الإسراع فى نفاذ المساعدات الإنسانية
تفاؤل حذر حول اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل والذى تم الاعلان عن التوصل له بفضل الجهود الكبيرة التى بذلت خلال الفترة الماضية من قبل الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما توج فى النهاية بهذا الاتفاق الذى يشمل ثلاث مراحل ينهى معاناة أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة، وتشمل إطلاق سراح المحتجزين والأسرى من الجانبين، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ما يمهد حرية الحركة فى جميع مناطقه وإدخال أكبر قدر من المساعدات.
استمرت معاناة الفلسطينيين فى غزة طيلة 15 شهرا من ممارسات الاحتلال الإسرائيلى الاجرامية من قتل وتدمير وتجويع وإبادة جماعية تجاه مدنيين وأطفال ونساء عزل، وللاسف ظل هذا الوضع مستمرا دون تحرك من المجتمع الدولى والذى كان متفرجا على المشاهد المأساوية التى نراها يوميا، ولكن التحرك المصرى من أجل العمل على وقف نزيف وإراقة الدماء الفلسطينية بسبب العدوان الإسرائيلى كان منذ اللحظة الاولى فى 7 أكتوبر 2023 حيث استضافت مؤتمر القاهرة للسلام لحث المجتمع الدولى للعمل سريعا لوقف هذه الحرب على غزة، وكان لمصر دورا مهما للغاية باصرارها وجديتها فى إفشال مخططات التهجير القسرى ووقفت كحائط صد لم يسمح باتمام هذا المخطط الإسرائيلى الشيطانى لتصفية القضية الفلسطينية، كما قدمت مصر 70 ٪ من المساعدات التى دخلت لقطاع غزة، وأنشأت أول مخيم إيواء فى جنوب قطاع غزة.
واستمرت القاهرة فى جهودها دون توقف وستظل مستمرة فى جهودها فهى وسيط رئيسى بين إسرائيل وحماس لسنوات ولاعب رائد فى مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية وبالتالى فإن على الطرفين تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار دون أى تأخير.
هناك ضرورة لتكثيف نفاذ المساعدات الإنسانية على نطاق واسع فى كافة أنحاء قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة لإنهاء المعاناة الإنسانية بالقطاع، فمصر تهدف إلى فتح معبر رفح فى أقرب وقت ممكن للسماح بدخول 600 شاحنة يوميا، كما ان هناك ضرورة من أجل تنفيذ بنود الاتفاق بمراحله المختلفة فى التواريخ المحددة لها، وتضافر الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة وتأهيل البنية التحتية لاستعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
اشادات دولية كثيرة بالدور المصرى المحورى والجهود الحثيثة التى اضطلعت بها مصر مما أسهم بشكل مباشر فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فها هو الدور المصرى الذى لا يمكن الاستغناء عنه.
الحل الوحيد من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرفية.
الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سيجلس على كرسى الرئاسة رسميا غدا الاثنين ويتولى مهام عمله، السؤال المهم ماذا سيكون لديه من أجل عدم عودة الحرب فى غزة مجددا والعمل على الاستمرار فى الاتفاق دون ان يتم انتهاك وقف إطلاق النار من الطرفين، وبالتالى فان هناك ضرورة على العمل من البداية من الاجل الاسراع فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وضرورة الإسراع فى نفاذ المساعدات الانسانية بشكل عاجل نظرا لما يعانيه سكان غزة، سنرى خلال اليومين القادمين ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة ما الذى سوف يفعلا، نأمل ان تسير فى خطى مختلفة عن الرئيس الحالى بايدن، كما نتمنى ان يتم اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة فى وقت قريب من أجل إنهاء هذا الصراع الذى طال امده وكان له تأثيره على كل المنطقة.