سوف نبدأ معكم الحكاية من جديد للمرة المائة.. والحكاية أن الدولة فى سبيل تنظيم حقوق المواطن وحقوق الدولة أيضاً طالبت ودعت إلى تسجيل الوحدات السكنية من شقق وفيلات تسجيلاً عقارياً بحيث يكون لكل وحدة سكنية رقم قومى لتسهيل المعاملات والخدمات وحفظ الحقوق فى إجراءات البيع والشراء.
والدولة من خلال عدة قوانين وتفسيرات قامت بتسهيل واختصار إجراءات التسجيل العقارى لدفع وتشجيع المواطنين على المضى قدماً فى إجراءات التسجيل التى كان ينتظر أن تدر أيضاً عائدات مالية ضخمة فى خزانة الدولة.
ولكن.. وآه.. آه من لكن.. لكن الأمور لا تسير كما تشتهى السفن.. والرياح جاءت عكسية فالناس ذهبت للتسجيل ووجدت عراقيل لم تتوقعها، وكان من أبرزها خاصة فى المجتمعات العمرانية السكنية الجديدة أن المطورين العقاريين الذين اشتروا الأراضى من أجهزة المدن لم يقوموا بتسجيل الأراضى التى اشتروها لوجود خلافات مع أجهزة المدن أو لعدم سداد القيمة بالكامل، وهو أمر دفع أجهزة المدن لعدم إمداد مكاتب التسجيل العقارية بالأوراق والمستندات والخرائط الهندسية اللازمة عند تسجيل المواطن لوحدته السكنية.. وأرسلت مكاتب الشهر العقارى العديد من المخاطبات حول هذا المعنى لأجهزة المدن الجديدة دون أن تتلقى رداً أو تجاوباً.. ولهذا توقفت وتجمدت إجراءات التسجيل العقارى وأصبح التسجيل يحتاج معجزة..!
ولا يحتاج الأمر معجزة.. فقد عرضنا المشكلة التى قد لا تحتاج فى رأينا إلى أكثر من مكالمة هاتفية من المستشار الجليل عدنان فنجرى وزير العدل إلى وزير الإسكان الشاب شريف الشربينى لدراسة المشكلة من كافة جوانبها فى أسرع وقت، لأنه فى حقيقة الأمر لا توجد مشكلة وإنما نوع من التكاسل الإدارى فى تذليل العقبات واتخاذ القرار..!! ونأمل.. نأمل أن يكون هذا هو مقالنا الأخير فى هذه القضية.
>>>
ونعود إلى حواراتنا.. ونعود لزمان.. وأيام زمان عندما كانت البنوك تتعامل مع صاحب المليون جنيه على أنه مليونير وتتعامل معه على أنه من كبار العملاء الذى يجب أن يحظى بمعاملة خاصة.. وخاصة جداً..!
ولأن دوام الحال من المحال فإن البنوك أعادت تصنيف كبار العملاء الآن.. فصاحب المليون جنيه إلى خمسة ملايين جنيه يعتبر من كبار العملاء «تجاوزاً».. ومن خمسة ملايين إلى عشرين مليون جنيه يحصل على درجة «بلاتنيوم بلس» يعنى راجل مقتدر وعنده فائض و«حلو».. أما من يودعون من عشرين مليوناً فما فوق ذلك فهؤلاء هم «بلاتنيوم إليت».. يعنى الصفوة.. يعنى الناس «المستريحة».. يعنى مزيد من الاهتمام والتقدير لهم.. ويعنى غرفة خاصة لمعاملاتهم وموظفة تبتسم فى وجوههم.. ولا تنفعل وتقف صارخاً عند تخطيهم الدور.. وتطالبهم بالحصول على رقم لأداء المعاملة..!! خليك فى حالك وتظاهر بالانشغال فى التليفون..!
>>>
ولا حديث فى البيوت إلا عن الجامعات الخاصة لمن فقدوا الأمل فى دخول كليات القمة الحكومية أو للذين لن يلتحقوا إلا بالجامعات الأجنبية والخاصة..!
