ينظر الخبراء لأى رئيس أمريكى باعتباره أقوى رجل فى العالم.. يقود أقوى وأكبر قوة عالمية فى التاريخ.. هى الولايات المتحدة الأمريكية مع ذلك.. يبدو الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن أنه أكثر من يشعر فى هذا العالم بأن الحرب الدموية والصراعات والتحديات الدولية العاصفة لا ترحم.. أو لا تعرف الرحمة على الإطلاق.. ويتصدر المواطنون والسكان فى الدول الكبرى الغنية بأنهم أول ضحايا التداعيات العاصفة والحروب والصراعات الدولية التى لا ترحم.. لكن الوجه الآخر للحقيقة بدأ يظهر هذه الأيام.. واتضح أن أكثر من يشعرون بالمخاطر الحادة للصراعات والتحديات التى لا تعرف الرحمة.. هم صناع القرار السياسى الكبار من القادة والرؤساء والملوك والزعماء فى هذه الدول.. وأيضاً المسئولية لا ترحم.. ببساطة لأن التحديات الكبرى والصراعات الدولية الرهيبة لا تعرف الرحمة.. والتاريخ لا يرحم. والأحداث فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا.. لا ترحم.
الحروب الدموية تشتعل فى أوروبا.. وفى الشرق الأوسط والأزمات الكبرى والصراعات بين القوى العالمية تتفاقم.. وتحاصر كل الدول والشعوب من كل اتجاه.. وكل مكان.. حتى بدأ البعض يشعر بأن هذا العالم.. يقترب من نهايته.
.. وارتفعت أصوات فى إسرائيل بالتحديد.. تحذر من أن نهاية إسرائيل وسقوط المشروع الصهيونى فى فلسطين.. يعنى نهاية الغرب.. الأوروبى الأمريكي.. ونهاية الحضارة والهيمنة الدولية للغرب.
.. وحين تصاعد الخوف والإحساس العميق بالصدمة داخل المجتمع الإسرائيلى بعد هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023.. تصاعد الإحساس فى تل أبيب ومدن إسرائيل الكبري.. بأن هذه قد لا تكون نهاية إسرائيل وحدها.. بل لعلها نهاية العالم كله ونهاية حياة البشر فوق كوكب الأرض.
.. وفى المناخ الملبد بالمخاوف الكبرى والإحساس العميق بالصدمة والتوتر الدائم لدى المواطن الإسرائيلى فى كل مكان انتشرت الخرافات التوراتية.. وتزايد الإحساس بأنها قد لا تكون نهاية إسرائيل وحدها.. بل نهاية الزمن.. ونهاية العالم.
.. وعادت الصحف الكبرى فى إسرائيل إلى نشر نبوءات العرافة البلغارية العمياء بابا فانجا.. التى قالت قبل وفاتها فى 1996 إن عام 2025 سوف يشهد بداية نهاية العالم.. مع أن البشرية سوف تنتظر طويلاً حتى عام 5079.. حين يشهد العالم النهاية الختامية لوجود الإنسان والبشر فى هذا العالم.
.. وتؤكد بابا فانجا أن عام 2025 سوف يشهد أحداثاً ووقائع سوف تؤدى إلى النهاية الختامية لحياة البشر من خلال صراع غير محدد فى أوروبا سوف يؤدى لدمار كل سكان القارة البيضاء.. والتفاصيل الرهيبة فى نبوءات بابا فانجا فيها من الأساطير الخيالية.. أكثر مما فيها من حقائق منطقية يمكن أن يقتنع بها العقل. لكن حصار الخوف من الحرب وتداعياتها مع حركة حماس وحزب الله.. بدأ يؤثر على كل شيء داخل إسرآئيل.. حتى تنبأ البعض بأنها قد لا تكون نهاية إسرائيل أو حضارة الغرب فقط.. بل نهاية العالم كله.. والحياة على الأرض.. ويعترف قادة المشروع الصهيونى فى تل أبيب بأن إسرائيل تعيش على موعد ثابت ودائم مع الحرب والمعارك الدموية.
