أعلنت إســرائيل، أمس، العثــور على جثامين 6 محتجزين لدى حركة حماس فى نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينهم الإسرائيلى الأمريكى هيرش جولدبرج بولين، الذى نال شهرة واسعة بسبب جهود إطلاق سراحه، فيما حمّلت حركة حماس، إسرائيل، مسؤولية «سقوط الأسرى لدى المقاومة».
قال الجيش الإسرائيلى فى بيان إن «المحتجزين اعدموا قبل وقت قصير من العثور عليهم، ربما حوالى يوم أو يومين»، مشيرا إلى أنه «لم تقع اشتباكات مع عناصر من حماس داخل النفق».
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن جثامين المحتجزين تعود إلى «هيرش جولدبرج بولين (23 عاما)، وإيدن يروشالمى (24 عاما)، وأورى دانينو (25 عاما)، وأليكس لوبنوف (32 عاما) وكارميل جات (40 عاما)، وألموغ ساروسى (25 عاما)»، وجرى نقلهم إلى إسرائيل.
ويقع النفق الذى عُثر فيه على الجثامين الستة فى رفح على بعد كيلومتر واحد من المكان الذى عثرت فيه إسرائيل على المحتجز فرحان القاضى فى وقت سابق من الأسبوع الماضي.
كانت حركة حماس نشرت فى أبريل الماضي، مقطعاً مصوراً لهيرش، وهو على قيد الحياة، قال فيه إنه «أصيب بجروح خطيرة خلال هجوم 7 أكتوبر»، مهاجما حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذى طالبهم بالعمل على إطلاق سراحه وعدم تجاهل المحتجزين.
بدوره حمّل قيادى فى حركة حماس، أمس، إسرائيل، مسئولية سقوط المحتجزين الستة. وقال عضو المكتب السياسى لحركة حماس عزت الرشق، إن «من يتحمل مسئولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذى يصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية، والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
كما قال قيادى فى حركة حماس فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» إن بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم فى رفح كانوا ضمن «قائمة وافقت عليها» الحركة للإفراج عنهم فى حال تمّ التوصل إلى هدنة.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى بيان، أن «من يقتل المحتجزين لا يريد اتفاقا»، حسب تعبيره، متوعدا بأن «إسرائيل لن تهدأ حتى تصل إلى من قتل الرهائن».
أشار إلى «أنه وحكومته ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين وضمان أمن إسرائيل».
أكد مسئولان إسرائيليان أنه كان من المتوقع إطلاق سراح 3 من 6 رهائن الذين تم انتشال جثثهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار النهائي.
أشار المسئولان فى حديث لشبكة «سى إن إن» إلى أنه «كان من المقرر إطلاق سراح هيرش جولدبرج بولين وإيدن يروشالمى وكارمل جات كجزء من «الفئة الإنسانية» بناء على الإطار الذى وافقت عليه إسرائيل وحماس فى أوائل يوليو».
من جانبه قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى بيان أصدره البيت الأبيض إنه «مصدوم وغاضب».
وأضاف بايدن: هرش جولدبرج أحد القتلى «كان قد بلغ للتو 23 عاما، وكان يخطط للسفر حول العالم»، مشيرا إلى أن والديه راشيل جولدبرج وجون بولين «كانا يتحليان بالشجاعة والحكمة والثبات حتى مع تحملهما ما لا يمكن تصوره».
وتابع: «لقد عملت بلا كلل لإحضار هيرش إليهم بأمان، وأنا حزين للغاية بسبب خبر وفاته. إنه أمر مأساوي». وتعهد بايدن بأن «يدفع قادة حماس ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين».
فيما قالت نائبة الرئيس كاملا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، فى بيان، إنها «لن تتراجع أبدا عن الالتزام بتحرير الأمريكيين وجميع المحتجزين فى غزة».
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن انتشال جثث إسرائيليين كانوا محتجزين فى غزة تذكير بالحاجة للإفراج عن جميع «الرهائن» وإنهاء ما وصفه بكابوس الحرب فى القطاع.
وفى الداخل الإسرائيلي، تزايدت الدعوات للإسراع فى إتمام الصفقة مع حماس لإنقاذ حياة من تبقى من المحتجزين فى غزة.
ودعا الرئيس الإسرائيلى يتسحاق هرتسوغ إلى إتمام الصفقة وإنقاذ حياة المحتجزين، قائلا: «علينا التحلى بالشجاعة وإجراء صفقة تبادل تعيدهم أحياء».
فى السياق ذاته، دعا وزير الدفاع يوآف جالانت إلى عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمنى المصغر لإلغاء قرار سابق للمجلس يقضى ببقاء الجيش فى محور فيلادلفيا، وهو ما أعاق التوصل إلى اتفاق مع حماس.
ولم يتأخر وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش فى الرد على دعوة جالانت بشأن إلغاء القرار المتعلق بمحور فيلادلفيا، حيث قال «إن إسرائيل لن تعيد محور فيلادلفيا إلى سكان غزة أبدا».
وفى إطار اجتماعه يوم الخميس الماضي، قرر الكابينيت السياسى والأمنى الإسرائيلي، المصادقة على الخرائط التى تقضى باستمرار بقاء الجيش الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا، فى قرار اتخذ بدعم جميع أعضاء الكابينيت باستثناء غالانت، الذى عارض ذلك، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذى امتنع عن التصويت.
من جهة أخري، نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول بارز فى الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعى جيدا ما يفعل وقد تصرف بفظاظة ويداه ملطختان بالدماء، فى إشارة إلى أنه مسؤول عن مقتل أسرى محتجزين فى غزة بمماطلته فى التوصل إلى صفقة.
فى الوقت نفسه، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى الخروج فى مظاهرة ضخمة لإغلاق إسرائيل بشكل كامل حتى إبرام صفقة لتبادل الأسري.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن متظاهرين يغلقون تقاطع معهد وايزمان فى رحوفوت قرب تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل.
اما زعيم المعارضة فى إسرائيل يائير لبيد فدعا إلى إضراب لإغلاق اقتصاد البلاد من أجل الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراح المحتجزين المتبقين فى غزة، وذلك عقب إعلان العثور على جثامين 6 محتجزين فى القطاع.
ودعا لبيد، الذى تولى رئاسة الحكومة سابقا، كل إسرائيلى «تحطم قلبه هذا الصباح» إلى الانضمام إلى احتجاج كبير فى تل أبيب، كما طلب لبيد من اتحاد العمال الرئيسى فى إسرائيل والشركات والبلديات المشاركة فى الإضراب.
على صعيد آخر، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن وزارة المالية تحذر من كارثة اقتصادية فى إسرائيل وخبراؤها يدعون إلى تقليص المصاريف ورفع الضرائب.
وذكرت الصحيفة أنه يجب جباية 50 مليار شيكل (حوالى 14 مليار دولار) عاجلا، وعدم التحرك من شأنه أن يدخل الاقتصاد الإسرائيلى فى دوامة.
من ناحية أخري، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأنّ نقابة المعلمين الإسرائيلية أعلنت عن تنظيم إضراب شامل أمس فى جميع المدارس الثانوية؛ على خلفية الفشل فى إقرار الموازنة العامة للعام الدراسى الجديد.
وذكرت أنّ وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، عقد اجتماعا فى إحدى المدارس بتل أبيب، فى محاولة لمنع الإضراب.
وفى هذا الإطار أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن رئيس نقابة المعلمين ران إيرز، قال إنّ وزير التربية والتعليم ربما لا يهتم بإساءة معاملة المعلمين والطلاب؛ من أجل علاقاته العامة.