ظاهرة عجيبة غريبة سائدة فى الوسط الفنى ومهرجاناته السينمائية والموسيقية، بأنه يجب أن تقام فى كل دورة مهرجان ما تكريم عدد من الفنانين، استناداً إلى إنجازاتهم وإبداعاتهم الفنية الكبيرة، وأصبح ذلك «التكريم» دستوراً لكل مهرجان يضعه فى اولوياته قبل الاهتمام بتنفيذ برامج، وهو ما يبدو أنها ظاهرة حميدة وإيجابية، ولكن مع الوقت أصبح ذلك التكريم للفنانين من أجل الوجاهة والمنظرة من قبل إدارة المهرجان التى تعلم جيداً أن الاهتمام الإعلامى وبريقه سيزداد مع حضور تلك الشخصيات المكرمة من النجوم .!!
فى نفس الوقت فإن الشخصية المكرمة من النجوم لا ترفض التكريم، لأنها تحب وتعشق الأضواء التى تلقى عليها وقت صعودها للمسرح وتسلمها درع التكريم أو ما شابه، والملفت أن معظم التكريمات تصب فى عدد محدود من الفنانات لا تتعدى ثلاثة أو أربعة أسماء من الفنانات تجدهم طوال العام يتم تكريمهم فى أكثر من مهرجان، وأقرب مثال على ذلك الفنانة إلهام شاهين التى كرمت فى مهرجانين فى زمن لا يتعدى الـ 48 ساعة، ففى الأسبوع الماضى كرمت فى حفل إفتتاح مهرجان الفيوم السينمائي، وبعد يومين كرمت فى مهرجان السينما الفرانكوفونية المقام فاعلياته بدار الأوبرا .!!
وهنا لا لوم على الفنانة إلهام شاهين، فهى لم تسع وتطلب منهم التكريم، بل هم سعوا إليها لتتواجد بينهم لأن تكريمها له بصمة فى دورة المهرجان، وإن كنت أتمنى أن كانت تفاضل بينهما وتختار أحدهما حتى يكون للتكريم مذاق خاص، فما يحدث لا يحدث فى دول العالم بأسره، فالنجوم بالخارج لا يتم تكريمهم «عمال على بطال» إذ يجب أن تكون على الأقل فترة زمنية بين كل تكريم وآخر.!!
وأذكر أن الناقد السينمائى الراحل على أبوشادى قد اتفقت معه إدارة المهرجان القومى للسينما المصرية على تكريمه فى إحدى الدورات .. وبعدها بأيام أعلن مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية عن تكريمه أيضاً، والفارق بين موعد كل تكريم شهر واحد وليس يومان، فرفض أبوشادى أن يكرم فى عام واحد مرتان، وطلب أن يؤجل التكريم الثانى للعام التالى .!!
وهنا طرح تساؤلات عن عمل اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة التى تضم عدداً كبيراً من السينمائيين، أليس من صميم عملها أن تتطلع على تفاصيل كل دورة مهرجان، فهل لم ينتبهوا أن هناك مهرجانين مختلفين فى توقيت متفارب لكى يرفضوا هذا التكرار، ثم كيف تتم الموافقة على إقامة مهرجانان فى توقيت واحد، حيث تتداخل أيام فاعليات كل منهما، ونحن نعلم جيداً أن من صميم عمل لجنة المهرجانات هو التنسيق فى مواعيد إقامة المهرجانات الفنية، بأن لا يتداخل موعد مهرجان غنائى مثلاً مع مهرجان سينمائي، فكيف ومهرجانى الفيوم والفرنكوفونى هما مهرجانان سينمائيان .!!
التكريمات لا تقف عند المهرجانات السينمائية أو الموسيقية أو المسرحية، بل إنها تعدت للإحتفاليات والمؤتمرات، فتجد مؤتمر علمى يكرم فنانة أو فنان ..لماذا ؟!!، ولكنهم يعلمون أن تواجد النجوم سيزيد من قدر وقيمة الاحتفالية.. والنجوم لا يرفضون .!!
يجب على الفنان أن يدرك قيمته، وأنه أداة فى كل تلك الاحتفاليات والمهرجانات لصالح منظميها، فهم يستغلون نجوميته من أجل مصالحهم الشخصية والخاصة، والتكريمات وسيلة لتنفيذ أغراض المنظمين فى أغلب الأحوال .!!