تحول المهرجان القومى للمسرح المصرى من مجرد احتفالية سنوية يتم فيها تكريم عدد من الفنانين، وعرض المسرحيات البارزة التى قدمت على مدار العام، إهداء الجوائز للعروض المتميزة ولمن يستحق من نجوم تلك العروض، إلى عيد سنوى يلتقى فيه كل المسرحيين، شبابهم وشيوخهم فى ليلتى الافتتاح والختام، وما بينهم من فعاليات، نعم .. تحول المهرجان إلى عيد للمسرحيين ونقاده، وما أجملها فرحة لقاء الزملاء معاً فى يوم تاريخى كل عام . !!
إهداء الدورة الـ 17 لسيدة المسرح الفنانة القديرة سميحة أيوب أثرى الدورة بتواجدها وحضورها، وهى فنانة لها تاريخ طويل، فلا يوجد فنان أو فنانة تعمل فى الحقل الفنى منذ أربعينات القرن الماضى حتى الآن سواها، فهى ما زالت تعمل منذ 77 عاماً، تاريخ فنى كبير ممتد لأكثر من 300 عمل فى كل أفرع الفنون، بينهم ما يزيد عن مائة عرض مسرحى إلى جانب الأفلام السينمائية والمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، والفنانة الوحيدة التى تتساوى معها فى تاريخ طويل ومماثل هى الفنانة الكبيرة أمينة رزق والتى حملت نفس اللقب « سيدة المسرح « وكانت تشارك فى الأعمال الفنية حتى العام الأخير من حياتها، وبالرغم أن سميحة أيوب تخطت الـ 90 عاماً من عمرها إلا أنها حرصت على التواجد فى حفل الإفتتاح وسط تلاميذها وتلميذاتها، وهو ما يحسب لها فى وقت تم إهداء دورة سابقة لأحد كبار الفنانين، ولم يهتم بالحضور، ولم يرسل أحد من أبنائه أو أحفاده لحضور التكريم .!!
رشح الفنان محمد رياض رئيس المهرجان عشر شخصيات فنية للتكريم فى دورة المهرجان، ونجح إلى حد كبير فى اختياراته، وكان من بين الاختيارات فنانون عملوا فى القطاع الخاص، وهو ما رفضه البعض مطالبين بحصر تكريم الفنانين الذين عملوا فى مسرح الدولة فقط، وأتساءل أليس مسرح الدولة هو المسرح الأم الشامل للكل، فلما لا نكرم فنانى القطاع الخاص، ألم يبذلوا الجهد لكى يثرى المسرح، ألم يناقشوا فى عروضهم قضايا المجتمع .!!
وأتساءل مرة أخرى عن مسرح نجيب الريحانى الذى نتشدق به، أليس هو مسرح قطاع خاص، ومسرح فاطمة رشدى أليس هو أيضاً مسرح قطاع خاص، ومسرح يوسف وهبى ..ومسرح على الكسار .. ومسرح جورج ابيض وغيرهم، أليس هؤلاء مسارح قطاع خاص، أليس هؤلاء من قامت على أيديهم وأكتافهم إنطلاق المسرح المصرى والعربى قبل أن يكون هناك مسرح الدولة، .. نعم هؤلاء الرعيل الأول للمسرح المصرى فى وقت لم تهتم الدولة بالمسرح إلا بعد سنوات عندما أنشأت معاهد التمثيل والمسرح والسينما، فلا شك عندما نكرم أحدهم لم نخرج عن النص . !!
.. ولعل ما جذب الانتباه فى التكريمات، تكريم د.عبدالله سعد إبن دار الأوبرا،فإختياره وتكريمه لم يأت من فراغ، فقد وقف على خشبة المسرح كمخرج وممثل بل ومغنى أوبرالي، ونتسائل أيضاً هل إخراج الأوبريتات وعروض الأوبرا خارج اختصاص المسرح، أعتقد أن خشبة المسرح لا تفرق بين مخرج مسرحى ومخرج أوبرات وأوبريتات، فعبدالله سعد أخرج على المسرج أوبرات شهيرة وعالمية مثل أوبرا عايدة وتوسكاوريجوليتو، كما أنه بعد دراسته فى الكونسرفتوار، درس أيضاً الإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، كما شارك بالتمثيل فى مسرحيات وجهة نظر وتخاريف مع محمد صبحى إلى جانب زقاق المدق وغيرها بالإضافة إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية، بل إن آخر أعماله الإخراجية أوبريت « أيام العز « والذى بدأ عرضه يوم الخميس الماضى على مسرح البالون، ولعل تكريم الفنان والمخرج عبدالله سعد سيفتح الباب لتكريمات فى الدورات القادمة لفنانى الأوبرا المصرية.
لقطة :فى حفل الافتتاح تم تكريم لجنة مشاهدة العروض المسرحية، وبعد تصوير اللقطة التذكارية مع وزير الثقافة ورئيس المهرجان على المسرح تذكرت مذيعة الحفل أنها لم تدع الفنانة فاطمة الكاشف كعضوة لجنة المشاهدة، كما تم صعود لجنة التحكيم لتعريفهم بالجمهور وتحيتهم، وبعد أخذ الصورة التذكارية مع وزير الثقافة تذكرت مذيعة الحفل اسم المخرج الكبير د.عادل عبده أحد أعضاء لجنة التحكيم .. ولا تعليق .!!