نقل موقع أكسيوس الأمريكي، عن مسئوليْن إسرائيلييْن، قولهما إنّ إسرائيل قدمت لحماس اقتراحًا محدثًا للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق بعض المحتجزين وبدء وقف إطلاق النار.
وأضاف الموقع الأمريكى أنّ الاقتراح يتضمن إطلاق بعض من الأسرى الـ100 لدى حماس وبدء وقف لإطلاق النار، موضحًا أن الاقتراح قريب مما تم التفاوض عليه فى أغسطس ويركز على تنفيذ المرحلة الأولي.
وأشار إلى أنَّ حماس أبدت استعدادًا أكبر للتحلى بالمرونة والبدء فى تنفيذ اتفاق ولو جزئي. كما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مصادر إن الحركة قد توافق على شرط رئيسى لإسرائيل، من أجل التوصل إلى اتفاق.
وحسب تقرير للصحيفة، أبلغت حماس الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء فى غزة مؤقتا عندما يتوقف القتال. كما سلمت الحركة قائمة بالرهائن، ومن بينهم مواطنون أمريكيون، ستفرج عنهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذى لم تفعله منذ الهدنة الأولى والوحيدة قبل نحو عام.
وأكدت الصحيفة أن هذه المرونة من قبل الحركة ترجع إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الذى دخل حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر، حيث تضطر حماس للقتال وحدها ضد إسرائيل.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التعليق على تقرير «وول ستريت جورنال»، وقال فى وقت سابق إن هناك «تطورات» فى محادثات وقف إطلاق النار، لكنه اعتبر أن «من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان فى متناول اليد».
فى الوقت نفسه، ووفقا للتقرير فى قناة 12 العبرية أوضح مسئول كبير مطلع على تفاصيل المحادثات أن «هناك تقدما فى المحادثات على الرغم من وجود فجوات». وبحسب المصدر، فإن محور الخلاف فى الوقت الحالى هو عدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم فى المرحلة الأولي، بينما فى إسرائيل يريدون أن يكون العدد أكبر ما يمكن، خشية أن يمر وقت طويل بين المراحل.
يأتى هذا التفاؤل الحذر فى الوقت الذى يجرى فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إسرائيل محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.
كان مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس، قد قال إنه أبلغ وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون.
وبالرغم من احتمال التوصل لاتفاق قريب لوقف إطلاق النار، مازالت قوات الاحتلال تواصل غارتها على مختلف المناطق فى قطاع غزة، حيث قالت وزارة الصحة الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و99 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
كما أدى قصف إسرائيلى أمس على جنوب القطاع إلى استشهاد 12 فلسطينيا من «حراس المساعدات» فى غزة، منهم 7 فى منطقة المواصى برفح، و5 فى منطقة المواصى بخان يونس.
وقال الدفاع المدنى فى غزة إن 30 مواطنا أخرين غالبيتهم من الأطفال أصيبوا نتيجة للقصف الجوى الإسرائيلي، ونقلوا إلى مستشفيات فى رفح وخان يونس. وأشار إلى أن إسرائيل استهدفت عناصر تأمين شاحنات المساعدات لافتا إلى أن عناصر تأمين المساعدات كانوا يحرسون 6 شاحنات تحمل الدقيق، وكانت فى طريقها إلى مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
يذكر أن شخصيات فلسطينية مستقلة بالتعاون مع عائلات فلسطينية شكلت مجموعات تضم عشرات الشبان، لتأمين المساعدات، حيث تعرضت عشرات الشاحنات خلال الأشهر الماضية لعمليات سطو وسرقة.
ويأتى القصف الإسرائيلى بعد ساعات من دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة فى قرار غير ملزم، إلى وقف فورى وغير مشروط لإطلاق النار فى قطاع غزة، حيث أقرت الجمعية القرار بغالبية 158 دولة مؤيدة، فى مقابل 9 دول صوّتت ضدّه من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 13 دولة عن التصويت.
من جانبه، أكد رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، أن التقارير والبيانات الواردة من داخل المدينة تنم عن وجود مخطط لدى قوات الاحتلال لجعل رفح مدينة غير صالحة للحياة، حيث نفذت إسرائيل عمليات هدم وتجريف ونسف للمبانى السكنية والمرافق الخدماتية وشبكات البنية التحتية فى كافة أحياء المدينة.
واعتبر صوفى أن استقدام قوات الاحتلال لشركات من أجل هدم المبانى وترحيل ركامها إلى جهات غير معلومة فى سابقة هى الأولى من نوعها فى حرب الإبادة الجماعية، يؤكد وجود خطة مبيتة يتم تنفيذها بحق مدينة رفح التى أجبرت قوات الاحتلال أهلها على مغادرتها تحت النار منذ أكثر من سبعة أشهر.