محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتنياهو بإلغاء شهادته حول قضايا الفساد
مابين أزمة إنسانية خانقة منقطعة النظير، ووعد أمريكى بانفراجة قريبة خلال اسبوعين لانهاء حرب الإبادة بغزة ، يواصل الفلسطينيون كل يوم مواجهة القصف الإسرائيلى بقلوب صامدة، ولم يزد على الأمر شىء سوى ارتفاع فى حصيلة الشهداء والمصابين.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط ما لا يقل عن 23 شهيدا جديدا اثر شن الاحتلال غارات جوية عنيفة استهدفت عدة مناطق بغزة.
فى الاثناء قال المركز الفلسطينى للإعلام إن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف ضخمة للمبانى السكنية فى المناطق الشرقية لمدينة غزة، مضيفا ان الاحتلال فجّر 3 روبوتات مفخخة فى محيط شارع مسعود شرق جباليا البلد شمال قطاع غزة.
على صعيد آخر نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية تقارير عن اعترافات ضباط وجنود إسرائيليين حول تلقيهم تعليمات مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز تقديم المساعدات التابعة لما تُعرَف باسم « منظمة غزة الإنسانية» فى قطاع غزة.
وقال الضباط والجنود الإسرائيليون لهآرتس إن أوامر إطلاق النار صدرت عن قادة فى الجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات ،موضحين ان متلقى المساعدات لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أى تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار.
ونوه الضباط الى أن الجيش الإسرائيلى لا يستخدم وسائل عادية لتفريق طالبى المساعدات فى غزة، بل جميع أنواع الأسلحة الثقيلة، وفق وصفهم.
من جــانب آخـــر قــال مدير الإغــاثة الطبية بغزة ان 17 ألف طفل فى القطاع يعانون سوء التغذية، مشيرا الى ان الأمر يزداد سوءا يوماً بعد آخر.
واشار المسئول الطبى الى ان هناك جراحات كثيرة مؤجلة بسبب نقص الكوادر والمستلزمات الطبية والأدوية.
فى الاثناء قتل الحصار الذى يفرضه جيش الاحتلال على غزة، منذ أشهر، رضيعين جراء سوء التغذية ونفاد حليب الرضع فى القطاع.
وكانت وكالات أممية وكوادر طبية حذرت الاسبوع الماضى من « كارثة صحية وشيكة» تهدد حياة الرضع، جرّاء نفاد حليب الأطفال وسط استمرار الحصار والحرب.
من جانبها قالت المقررة المعنية بالحق بالصحة لدى الأمم المتحدة تلالنج موفوانج، إن الحديث عن وجود حق فى الحصول على الخدمات الصحية فى قطاع غزة بات مستحيلًا تحت وطأة الهجمات الدامية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى منذ 21 شهرا، مبينةً أن الأوضاع الإنسانية تتفاقم بشكل يومي.
وتناولت موفوانج، فى تصريح صحفى خلال مشاركتها فى الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، كافة التداعيات الكارثية للإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل، والحصار الذى تفرضه على القطاع.
وأضافت أيضاً « لدينا الآن مساعدات غذائية من المفترض أن تنقذ حياة الناس من الجوع والموت الوشيك، لكنها باتت تُستخدم من جانب الاحتلال وسيلة لاستهداف المدنيين العزل الذين يحاولون الحصول على الغذاء لأنفسهم ولأسرهم» .
وعلى الصعيد السياسى أجرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ووزير خارجيته ماركو روبيو، مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر، تم خلالها التوصل إلى تفاهمات لإنهاء الحرب فى قطاع غزة خلال أسبوعين، وفق تقارير صحفية إسرائيلية.
وحسب ما ذكرته صحيفة « إسرائيل هيوم» إن الاتفاق يتضمن الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، ونقل من تبقى من قيادات الحركة إلى دول أخري، فى إطار تسوية أكبر تهدف إلى تهدئة التصعيد فى المنطقة.
كما نص الاتفاق، بحسب الصحيفة، على استعداد إسرائيل للنظر فى حل مستقبلى للصراع الفلسطينى الإسرائيلى على أساس حل الدولتين، شريطة إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
وفى المقابل، ستعترف الولايات المتحدة بتطبيق بعض السيادة الإسرائيلية على مناطق فى الضفة الغربية المحتلة، ضمن تفاهمات أكبر تشمل توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل دولا إضافية، قد تكون من بينها سوريا.
من جهة أخرى رفضت محكمة إسرائيلية، أمس، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإلغاء شهادته خلال الأسابيع المقبلة فى قضايا الفساد الموجهة إليه، والتى من المقرر أن تستأنف الاثنين المقبل، حسبما ذكرت صحيفة « يديعوت أحرونوت» .
فى الاثناء تظاهر آلاف الإسرائيليين فى تل أبيب ليلة أمس الأول، مطالبين بإنهاء الحرب فى قطاع غزة وإجراء انتخابات.