ويحبس العالم أنفاسه.. فى انتظار أخبار تبعث على التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.. لكن إسرائيل تشعر بالخوف والعجز.. فى مواجهة مخاطر الحرب الشاملة مع ميليشيات حزب الله اللبنانى فى الشمال.. واحتمالات تصاعد المواجهة الشاملة إلى حد الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران.. وتبقى إسرائيل فوق فوهة براكين الحروب والمعارك فى الشرق الأوسط. فقد أقيمت إسرائيل بالمؤامرات والحرب.. ويبدو أنها تعيش فعلاً على الحرب ومن أجل الحرب.. أو بالتجارة بالحرب.
.. يوجد حالياً انقسام سياسى واسع يمزق إسرائيل من الداخل.. حيث لا توجد استراتيجية واضحة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لوقف الحرب فى غزة والإفراج عن الرهائن.
.. بل إن كل الشواهد القادمة من تل أبيب تتحدث عن حتمية الحرب الواسعة بين إسرائيل وميليشيات حزب الله فى لبنان.. وهناك من تساورهم الشكوك بقوة حول إمكانية وقف التصعيد ومنع هذه الحرب الشاملة قبل وقوعها.
ويؤكد الإسرائيلى فيليس فريدسون إن كل كلمة.. بل وكل ثانية أصبحت الآن محسوبة.. وأن الزمن المتاح لأية تسوية دبلوماسية تمنع الحرب الشاملة بين إسرائيل وميليشيات حزب الله فى لبنان بدأ يتلاشى سريعاً.
.. وهنا لابد أن نتوقف أمام السؤال الكبير.. وهو كيف تفكر إسرائيل؟!.. هل يمكن التوصل فعلاً إلى تسوية دبلوماسية تمنع الحرب.. من خلال الوساطة.
أم أن إسرائيل يمكنها القيام بعملية عسكرية برية محدودة داخل أراضى لبنان.. تقوم من خلالها بإقامة منطقة عازلة.. أم تقوم بحرب شاملة ضد حزب الله بهدف تدمير قدراته العسكرية تماماً؟! يقول الإسرائيلى أميريهبوت إن إسرائيل تتعامل مع المعارك الراهنة مع حزب الله من خلال «بنك الأهداف».. الموجود لديها من أجل تدمير البنية العسكرية لميليشيات حزب الله بعمق 10 كيلو مترات داخل أراضى لبنان.. وفى بعض الحالات امتددت غارات الطيران الإسرائيلى إلى عمق مائة كيلو متر داخل لبنان.
.. وتم تدمير معسكرات حزب الله ومواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة.. ومواقع تصنيع الصواريخ.
وقامت إسرائيل باغتيال العديد من قيادات حزب الله العسكرية. لكن سيناريو الحرب الشاملة.. يتطلب قيام إسرائيل بتوسيع قائمة الأهداف لتشمل لبنان بالكامل.. مع تركيز خاص على بيروت ووادى البقاع وتدمير محطات الكهرباء والمياه فى لبنان.
ويؤكد تال بيرى وهو خبير إسرائيلى متخصص فى شئون حزب الله أنه من الخطأ قيام إسرائيل بتدمير البنية الأساسية المدنية فى لبنان.. ويجب التركيز على مواقع ميليشيات حزب الله فقط. يمتلك حزب الله أكثر من 150 ألف صاروخ بعيد المدى بالإضافة إلى الآلاف من المسيرات الانتحارية ولذلك يجب على إسرائيل التركيز على الأهداف الاستراتيجية لتدمير الصواريخ ومواقع إطلاقها وممرات إطلاق المسيرات.. وهذا الحديث يعنى أن الحرب قادمة لاشك فيها.
