قضية المياه وجودية.. والتزام أوروبى بدعم أمن مصر المائى
خطة إعمار غزة جاهزة وتنتظر إقرار القادة فى القمة العربية
أشاد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة بالزخم الذى تشهده العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى بعد ترفيعها فى شهر مارس 2024.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده وزير الخارجية امس مع دوبرافكاسويتشا المفوضة الأوروبية لشئون المتوسط عقب مباحثاتهما.
أضاف الوزير أن هذه الزيارة تعكس الحرص المشترك من الجانبين على الارتقاء بالتعاون والتنسيق الوثيق من أجل استتباب الامن والاستقرار فى الشرق الأوسط والمتوسط.
وقال إن المباحثات مع المفوضة الأوروبية تناولت العلاقات المتميزة بين مصر والاتحاد الأوروبى والاطر التى تحكم العلاقات.. لافتا الى انه تم الاتفاق على ضرورة التنفيذ الكامل لتنفيذ المحاور الستة لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة.. مع العمل على عقد القمة الثانية بين الجانبين هذا العام.
وأضاف انه احاط المفوضة الاوروبية علما بالاجراءات التى تتخذها الحكومة المصرية لمزيد من خلق بيئة مواتية للاستثمار.. لافتا الى انه تم أيضا الحديث عن وضع سقف للاستثمارات الحكومية العامة فى مصر وعن التسهيلات الخاصة بالنظام الضريبى والتشريع الصادر عن البرلمان فى هذا الصدد وازالة العقبات الادارية والبيروقراطية من خلال سياسة الشباك الواحد.
وأوضح أنه تم بحث الاستثمار فى قطاعات معينة ذات أولوية وخاصة قطاع الطاقة سواء النظيفة أو الجديدة والمتجددة، وقطاع الامن الغذائى والتصنيع وخاصة وان لمصر خطة طموحة لتوطين الصناعة، وقطاع الرقمنة واللوجستيات والذكاء الاصطناعي.
وأضاف انه تم أيضا تناول التعاون العلمى والثقافى والتكنولوجى وخاصة ان مصر انضمت الى اطر وآليات تابعة للاتحاد الاوروبى لترسيخ التعاون فى مجال البحوث والعلوم وتبادل الطلاب والاساتذة ومنها برنامج هوريزونا وروبوارسموس بلس بخلاف مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث انه منذ سبتمبر 2016 لم تخرج اى مركب من السواحل المصرية تحمل مهاجرين غير شرعيين ولكن نريد المزيد من الدعم الاوروبى لان الاعباء كبيرة جدا مع وجود 9 مليون ضيف على الاراضى المصرية.
وقال وزير الخارجية إن قضية المياه هى قضية وجودية وهى أحد محاور التعاون فى اطار الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين، وهناك إلتزام أوروبى بدعم أمن مصر المائي.. لافتا إلى انه أحاط المفوضة الأوروبية بوصول المفاوضات مع الجانب الاثيوبى الى طريق مسدود فى ظل التعنت من الطرف الآخر بعد أكثر من 13 عاما من المفاوضات غير المجدية.
وأوضح انه تم الاتفاق ايضا على اهمية التشاور بين مصر والاتحاد الأوروبى حول ميثاق المتوسط الذى تعتزم المفوضية الأوروبية إطلاقه.
وأشار وزير الخارجية إلى ان المفوضة الاوروبية اكدت خلال اللقاء مع السيد الرئيس على ان الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبى تشكل نموذجاً يحتذى به فى المنطقة.
واوضح انه تم التطرق الى التطلع لسرعة الانتهاء من الاجراءات الخاصة بتحويل الشريحة الثانية من الحزمة التمويلية بقيمة أربعة مليارات يورو.
وقال الوزير عبدالعاطى ان المباحثات تناولت العديد من الملفات الاقليمية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع فى قطاع غزة والأوضاع الكارثية فى الضفة الغربية، والأوضاع فى السودان وليبيا وسوريا وقضية السد الاثيوبى بالاضافة الى الأوضاع فى لبنان والبحر الأحمر.
وأضاف انه أحاط المفوضة الأوروبية بالأهمية البالغة التى نعولها على الاتحاد الاوروبى لممارسة المزيد من الضغط والنفوذ لتثبيت وقف اطلاق النار وضمان استدامة وقف اطلاق النار، وتنفيذ كل طرف لالتزاماته فيما يتعلق بالافراج عن الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات الانسانية.
