في تطور جديد للأحداث المؤسفة والتجاوزات الصارخة داخل العملية التعليمية يوميًا بين الطلاب، والتي وصلت لحمل بعضهم للأسلحة البيضاء والتراشق بها فيما بينهم بدلا من التسلح بالعلم.. تعرضت منذ ساعات “معلمة” جاوزت الخمسين من عمرها لإعتداء بالسب والضرب والإهانة من تلميذة بالمرحلة الإعدادية داخل لجنة الامتحان بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة وسط صدمة وذهول الجميع وفي تحد سافر لكل القيم الأخلاقية والأعراف التربوية.. تحرر محضرا بالواقعة وتم القبض علي المتهمة وإحالتها للنيابة التي تولت التحقيق.
ماحدث من جرم من تلميذة الإعدادي “بنت 14 عاما” في حق “مربية أجيال” علي مرأي ومسمع من الجميع وبعد هذا العمر الذي أفنته في رسالتها يحتاج لوقفة وإعادة صياغة الأمور من جديد وبقرارات حاسمة وحازمة ورادعه من الوزير المسؤل الأول عن التعليم لتكون هي أو غيرها عبرة لامثالها المستهترين بعد ان فلت زمام الأمور و أصبحت خارج السيطرة ..وقبل أن يحدث مالا يحمد عقباه .. لان هيبة وكرامة المدرس لايجب ان تهدر بهذا الشكل ويصبح” ملطشة” لكل من “هب ودب “ومن هم في أعمار اولادة أو اصغر بكثير والذين حولوا دور العلم الي ساحة قتال بالسلاح وهو الثابت بمحاضر رسمية داخل أقسام الشرطة وبتحقيقات النيابة.
التلميذة ضربت الأستاذة
وقد دارت احداث وفصول تلك المأساة من البداية عندما كانت” المعلمة” سوزان ياقوت تقوم بمتابعة سير الامتحانات بمدرسة المشير احمد إسماعيل الإعدادية بنات التابعة لإدارة الهرم التعليميه وتسلمت أوراق الإجابة من بعض الطالبات ومغادرتهن المكان بعدها طبقا للقواعد والنظام المتبع الاانها فوجئت بعودة إحداهن مرة اخري ومحاولتها دخول اللجنة بالقوة دون أسباب واضحة وامام رفضها و إقناعها بعدم جواز ذلك وضرورة الانصراف منها لإزعاج الباقين وعدم توترهن انهالت التلميذة عليها وبكل “بجاحه ” بالسباب وبتجاوزات اخري غير لائقة يعف اللسان عن ذكرها وهو مااصابها بصدمة وحالة انهيار امام تطور الأمور معها و التي جعلتها فرجة للجميع لتفقد توازنها قليلا وهي تتصبب عرقا غير متصورة ماحدث وكأنة كابوس وحلم مزعج وتفاجأ بعدها بخروج التلميذة المتهمة دون أن يجرؤ احد علي اعتراضها ليتجمع العديد من الزملاء ومن الادارة التعليمية والنقابة في حالة استنكار وغضب من هول المشهد مطالبين بضرورة وضع حد لتلك الكوارث المتكررة يوميا كد يستطيعوا اداء دورهم وواجبهم نحو رسالتهم التعليمية التي انهارت مؤخراً وأصبحت بدون ضابط او رابط” وكأنه مولد وصاحبة غايب”.
محضر شرطة
لم يكن امام الأستاذة الضحية سوي ان تتحامل علي نفسها وتتغلب علي دموعها وتستغيث بمن حولها ومساعدتها في إبلاغ شرطة النجدة واثبات الموقف وتحرير محضرا بالواقعة التي أهدرت فيها كرامتها بعد اكثر من ثلاثين عاما من العمل التربوي و اخطار المسؤلين بالإدارة التعليمية والنقابة التي تتبعها لرد اعتبارها بتضامن العديد من الزملاء معها لوقف تلك المهازل المستمرة سواء من الطلبة أو أولياء الأمور.
فور وصول البلاغ للمقدم مصطفي الدكر رئيس مباحث الهرم انتقل إلي مكان البلاغ واستمع الي رواية المجني عليها وهي في حالة حزن وإعياء شديد ومعها بعض الشهود من الطلاب والزملاء وبإصرار شديد منها علي عدم التنازل عن حقها.. ليتم بعدها ضبط التلميذة المتهمة.. وقد حاولت نفي التهمة عن نفسها بالدموع لتنجو من “الورطة” وخوفا علي مستقبلها من التشرد والضياع.. ورفضت الاعتراف بضرب” المعلمة” وقالت أن الأمر كان سباب فقط وبدون تطاول منها بالأيدي وفي لحظة غضب وانهارت في بكاء شديد.. تحرر محضرا بأقوال الطرفين ويقوم رجال المباحث بإجراء التحريات للكشف عن ظروف وملابسات القصة من البداية للنهاية وأخطر العميد حسن السيسي مأمور قسم الهرم اللواء سامح الحميلي مدير الجيزة بالواقعة وتباشر النيابة التحقيق.

نقيب المعلمين
من جانبه قال خلف الزناتي نقيب المعلمين ردا علي تلك الأزمة التي أهدرت فيه كرامة مربية الأجيال إن نقابة المعلمين ترفض بشكل قاطع أي اعتداء على المعلمين والمعلمات داخل المؤسسات التعليمية، مشددًا على تضامن النقابة الكامل مع الزميلة سوزان، وعلى التزامها باتخاذ كل الإجراءات اللازمة قانونيًا لحماية أعضائها من اي تجاوز.
وأوضح أنها كانت تؤدي دورها برفقة زميلتها سماح في مراقبة الامتحانات، حين فوجئتا بمحاولة طالبة اقتحام اللجنة بالقوة، رغم أنها كانت قد أنهت امتحانها وغادرت. وعند محاولة منعها حفاظًا على الانضباط وسير الامتحانات طبقا للوائح المعمول بها منذ زمن طويل والمعروف للجميع قامت الطالبة بسبّ المعلمتين بألفاظ خارجة، ثم اعتدت على المعلمة سوزان، بضربها بطريقة مهينة أمام عدد من الزملاء والطالبات لنقول علي الدنيا السلام وان مقولة “قف للمعلم وفة التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا” لم يعد لها وجود الآن.
وأكد أن الحادثة تركت أثرًا نفسيًا عليها، خاصة وأنها تعمل في المهنة منذ أكثر من ثلاثين عامًا ، وتتمتع بسيرة طيبة وسجل مهني نزيه ومشهود له بالكفاءة فهل يكون ذلك جزاءها بعد مشوارها التعليمي المشرف والذي اقترب من محطة النهاية بخروجها علي المعاش بعد سنوات قليلة.