والسؤال الكبير فى تل أبيب حالياً.. هو هل يمكن لإسرائيل أن تتمكن من تحقيق مفاجأة استراتيجية فى الحرب ضد حزب الله أم أنها سوف تتعرض لمفاجأة مدمرة جديدة كما حدث خلال هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023.. بعد أن أصبح يوم السبت المقدس لإسرائيل هو الموعد المقدس للحروب التى تذهب إسرائيل فجأة.
.. لكن الجنرال الإسرائيلى السابق يسرائيل تسيف يحذر بشدة من مخاطر تورط إسرائيل فى حرب متعددة الجبهات فى غزة ومع ميليشيات حزب الله فى لبنان.. وربما مع إيران ذاتها.
يقول الجنرال تسيف إن هذا هو أسوأ توقيت يمكن أن تبدأ فيه إسرائيل حرباً متعددة الجبهات.. ويحذر بشدة من مخاطر التصعيد مع إيران والتورط معها فى حرب مباشرة.
ويؤكد أن على إسرائيل أولاً أن تحدد لنفسها أهدافاً واضحة من الواضح أن حزب الله يفضل توريط إسرائيل فى حرب استنزاف طويلة.. كما هو الوضع حالياً فى الاشتباكات اليومية فى الشمال.
.. وتواجه إسرائيل مأزقاً عميقاً فى الحرب على غزة.. والموقف العسكرى فى الشمال يميل لصالح حزب الله حتى الآن.
وقد تمكن حزب الله حتى الآن من تدمير المستوطنات الإسرائيلية فى كيريات شيمونة ومرتفعات الجليل.. وفى شمال إسرائيل تقريباً.. واضطر 100 ألف إسرائيلى من سكان هذه المناطق للرحيل إلى داخل إسرائيل حيث تحولوا إلى لاجئين عاجزين عن العودة لمدنهم ومستوطناتهم.
حزب الله لا يشعر بالخوف من قيام إسرائيل بحشد المزيد من ألوية وكتائب الجيش الإسرائيلى فى الشمال.. لأنهم يدركون أن الموقف الأمريكى هو الحاسم.
وأمريكا فى المرحلة الأخيرة من انتخابات الرئاسة لا يريدون اندلاع حرب شاملة إقليمية فى الشرق الأوسط.. تقوض مصالح أمريكا فى المنطقة.. ولذلك فإن قيام إسرائيل بالتوسع فى العمل العسكرى هو التكتيك الخاطئ.. ويؤكد الجنرال يسرائيل تسيف أنه يتمنى ألا تدخل إسرائيل فى أى حرب.
.. ويحذر من أن دخول إسرائيل فى حرب واسعة جديدة بالتوازى مع الحرب فى غزة.. يمكن أن يفتح الآفاق واسعة للحرب الإقليمية الكبرى مع إيران.. وهذا هو أسوأ توقيت للحرب يمكن أن تتورط فيه إسرائيل.. لا يوجد سبب منطقى لبدء حرب جديدة واسعة بعد ٩ شهور من حرب ترفض أن تنتهى فى قطاع غزة.
إسرائيل تتجه كما هو واضح الآن إلى احتلال عسكرى دائم لقطاع غزة كما يتمنى نتنياهو. إسرائيل ليست لديها أهداف واضحة لإدارة الحرب فى غزة.. لا يوجد وضوح فى موقف إسرائيل سوى أنها سوف تتحول إلى دولة احتلال مسئولة أمام محكمة العدل الدولية.. وأمام مجلس الأمن الدولي.. وقد نجح نتنياهو حتى الآن فى الحد من الموقف والضغوط الأمريكية.. بل ونجح تقريباً فى تدمير الرئيس الأمريكى جو بايدن شخصياً فى مرحلة حرجة من انتخابات الرئاسة الأمريكية ويبدو أن إسرائيل تخطط لحرب مع حزب الله بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.
