اذا كان الجولانى سابقا احمد الشرع حاليا وجماعته نجحوا فى اسقاط نظام يستحق السقوط لانه اهمل الشعب وتوفير احتياجاته الاساسية فى مجتمع فسيفسائى التكوين مازالت الامواج تلاطم اجساد شعبه لم ير حتى الآن سوى الكلمات المنمقة وينتظر ما سيرسم من خطوات فى طريق بناء الدولة الوطنية الحديثة وتحقيق المشاركة السياسية الديمقراطية وصياغة دستور متقدم وبناء مؤسسات مستقلة نسبيا وتوفير ارضية لمجتمع مدنى ومؤسسات مدنية من مجالس نيابية ومحلية ونقابات مهنية وعمالية وتعددية حزبية وقوانين انتخابات تسمح للجميع بالتمثيل هذا ما ينتظره الشعب السوري.
سوريا عانت استبداد عائلة لاكثر من نصف قرن خفت فيها صوت الثقافة السياسية فى مجتمع مهشم ومهمش ومتعدد الطوائف والمذاهب والاثنيات مع تسلط اسرة وامتلاكها زمام الامور كلها وتوغل اجهزته الموالية على كافة مؤسسات الدولة والمجتمع وثرواته دون الاعتراف بأى طرف آخر لهذا عانى الشعب مما حول الصراع السياسى الى حرب وصراع مسلح من اجل الوجود فانزلق المجتمع السورى نحو عودة هويات ما قبل الدولة اى الطائفية والمذهبية والاثنية وعم القهر ولذا تسيست هذه الطوائف وتسلحت وتحولت لجيوش وميليشيات متطرفة لتغيب لغة السياسة ونمو لغة الحرب وغابت الحرية والارادة الشعبية لتحل مكانها ارادة التغلب والاكراه.
الشعب السورى مكون من فسيفساء عديدة من الطوائف فمنهم السنة والعلويون والشيعة والاسماعيليون واليهود والدروز واليزيديون والمسيحيون والعرب والاكراد والتركمان والشركس والارمن والاشوريون هذا الفسيفساء الطائفى والمذهبى والدينى والاثنى والعرقى من المؤكد ان له طموحاته فى المشاركة السياسية بعد سقوط النظام فى سوريا وهذا يتطلب من الحكام الجدد او مسيرى الاعمال ان تضع فى اعتبارها طموحات مكونات المجتمع السورى حتى لا تستمر افكار حمل السلاح والميليشيات لتحقيق مصالح هذه الفئات
من اجل بناء سوريا الدولة الوطنية المدنية التى تتسع للجميع فالحكام الجدد ليسوا مطالبين الا بالرجوع الى العلم من اجل ممارسة السياسة والادارة والعلاقات الدولية من اجل المرور الامن من عنق زجاجة هذه المرحلة.
يتنافس الغرب بدوله وحكوماته على اكتشاف والتواصل مع الحكام الجدد فى سوريا رغم انهم من صناعته وما زالوا على قوائم الارهاب ورغم ذلك هناك رسائل غربية للتعاون والتعامل معهم.
يعرف اى عقل مراقب وفقا للتصريحات القادمة من امريكا والاتحاد الاوروبى وبعض الدول العربية ان سقوط النظام حدث بعد تخلى حلفاء نظام بشار الاسد عنه بالاتفاق بين قوى اقليمية ودول كبرى ودول وظيفية هذه الدول هى من سلحت ومولت ودربت ومدت بالمعلومات والحكام الجدد الذين ظهروا بصورة مطمئنة للجميع فعليهم ان يضعوا فى اعتبارهم ان من ساندهم اليوم ممكن ان يتخلى عنهم غدا لو تعارضت المصالح ولكن يجب الا ينسوا ان مصالح سوريا اهم من مصالحهم الذاتية وسيطرتهم على الحكم مسنودين من جهات لها مصالحها ولذا يجب ان يحصلوا على مساندة الشعب بمكوناته والا سينقلب عليهم فى لحظة ويعود الى الشارع السلاح والاقتتال.
مريح ان نسمع ان هناك نوايا لبناء مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التى وفق التصريحات سينضوى تحت لوائها كل الفصائل المعارضة وان هيئة تحرير الشام ستبادر بالانضمام الى القوات المسلحة بعد ان يتم حل الاجنحة العسكرية لجميع الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت راية وزارة الدفاع السورية.