وهناك سباق بين الجامعات الخاصة للترويج للكليات الموجودة بها وكلما زاد الالتحاق بها والإقبال عليها زادت مصروفاتها الدراسية وأرباحها..!
ولأن القبول بالجامعات الخاصة يعنى الباب الملكى «للوظائف» المتاحة فى سوق العمل.. والطريق أيضاً لاستكمال الدراسة بالخارج.. والمكان المناسب أيضاً لحياة وبيئة مختلفة فإن وجود الجامعة الخاصة فى «أخر الدنيا» لم يعد عائقاً أمام الالتحاق بها.. وسائل النقل موجودة لدى الجامعات.. والسيارات الخاصة موجودة.. وكل من يقدر على الدفع موجود..!!
>>>
وصحيفة الديلى ميرور البريطانية نشرت بالتفصيل قصة زواج مصرى من بريطانية تكبره بثمانية عشر عاماً وقد انتهت بالفشل، وأسهبت فى الحديث عن قصة الحب من جانب البريطانية وإصرار المصرى بعد عام من الزواج منها على الزواج من مصرية رغبة فى الإنجاب..!
والقصة وإن كانت جديدة إلا أنها فى حقيقتها قديمة ومعادة وتتكرر كثيراً، فهى قصة الإغراء والضعف والنزوة.. قصة البحث عن المنفعة بعيداً عن صوت العقل والحكمة.. قصة تبدأ وتنتهى بالفشل لعدم التكافؤ.. قصة الزواج غير الملائم لاختلاف الثقافات والعادات..!! الزواج ليس مجرد رغبة.. الزواج عهد وميثاق قائم على الفهم والاقتناع وعلاقة اجتماعية بالغة التعقيد لمؤسسة صغيرة تنمو وتكبر وتصمد أمام كل التحديات بتصميم على النجاح.
>>>
وسافر الشاب للعمل فى الخارج.. عام، عامين ولم يحضر لزيارة أسرته ورؤية والديه.. اعتقد أنه بذلك يحقق حلمها فى حياة أفضل للجميع.. وتلقى اتصالاً عاجلاً.. والدك يريد رؤيتك إن كان فى مقدورك الحضور.. وتعلل بالانشغال فى العمل مؤكداً حضوره فى أقرب فرصة.. وتلقى اتصالاً آخر بعدها بأيام قليلة.. أبوك فى رحمة الله.. هل ستحضر لتلقى العزاء..!
وعاد ليبكي.. عاد ليدفن أباه.. وعندما تدفن أبوك، فاعلم أنك دفنت أخر شخص كان همه الوحيد أن يراك أحسن منه.. عندما تدفن أباك فاعلم أنك دفنت معه السعادة والأمن.. وكلمة طيبة لأبيك حياً أو ميتاً قد يكون فيها كل العزاء.. وكل الراحة.
>>>
ولم تعد الطماطم وحدها هى المجنونة.. البطاطس أيضاً.. كيلو البطاطس بـ 25 جنيهاً..!!
>>>
ولم نعد فى حاجة إلى معرفة أخبار الطقس.. فكل يوم أصبح أكثر حرارة ورطوبة من اليوم الذى ينقضي.. وفواتير الكهرباء تحكى حكاية صيف لم نعهده من قبل.. فاتورة الكهرباء أكثر قسوة وحرارة.
>>>
وأخيراً:
>> ودائماً الرفيق قبل الطريق، والإنسان قبل المكان،
والروح قبل الشكل.
>>>
>> وأكثر ما يرهق الإنسان هو أن يحزن
بدون سبب واضح.
>>>
>> وكأن الجميع قد قال وداعاً فى نفس اللحظة
التى كنت أنوى فيها أن أخبرهم بأنى حزين.
>>>
>> وربما سيأتى إليك قدر من الله
خير من كل أحلامك.