.. الوضع الراهن فى إسرائيل من الداخل.. يؤكد أن إسرائيل والمواطن الإسرائيلى فى كل مكان يعانى من الآثار الفادحة للهزيمة التى تعرضت لها إسرائيل خلال هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023. فقد تعرضت إسرائيل لفشل عسكرى وفشل مخابراتى واسع النطاق.. وأصبحت تعيش فى حالة مأساوية غير مسبوقة على مدى 75 عاماً من تاريخها القصير.
وتقول جيروزاليم بوست إن نبض إسرائيل من الداخل.. يؤكد أن كل مواطن فى إسرائيل يعيش الآن فى دنيا الهزيمة التى تعرضت لها إسرائيل خلال هجوم حماس.. وقد مضت ٩ شهور على الحرب فى غزة ولا توجد نهاية فى الأفق لهذه الحرب.. والأسوأ من كل ذلك أن الحرب الشاملة مع ميليشيات حزب الله فى لبنان تبدو حتمية.
المؤسف والمأساوى أن يحدث كل ذلك فى وقت نجد فيه أن كل إنسان فى إسرائيل قد تأثر بهذه المأساة والكارثة الكبري. هناك من تعرضوا للقتل.. أو سقطوا جرحى ومصابين بجراح خطيرة.. وهناك من تحولوا إلى رهائن.
.. ولا يوجد إنسان واحد فى إسرائيل ليس لديه واحد من أقاربه وأبنائه أو أصدقائه.. من بين القتلى والجرحى والرهائن.
.. ومع استمرار الحرب على غزة بلا نهاية.. تتعرض إسرائيل لموجة كراهية واسعة حول العالم.. ويشتد العداء لليهود وللسامية.. وتواجه إسرائيل فعلاً حملة من الكراهية والعزلة الدولية حالياً.. إسرائيل أصبحت هى الوجه القبيح للاستيطان والعنصرية الصهيونية.
.. تواجه إسرائيل صراعات داخلية سياسية واجتماعية عنيفة للغاية.. الانقسام السياسى والتمزق الدينى وصل إلى أبعاد غير مسبوقة. وازدادت الأوضاع الاقتصادية فى إسرائيل سوءاً. وانهارت صناعة السياحة فى إسرائيل تماماً.. والشركات والمصانع توقفت عن العمل بسبب نقص العمالة وتجنيد كل الشباب وحتى متوسطى العمر فى صفوف الجيش الإسرائيلى مع جنود الاحتياط ولا يوجد عمال فى المستوطنات والمزارع والمصانع.
.. هناك حالة اختناق عاطفى داخل القلوب لدى كل إنسان فى إسرائيل حالياً وكل مواطن إسرائيلى يعانى حالياً من الانكسار.. انكسار القلب والعقل.. والروح.
.. وتتعرض القلوب فى إسرائيل لما يشبه الزلازل مع سقوط كل قتيل أو جريح فى المعارك الدائرة فى غزة بالجنوب أو مع حزب الله فى الشمال.
هناك إحساس رهيب بالخوف والفزع يمزق كل مواطن فى إسرائيل.. وسرعان ما انتقلت الأعراض القاتلة حتى إلى الأطفال والأولاد الصغار والعائلات الإسرائيلية تعيش فى حالة من الفزع.. مع الأنباء السوداء القادمة من جبهات القتال التى تؤكد سقوط جنود وضباط قتلى وجرحى فى الحرب.. ولم يتم الإفراج عن الرهائن حتى الآن. إسرائيل تعيش حالياً أسوأ كوابيس الصهيونية فى التاريخ.
.. وتقول الدكتورة آنى دارمان استشارية نفسية من القدس إن استمرار الحرب والمعارك فى غزة ومع ميليشيات حزب الله بلا أى نهاية فى الأفق يشكل كارثة كبرى ومأساة سوداء تمزق القلوب داخل إسرائيل.
لم نعد نسمع سوى الأنباء السيئة عن الحرب وسقوط القتلى والجرحي.. وانعدام الأمل فى الإفراج عن الرهائن. ولا توجد وسيلة أمام المواطن الإسرائيلى للهروب من المأساة الطويلة للحرب فى غزة والاشتباكات اليومية مع حزب الله.
