يقال فى المثل الانجليزي»The mountain churned and produced a mouse»، بمعنى «تمخض الجبل فولد فأراً «، ويظهر هذا المثل بوضوح فى الجدل السياسى الذى اثارته الحكومة البريطانية ما بين مؤيد ومعارض بتعليق 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى اسرائيل فالقرار ما هو الا ذر للرماد فى العيون ، لأن صادرات الاسلحة البريطانية تمثل أقل من واحد بالمئة من إجمالى الأسلحة التى تتلقاها إسرائيل، كما قال ديفيد لامى وزير الخارجية البريطانى أمام مجلس العموم»إن تعليق رخص التصدير لن يكون له تأثير ملموس على أمن إسرائيل أو على اتجاه الحرب ولا يمثل حظراً شاملاً على السلاح» فآلة حرب الابادة الاسرائيلية ما زالت تحصد ارواح الشهداء الفلسطينيين، وما زال تتدفق الاسلحة الى اسرائيل مستمراً، فما تقوم به بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية والعالم الغربى ما هو الا مسرحية هزلية تمثل فيها إسرائيل دور الضحية التى تحارب > كما تقول – على سبع جبهات نيابة عن الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية وانها المدافعة عن قيم الانسانية والحضارة والتمدن والحياة ضد الارهاب والميليشيات المسلحة وضد الموت ولذلك استأنفت إدارة الرئيس جو بايدن شحن قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل بعد ضغط اعضاء الكونجرس وقال جون كيربى مستشار جو بايدن للاتصالات الأمنية القومية: سنستمر فى فعل ما يتعين علينا فعله لدعم القدرات الدفاعية لإسرائيل.
بريطانيا تلعب نفس الدور الامريكى فبالرغم من تعليق الحكومة البريطانية 30 ترخيصاً فقط لتصدير الأسلحة إلى اسرائيل الا ان السير كير ستارمر رئيس الوزراء البريطانى وجد نفسه فى قلب عاصفة دولية رافضة لهذ القرار كما غرد بوريس جونسون ـ رئيس الوزراء البريطانى الأسبق قائلاً : «لماذا يتخلى لامى وستارمر عن إسرائيل؟ هل يريدون فوز حماس؟ولا تنسى بريطانيا أن لها الدور الاكبر فى احتلال الكيان الصهيونى للاراضى العربية، فعندما استولى الجيش البريطانى على القدس عام 1917خلال الحرب العالمية الأولى ووقعت الحكومة البريطانيةصيغة «وعد بلفور»، وكان هدفها استقطاب يهود ألمانيا لينضموا إلى يهود بريطانيا لمساعدة الإنجليزبدأت الهجرات اليهودية من كافة دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الامريكية واوروبا تُنقل عبر خط سكة حديد يافا–القدس، وفى 24 أبريل 1920 أعلن رسميا عن إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين وفى يوليو 1921 أعلنت عُصبة الأمم مشروع الانتداب البريطانى على فلسطين، وذكرت أن المشروع جاء بناء على الوعد الذى أطلقه بلفور عام 1917، بإنشاء وطن لليهود فى فلسطين، ومنذ ذلك الحين وحتى الان ما زالت بريطانيا تدعم الكيان الصهيونى بالاضافة للدعم المطلق الذى تقدمه الولايات المتحدة الامريكية له، ولم تنعم المنطقة بالسلام بسبب السياسات الاسرائيلية الرافضة للقرارات الدولية والرافضة لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمته القدس الشرقية والرافضةلفكرة حل الدولتين والساعية للابادة الجماعية وسياسة التهويد ولذلك ترفض مصر الزج باسمهافى مهاترات واكاذيب لا طائل منها سوى تسويف الحلول، كما ترفض ايضاً تهجير الفلسطينيين أوتصفية القضية الفلسطينية فمصر هى رمانة الميزان فى المنطقة وستظل القوة الاقليمية الرشيدة القادرة على تحقيق السلام شاء من شاء وأبى من أبى حفظ الله مصر .