فى عام 2016 تم اعتماد تقنية الفار أو حكم الفيديو المساعد من جانب الاتحاد الدولي، قبل أن يتم تطبيقها فعليا فى كأس القارات 2017 بشكل رسمى بعد اعتمادها من مجلس الاتحاد الدولى لكرة القدم لتطبق بعدها فى كأس العالم بروسيا 2018 ثم تنتشر فى دوريات أوروبا بداية من موسم 2027-2028 فى المانيا وايطاليا ثم أسبانيا موسم 2018-2019 وانجلترا فى العام التالى ثم فى دورى أبطال أوروبا موسم 2019-2020.
وفى مصر تم تطبيق التقنية لأول مرة عام 2020 ليتوقع الجميع أنها ستحل مشاكل التحكيم وستحول اللعبة الشعبية الأولى الى العدالة الكاملة وستقضى على مشاكل التحكيم تماما، ولكن ماذا حدث؟؟ لقد ازدادت المشاكل وبدلا من وقوع مشكلة تحكيمية كل بضع مباريات قبل تطبيق الفار، أصبحت المشاكل تضرب التحكيم مرات ومرات فى المباراة الواحدة لتزداد الأزمات التحكيمية أضعاف ما كانت قبل تطبيق تقنية الفار.
وفى اطار النصائح التى نقدمها لاتحاد الكرة الجديد فى بداية مهمته نتناول اليوم تقنية الفار وكيف يمكنها أن تساهم فى ارساء العدالة وتقليل المشاكل التى أصبحت يومية.
التحكيم قبل الفار كان مثل رجل اعتاد أن يذهب لعمله يوميا سيرا على الأقدام لأنه لا يملك سيارة فكان من النادر أن يتأخر على عمله، ولكن بعد أن أصبح هذا الرجل مقتدرا ويملك سيارة فارهة أصبح يتأخر على عمله باستمرار بسبب المرور فى الشوارع وتلك هى ضريبة التكنولوجيا التى تسببت بشكل مماثل فى مشاكل تحكيمية أكبر مع تطبيق الفار.
مع تطبيق الفار ظهرت مشكلتان كبيرتان، الأولى هى اختلاف المعايير فى تطبيق القرار، بمعنى أن نفس الخطأ يحتسب من جانب هذا الحكم بقرار ومن جانب حكم آخر بقرار مختلف مما أدى الى اشتعال الأزمات فى كل مباراة.
أما المشكلة الثانية فهى كاميرات الفار التى يفترض فى النظام المتكامل للتقنية أن تكون بعيدة عن تحكم كاميرات التليفزيون أو طاقم الاخراج ، أى أن تقنية الفار المتكاملة فى أوروبا مثلا تعتمد على نظام متكامل لكاميرات موجودة فى أماكن محددة فى الملعب بخلاف كاميرات النقل التليفزيونى ولا يتم التحكم فيها من خارج غرفة الفار، وبالتالى فهى لا تخضع للأهواء.
الآن ما هو الحل لانقاذ الكرة المصرية من أزمات التحكيم المستمرة؟
المشكلة الأولى تحتاج لدورات مستمرة للحكام للتدريب على التقنية مع توحيد القرارات بقدر الامكان فى الحالات المختلفة بحيث يكون القرار واحداً فى الحالات المتشابهة وبخاصة ضربات الجزاء التى يفوق معدل احتسابها فى مصر كل دوريات العالم، وهو ما يؤكده متابعة كل الدوريات العالمية والتى لا تحتسب فيها أكثر من نصف ضربات الجزاء التى تحتسب عندنا.
أما المشكلة الثانية فهى اعتماد تقنية الفار عندنا تماما على كاميرات التليفزيون فى أغلب الملاعب مما يؤدى لفقدان بعض الزوايا الهامة التى تمكن من اتخاذ القرارات بشكل سليم.
وأكبر مشكلة تواجه الفار هى خطوط التسلل التى يتم وضعها بشكل يدوى فى ظل غياب تقنية التسلل النصف آلية التى تم تطبيقها فى كأس العالم والتى توضع فيها الخطوط بشكل الكترونى دون تدخل.
الحل فى أزمة الفار أن تقوم لجنة الحكام بوضع قواعد ثابتة للحكام لاحتساب الخطاء بشكل موحد فى كل المباريات، بحيث لا تحدث اختلافات فى التنفيذ، أما الحل الثانى فهو توفير جهاز الفار المتكامل فى المباريات الكبرى على الأقل بحيث لا يتم الارتكان كليا الى كاميرات التليفزيون أو طاقم الاخراج، والحل الثالث هو عمل دورات متكررة لتوضيح الحالات التى تحدث اللغط، لعلنا نتخلص من أزمات الموسم وكل موسم!