لا يوجد فى إسرائيل من الداخل سوى مظاهرات الاحتجاج التى تطالب نتيناهو بالاستقالة.. وبالإفراج عن الرهائن.. والصراع السايسى الرهيب على تجنيد شباب المتطرفين من الحريديم فى الجيش الإسرائيلي.. الذين يدعون أنهم يدرسون التوراة.. والتوراة هى التى تدافع عن وجود إسرائيل أكثر من الجيش الإسرائيلي!!
.. واختفت مظاهر الحياة الطبيعية فى إسرائيل.. اختفت الموسيقى والغناء واختفى المرح والشعور بالسعادة ولم يعد هناك فرار من مأساة هذه الحرب وتداعياتها السوداء على كل شيء داخل إسرائيل.
وتقول مواطنة إسرائيلية تدعى إليشيفا آروتز.. إننى أعمل بائعة فى محل أجهزة إلكترونية ورقمية.. لكننا لم نعد نرى الزبائن.. لم يعد هناك من يشترى ولم نعد نبيع ولم نعد نعرف كيف يمكننا الهرب من حصار الأنباء السيئة القادمة من جبهة القتال يومياً.. والجيش الإسرائيلى يخفى خسائره الحقيقية يومياً.. هناك إحساس دائم لدينا بالألم والحزن من حولنا فى كل اتجاه وكل مكان وهذا أمر لا يطاق ولا يمكن احتماله أطول من ذلك.
هذا هو زمن الانهيار الكبير فى حياتنا داخل إسرائيل ولا يمكن لأى إنسان فى إسرائيل أن يهرب من ذلك.. ولا يمكن الفرار من حصار هذه الحقائق السوداء فى حياتنا.
إن رؤية اليهود من أبناء الشعب الإسرائيلى يواجهون المعاناة المؤلمة للحرب.. من قتلى وجرحى ورهائن.. مسألة تحطم القلب.. هناك إحساس عميق بالخوف والفزع من المجهول القادم فى إسرائيل.. هناك إحساس عميق بالخوف.. لا يتحدث عنه أحد علناً من مخاطر زوال دولة إسرائيل واحتمالات سقوطها.. وضياع حلم الاستيطان الصهيونى فى أرض الميعاد فى فلسطين.
.. هناك إحساس حقيقى بالألم والضياع.. إحساس عميق بالصدمة.. كيف حدث ذلك، وما هذه المفاجآت المذهلة التى تهب علينا مثل الزلازل المدمرة.. الهزيمة فى مواجهة حماس تراجيديا كبرى ومأساة حقيقية غيرت لون وطعم الحياة داخل إسرائيل مرة واحدة من الصعب أن تزول.
إننا جميعاً نحاول مواصلة الحياة فى إسرائيل لكن قلوبنا مثقلة بالأحزان ومشاعر الخوف والألم والضياع.
هناك إحساس عميق بالصدمة داخل كل إنسان فى إسرائيل حالياً. هناك إحساس مضاعف بالصدمة العميقة لدى كبار السن والنساء والأطفال.. ولدى الجميع فى إسرائيل حقاً.
وامتد الإحساس بالصدمة حتى إلى يهود الشتات خارج إسرائيل.. حول العالم فى أمريكا وكندا وأوروبا واستراليا.
والإنسان اليهودى بطبيعته يعيش فى صدمة الوجود فى هذا العالم الذى يمارس الكراهية ضد اليهود منذ قرون طويلة ويشعر اليهود بأنهم دائماً يتعرضون للعدوان لمجرد أنهم يهود.. ويرفض العالم الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود أو فى الدفاع عن نفسها.. المواقف الأمريكية والأوروبية سياسية فقط.. لكن الإنسان والمواطن الأمريكى والأوروبى فى أعماقه يشعر بالكراهية لإسرائيل وللمشروع الصهيونى فى فلسطين. من هنا من الطبيعى أن تظهر مشاعر الاضطهاد لدى اليهود فى إسرائيل وخارجها تلقائياً.. ولذلك يبحث اليهود فى إسرائيل عن أية وسيلة تضمن لهم البقاء.