وأوضح انه أحاط المفوضة الأوروبية علما بالخطة المصرية العربية الاسلامية التى يتم اعتمادها لاعادة الاعمار مع بقاء الفلسطينيين فى أماكنهم وعلى أرضهم، وأهمية البدء الفورى فى برامج التعافى المبكر ثم يعقبها اعادة الإعمار.. لافتا الى انه تم التطرق الى الأهمية البالغة لوحود أفق سياسى يقود الى اقامة الدولة الفلسطينية باعتباره السبيل الوحيد لضمان عدم تكرار حلقات العنف، فالعدوان الاسرائيلى على مدار الأشهر الماضية لم يكن الاول من نوعه
ورداً على سؤال حول مستوى الالتزام بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار أكد د. بدر عبدالعاطى أهمية التنفيذ الكامل والأمين لما تم التوقيع عليه فى الاتفاقية.. مشيراً إلى أن دور مصر وقطر والولايات المتحدة فعال ونريد التأكيد على أهمية عملية التنفيذ وعلينا أن نبدأ فى التباحث حول المرحلة الثانية والمهم هو استدامة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وكذلك الأسرى الفلسطينيون والانفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية وسنستمر فى جهودنا المكثفة لضمان استدامة وقف إطلاق النار والدخول فى مفاوضات تنفيذ المرحلة الثانية.
وأضاف د. بدر عبدالعاطى ان دور الاتحاد الأوروبى مهم فهو شريك استراتيجى لنا ولكل ما يخص القضية الفلسطينية ويعتبر الاتحاد الأوروبى هو المانح الأول للسلطة الفلسطينية ونحن نعول على دور الاتحاد الأوروبى ليس الاقتصادى فقط بل والسياسى أيضا لممارسة اقصى درجات الضغط على الأطراف للالتزام باتفاق وقف إطلاق الناروأضاف انه سيتم بعد موافقة القمة العربية على خطة إعادة إعمار غزة إجراء محادثات مع الجانب الأوروبى ومع كل الدول الرئيسية والأطراف المانحة وإجراء زيارات للخارج، لأن خطة إعادة إعمار غزة بعد اعتمادها من القمة العربية لن تكون خطة مصرية أو عربية أو إسلامية بل ستكون خطة مدعومة دولياً للعمل على تتفيذها وسيعقد اجتماع وزارى طارئ فى السعودية لمنظمة دول التعاون الإسلامى عقب القمة العربية لاعتماد مخرجات خطة إعادة الإعمار.
وردا على سؤال حول «خطة إعادة إعمار غزة» قالت المسئولة الاوروبية: إننا سننتظر إلى ما إذا كان سيتم اعتماد الخطة فى القمة العربية ونتمنى ان يتم اعتمادها.. مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى يرى أن حماس منظمة إرهابية ووجودها غير مقبول لنا ونحن نستثمر المال فى برامج متعددة الأطراف لنجعل الفلسطينيين أقوياء ونجعل غزة حاضرة.
ومن جانبه أشار د. بدر عبدالعاطى إلى أن مصر لم تطلع أحداً على تفاصيل خطة إعمار غزة حيث سيتم عرضها على الاجتماع الوزارى اليوم ثم القمة العربية غدًا ولا يمكن مشاركتها مع أى طرف قبل إقرارها من القمة العربية الطارئة ٤ مارس.
ومن جانبها اعربت دوبرافكا سويتشا المفوضة الأوروبية لشئون المتوسط أن مصر شريك استراتيجى للاتحاد الأوروبى وتلعب دورا أساسيا لضمان السلام الدائم والشامل للمنطقة قالت إن المباحثات تناولت الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبى ونحن ملتزمون بتنفيذ الدعم من أجل الازدهار الاقتصادى وتحقيق الرفاهية للشعب المصرى ، لافتة إلى أنه منذ مؤتمر الاستثمار مع مصر والذى شهد توقيع نحو 30 اتفاقية إضافة لمذكرات تفاهم ، فنحن سنستمر فى العمل من أجل تعزيز التعاون وتقديم حزم تمويلية ، كما أننا نتعاون مع القطاع الخاص ، ونقدر ما تقوم به مصر .
اضافت أنه تم الاتفاق على تقوية المشاركة السياسية ، وان القمة بين مصر والاتحاد الأوروبى المقرر عقدها هذا العام ستكون على المستوى الرئاسى .
اوضحت أنه من إحدى الوثائق المهمة ضمن ملف عملها هو ضمان العمل معا والاستماع للشركاء لمعرفة اولوياتهم معربة عن اعتقادها بأنه يمكن القيام بالكثير فى المنطقة مع مصر وبدونها أمر مستحيل .