب المصرى على قلب رجل واحد ملتفا حول قائده المصلح العظيم مانحا إياه كل الثقة وحسن الظن، انتبه الشعب مبكرا لجميع المؤامرات فنشطت أجهزة المناعة الوطنية وتضافرت لمواجهة كل الهجمات بمنتهى القوة والعنف، الرئيس ومنذ اليوم الأول لتوليه المسئولية يخاطب الشعب ويطمئنه بكلمات واضحة « طالما الشعب أيد واحدة وعلى قلب رجل واحد محدش يقدر علينا وايد ربنا معانا «، أمس ومصر تحتفل بليلة القدر تحدث الرئيس حديثا من القلب كعادته، وكعادته أيضاً تقدم بشكر من يستحق الشكر فكان شكره للشعب المصرى عظيما مؤثرا فاق قدرة الكلمات عن التعبير، قال سيادته أشكر الشعب المصرى العظيم الذى وعى وفهم وصبر وسجل بسلوكه وتماسكه وقت الأزمات أروع الأمثال، هنا أقف على مصطلح جديد للقوة « قوة التماسك وقدرة التماسك» فكثيرا ما نتحدث عن «القوة» بأشكالها الخشنة والناعمة والسائلة، ومن الضروى هنا متابعة ومراقبة سلوك «ملاك القوة ومستأجريها» وكيف يديرون ما بين أياديهم من قوة، لكن الشعب المصرى أضاف نوعا جديدا لهذه الأنواع والأشكال هى « قوة التماسك « ، فطريقة إدارة القوة تحدد خصائصها ومحدداتها وكذلك نتائجها ، ووفق هذه الزاوية نجد القوة الخجولة والقوة الوقحة والقوة المتزنة واخيراً ظهرت القوة المبعثرة ، واليوم نكتشف « قوة التماسك « والتعريف البسيط لهذه المصطلحات يضفى قدرا من الفهم المشترك.
قوة التماسك ، تظهر وقت الأزمات ، فتتحد السواعد وتتعانق القلوب استشعارا بالخطر فتكون القوة مزلزلة ، أما القوة الخجولة هى التى تختبئ تحت مياه الأزمات كما الغواصات وهناك دول عديدة تخجل من إظهار قوتها فما بالنا باستخدامها ولنا فى الصين المثل الأكثر وضوحا!؟ وعلى العكس التام نجد «القوة الوقحة» والتى تستعرض بفجاجة ما لديها من قوة وتبالغ فى إظهارها كما الطائرات المحلقة فوق الرءوس والاعناق كما تفعل إسرائيل والولايات المتحدة، أما القوة المتزنة فهى التى تقف على أرض الواقع لا تختبئ ولا تستعرض ولا يحركها الهوى والحماسة وهنا ودون شيفونية أرى أن مصر هى النموذج المثالى للاتزان الإستراتيجى والقوة المتزنة.
وأخيراً تصل إلى نموذج
«القوة المبعثرة « وهى تلك الدولة التى تمتلك كل أنواع القوة ، لكنها فى نفس الوقت لا تجيد استثمار تلك القوة التى بين يديها، وكما نتحدث عن «مزيج الطاقة « نتحدث كذلك عن «مزيج القوة» الذى يتكون من معادلات متغيرة بمكونات تجمع نسبا ومقادير محددة من كل أنواع القوة المذكورة ، للأسف هذا المزيج لم يكتمل لأسباب قد تكون معلومةً وقد تكون ذلك ، أتحدث عن مصر صاحبة أكبر وأقوى وأعظم جيش فى المنطقة والعالم ، وكذلك صاحبة القوة الناعمة الأكثر تاثيراً فى العالم بآثارها وفنونها ومفكريها، هذا المزيج المصرى من القوة الشاملة خشنة وناعمة يحتاج إلى تناغم وتكامل حتى نصل إلى «خلطة القوة المستدامة» بيد أن الحديث عن القوة الناعمة كان ومازال وسيظل حديثا براقا تغلب عليه طبعة «الينبغيات» لكننى هنا أتحدث عن مشروع جديد عنوانه « التأثير « ـ تأثير القوة الناعمة على الجمهور المستهدف دولا كانت أو جماعات أو مناطق ـ نحن فى حاجة إلى قياس الأداء عن طريق « مسطرة التأثير « وليس البروباجندا ، أشعر كثيرا أن قوانا الناعمة «مبعثرة» وغير متناغمة لذلك أراها ـ وقد أكون مخطئا ـ غير مؤثرة، لدينا قامات عديدة مبهرة ومبدعة وملهمة فى كل المجالات والتخصصات لكننا لا نجيد ـ وربما لا نرغب ـ فى تنجيم وتسويق «البراند الثقافى المصري» فنحن نملك أساتذة كبارا بحق فى كل المجالات لا يأخذون حقهم ولا نستفيد منهم لا على المستوى القطاعى ولا على المستوى الجمعى ، وهذا يمثل فى تقديرى إهدارا مقصودا لقدرات الدولة المصرية آن له أن يتوقف فورا.