حلف الناتو بدل ان يفكك نفسه بعد تفكيك حلف وارسو عدوه اللدود يختلق لنفسه أعداء جدداً حتى يضمن استمراره وبطبيعة الحال قيادة الحلف لا تستطيع ان تتحرك خطوة واحدة للأمام أو الخلف إلا بأمرة الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مساهم فى الحلف سواء بالسلاح أو العتاد أو التمويل وبالتالى أصبح الحلف مطية أمريكية يأتمر بأمرها ويحرك قواته عندما تنوى أمريكا شن عدوان أو غزو ضد دولة من الدول التى تعتبـرها مارقة رافضة للهيمنة الأمريكية أو تمثل عقبه فى طريق النفوذ الأمريكى أو تتخذ مواقف أو إجراءات ليست على هوى واشنطن وتعتبرها تهديداً لما تسميه مصالحها أو أمنها.
الولايات المتحدة الدولة الوحيدة فى العالم التى تعتبر أى شخص أو موقفا وإجراء لا يتماشى مع سياساتها.. تهديد لأمنها القومى حتى لو كان هذا الأمر على بعد الآف الأميال وهى الدولة الوحيدة التى تستخدم هذا التعبير وأصبح مبرراً ودافعاً لاختلاق عداوات مع أطراف وخططاً للتدخل ضد دول لا تملك رفاهية الدخول حتى فى مناوشات مع أحد وليس الدخول فى مواجهة مع أقوى قوة باطشه فى العالم.
تهديد أمن أمريكا «لبانة» ماسخه على السنة المسئولين فى الإدارة الأمريكية لم يعد يصدقها أحد رغم ان أمريكا فى حالات كثيرة تقوم بأعمال عدائية سافرة ولا تتورع عن دفع هذه الإجراءات إلى حافة الهاوية والقيام بشن عدوان أو غزو رغم ان الأمر قد لا يستحق ولكن المؤكد انها تريد إرسال رسائل إلى أطراف أخرى كنوع من الردع المسبق لحماية ما تسميه مصالحها حول العالم.
رجل الأعمال الأمريكى إيلون ماسك ايد ضرورة حل حلف «الناتو» وأنه لم يعد هناك أى مبرر لبقائه بعد تفكك حلف وارسو وقبله كتب الملياردر الأمريكى ديفيد ساكس على منصة «إكس»: «انهار الاتحاد السوفيتى عام 1991وواجه حلف «الناتو» أزمة وجودية حيث إن سبب بقائه قد زال ولكنه بدلاً من حل نفسه بدأ الحلف تنفيذ مهمة أخرى هى التوسع وفى حلقة مغلقة فإن توسع «الناتو» يختلق الأعداء لتبرير بقائه».
وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أكد أنه بعد حل حلف وارسو وزوال الاتحاد السوفيتى ظهر «أمل فى تنفيذ مبادئ التعددية الحقيقية دون خطوط تقسيم فى المنطقة الأورو أطلسية لكن بدلاً من الكشف عن إمكانات منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا على أساس جماعى متكافئ حافظت الدول الغربية على حلف «الناتو» وخلافاً لوعودها زحفت نحو المساحات المجاورة بما فيها المناطق التى تشكل أهمية حيوية لروسيا ومصالحها».
اذن الولايات المتحدة لم تلتزم بوعود وعهود ومواثيق جرت على الملأ بعد تفكك الاتحاد السوفيى لترتيب الأوضاع الدولية كعادتها فى التملص من التزاماتها الدولية والإقليمية وتركت «الناتو» أداة تستخدمها مطية فى تنفيذ مخططاتها خارج القانون الدولى وخارج سلطة مجلس الأمن الدولى كما فعلت بعد ذلك من غزو لافغانستان والعراق وليبيا وغيرها اقترفت فيها مجازر ودمرت وسرقت ثروات وتركت هذه البلدان تئن من وطأة سياسة الأرض المحروقة التى مارستها فيها حتى الآن دون مبررات لهذا الانتقام الجائر ودورها فى العدوان على غزة من خلال تزويد الكيان الصهيونى بكل الأسلحة والقنابل والصواريخ الفتاك وتقف وراء تعنت الإرهابى المجرم نيتنياهو حتى يحقق أهدافه التى فشل فى تحقيقها حتى وأعطته بدل الفرصة مائة فرصة وهو الآن ينتقل من فشل إلى فشل فلا أمريكا قادرة على مساعدته فى تحقيق أى هدف ولا الناتو.