واستمرار الحرب يجعل المواطن الإسرائيلى يشعر بالحزن العميق.. مع إحساس مزلزل بانعدام الأمن.. وأن فرص بقاء حتى دولة إسرائيل تتراجع.. من هنا تحدثت الصدمة العميقة.. وهى صدمة لا تتوقف.. لأن الهزيمة التى تعرضت لها إسرائيل فى ٧ أكتوبر 2023 لم تنته بعد.. ولا تريد أن تنتهي.
الناس فى إسرائيل تحاول أن تتكيف مع الأوضاع المأساوية الجديدة.. لكن الصدمات العميقة تتراكم فى قلوبنا وصدورنا وتنتقل عبر الأجيال من الأجداد إلى الآباء إلى الأطفال والأحفاد.. ولكن حقاً اقتربت نهاية إسرائيل فعلاً.. هذا هو السؤال الخبيس داخل كل القلوب والعقول فى إسرائيل.. وترفض الشفاه النطق به!!
وتقول الإسرائيلية نيكيفا كيبوليم.. وهى طبيبة نفسية إنها شخصياً تعرضت لصدمة حقيقية يوم 14 أبريل الماضى حين وقع هجوم إيران المباشر ضد إسرائيل.
كان هذا يوماً مأساوياً.. ارتفع فيه البكاء والصراخ فى شوارع تل أبيب والقدس وحيفا وبئر سبع.. كان هناك إحساس بالخوف من الموت والصواريخ تحلق فى السماء فوق رءوسنا.. ولا يوجد مكان يمكن أن يوفر الحماية لأحد من خطر الموت.. ولا يوجد ما يساعد أى إنسان على البقاء على قيد الحياة.. البقاء على قيد الحياة هو أهم شئ فى حياة المواطن اليهودي.
هناك إحساس بالخوف داخل المواطن الإسرائيلي.. الخوف من احتمالات أن تحقق نبوءات التوراة.. وتكون هذه الحرب هى حرب نهاية الزمن.. ونهاية إسرائيل.. أو حتى نهاية العالم.. كما تحدثت العرافة البلغارية العمياء بابا فانجا قبل وفاتها فى 1996. وقد تنبأت بأن عام 2025 هو بداية النهاية للبشرية فى هذا العالم. ويقال إنها أكدت أن نهاية العالم ستكون فى 5079 وهو العالم الأخير للوجود والبشرية.. لكن علامات النهاية سوف تبدأ من عام 2025.
وقد انتشرت خرافات وأساطير نهاية العالم فى صحف إسرائيل الكبار.. مع تصاعد المخاوف الكبرى فى إسرائيل من مخاطر الحروب الإقليمية الواسعة فى الشرق الأوسط.. مع الخوف الدفين فى قلب كل مواطن إسرائيلى من اقتراب موعد زوال ونهاية دولة إسرائيل.
.. فهل هى نهاية دولة إسرائيل.. أم نهاية العالم.. أم أن صناع المشروع الصهيوني.. يريدون تدمير العالم.. قبل أن تتعرض إسرائيل للدمار.
لكننا نعيش فى عصر الصراعات والحروب الرهيبة بين القوى الكبري.. وبعدما كان يقال إن الرئيس الأمريكى هو أقوى رجل فى العالم.. يقود أكبر قوة عسكرية واقتصادية فى التاريخ.. اكتشف الأمريكيون مؤخراً أن الأحداث والتحديات الرهيبة لا ترحم أحداً.. حتى الرئيس الأمريكى جو بايدن.. والمسئولية لا ترحم والتاريخ أيضاً لا يرحم.