مع دخــول الحـــرب الإســـرائيلية على غــزة يومـها الـ 377 شهدت مناطق متفرقة من القطاع سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا وعمليات نسف لمربعات سكنية أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين والمفقودين.
وفى سياق الاصرار الاسرائيلى على مواصلة سياسة اغتيال قادة حماس ، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، خلال تبادل لإطلاق النار فى قطاع غزة.
وأشارت إلى السنوار كان يرتدى بدلته العسكرية ويقاتل القوات الإسرائيلية المتواجدة فى رفح الفلسطينية قبل أن يقتل خلال الاشتباكات فى حى السلطان وأن العملية كانت صدفة وبدون تخطيط.
وأكد جيش الاحتلال أن المحققين الذين حققوا مع السنوار سابقا أثناء اعتقاله فى إسرائيل تعرفوا على جثته قبل إجراء فحص للحمض النووي.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً لجثة أحد الأشخاص، زعمت أنه قد يكون يحيى السنوار.
وفى وقت سابق قال الجيش الإسرائيلى إنه يتحقق من احتمال وفاة السنوار بعد عملية فى قطاع غزة.
ونفت حماس إصدار أى بيان رسمى بشأن التقارير الخاصة باغتيال السنوار.
من جانب أخر قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة إن الحــرب الإســـرائيلية على القطاع قتلت 42 ألفا و438 فلسطينيا.
أضافت الوزارة، فى البيان الإحصائى اليومي، أن عدد المصابين جرّاء الحرب ارتفع إلى 99 ألفا و246 وارتكب الاحتلال الاسرائيلى أربع مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 65 شهيدا و140 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
كما قتلت غارة إسرائيلية 15 فلسطينيا على الأقل، وأصابت العشرات، داخل مدرسة تؤوى نازحين فى مخيم جباليا، شمالى قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام محلية.
يأتى ذلك بينما يواصل الجيش الاسرائيلى لليوم الثالث عشر على التوالى حصار وتطويق شمالى القطاع بالتزامن مع عملياته العسكرية البرية فى تلك المنطقة التى شهدت فى الساعات الماضية قصفا جويا ومدفعيا مكثفا استهدف منازل المواطنين غربى مخيم جباليا شمالى قطاع غزة.
وينتهج الاحتلال الإسرائيلى سياسة التدمير الممنهج للمبانى والتهجير القسرى للمواطنين فى شمال القطاع خاصة فى مخيم جباليا، فى ظل معاناة نحو 400 ألف مواطن من حصار مطبق، رافضين التهجير ومغادرة منازلهم نحو جنوب القطاع، بينما أعلن الدفاع المدنى أن 200 ألف مواطن فى مخيم جباليا يعيشون بدون طعام أو شراب أو دواء.
من جانبه، انتقد مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل فيما يبدو منح الولايات المتحدة إسرائيل مهلة شهر واحد لتحسين الوضع الإنسانى فى غزة، قائلا إنه خلال ذلك الوقت، سيموت عدد كبير جدا من الناس.
قال بوريل للصحفيين فى بروكسل أمس الخميس «تقول الولايات المتحدة لإسرائيل إنها يجب أن تحسن الدعم الإنسانى لغزة، لكنها منحت مهلة شهرا واحدا.. بالوتيرة الحالية التى يلقى بها الناس حتفهم. إنه عدد كبير جدا».
ووصف بوريل الوضع فى غزةبأنه «كارثي»، وفقا لرويترز.
وكانت الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل، عبر رسالة من مسئولين أمريكيين، فى وقت سابق بأنه يتعين عليها اتخاذ خطوات خلال شهر لتحسين الوضع الإنسانى فى غزة، أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.
وفى الرسالة الأمريكية، دعت واشنطن إسرائيل إلى تحسين الوضع الإنسانى فى قطاع غزةبشكل كبير فى غضون 30 يوما.
من جهته، حذّر مدير برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى الأراضى الفلسطينية، أنطوان رينارد، من نفاد إمدادات الغذاء لمئات الآلاف من الأشخاص فى شمال قطاع غزة فى غضون أسبوع ونصف، إذا لم تسمح إسرائيل على الفور بزيادة كبيرة فى عمليات تسليم المساعدات.
قال رينارد فى مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس، إن الإمدادات يتوقع أن تنفد قبل ذلك بكثير، مضيفاً أن البرنامج لن يكون قادراً على توفير وجبات ساخنة للناس فى شمال غزة خلال أسبوع ونصف، ولن يتمكن من توفير الخبز فى غضون أسبوع، إذا لم ترتفع عمليات تسليم المساعدات بشكل كبير.
أضاف رينارد: «الموارد لدينا» أوشكت أن تنفد. إذا لم نحصل على المزيد من السلع القادمة، ولم نتمكن من استلامها، فلدينا مهلة مدتها أسبوع، أو أسبوع ونصف يمكننا خلالها الاستمرار فى تقديم الوجبات الساخنة… بالنسبة لدقيق القمح «للخبز» يمكننا الاستمرار لمدة أسبوع كحد أقصي».
وتابع: «بعد مرور عام على بدء الحرب، ما زلنا نواجه «إدارة العمليات على أساس» يومي. هذا غير قابل للاستمرار على الإطلاق».
فى السـياق، كشــفت مصــادر مطلعــة أن ما لا يقل عن 7 منظمات طبية غير حكومية لن يسمح لها بعد الآن من دخول قطاع غزة، بحسب تعليمات إسرائيلية.
وقالت المصادر لشبكة «سى إن إن» الأمريكية إن منظمة الصحة العالمية أبلغت المنظمات، التى منها «فجر»، و«جليا»، والجمعــية الطبيـــة الفلسطينية الأمريكية، و4 منظمات أخرى على الأقل – جميعها لها تاريخ طويل فى العمل فى الأراضى الفلسطينية- بأنها محظورة من قبل إسرائيل.
أضافت المصادر أن أعضاء المنظمات المحظورة الآن والذين هم بالفعل داخل غزة لن يُسمح لهم بالعودة بعد مغادرتهم.
أكدت مديرة التطوير فى منظمة جليا، دوروتيا جوتشياردو، أنها من بين منظمات المحظورة، وقالت للشبكة الأمريكية إن «منع العاملين فى مجال الرعاية الصحية من دخول غزة من شأنه أن يشل بشكل أكبر أى قدرة على تقديم الرعاية المنقذة للحياة للفلسطينيين، الذين يعانون بالفعل تحت وطأة الحصار العسكرى المستمر منذ ما يقرب من 20 عاما».
وفى الضفة الغربية، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الخميس، البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك فى أول أيام «عيد العرش اليهودى «.
وقام المستوطنون بالصلاة على أبواب الأقصى من الجهة الخارجية، وهم يحملون «القرابين النباتية»، فيما قامت مجموعات باقتحام الاقصى عبر باب المغاربة الذى تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس.
وانتشرت قوات الاحتلال على أبواب الأقصي، وعلى أبواب البلدة القديمة، وفى الطرقات المؤدية الى الأقصي، ونصبت الحواجز فى الطرقات، كما وضعت السواتر الحديدية فى الطرقات وأبعدت قوات الاحتلال المرابطــــة الحاجة نفيســـة خويص والمرابط نظــــام أبو رموز عن محيط الأقصى وقامت بتوقيف الشبان خلال سيرهم فى القدس القديمة، واخضعتهم للتفتيش.