انفاقنا مليارات الدولارات لإعداد بيئة تكنولوجية فى مجال الرقمنة تتناسب مع ما يشهده العالم من ثورة فى الذكاء الاصطناعى يتطلب من وزارتى التربية والتعليم العالى التنسيق لطرح مناهج وبرامج تعليمية مطورة من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية لإعداد خريجين مؤهلين للتعامل مع مجال وخدمات التعهيد حيث الفرصة مهيأة امام من يجيد تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات كوسيط متخصص تتوفر لديه القدرات والخبرات الفنية للحصول على وظائف المستقبل.
ليس من المقبول فى ظل تزايد عدد السكان الذى بلغ حالياً نحو 106 ملايين مواطن الا نجد مع بداية دخولنا لهذا المجال سوى العشرات فقط من المؤهلين لدراسة البرمجة رغم ان الدولة استهدفت انفاق ما بين 30 الفاً إلى 60 الف دولار على الدارس بحيث يتم المساعدة فى تجاوز أى أزمات اقتصادية ناتجة عن الخارج.
ليس من المستغرب وجود دول تعداد سكانها لا يتعدى 10 ملايين نسمة ويعمل لديها أكثر من 500 ألف شخص فى مجال خدمات التعهيد ويصل إجمالى تصديرها إلى نحو 70 مليار دولار سنوياً.
ينبغى على الطلاب وأسرهم التفكير بجدية فى اقتحام دراسة فنون البرمجة وتحليل البيانات وخاصة الضخمة لانها من وظائف المستقبل.
من الاهمية ادراك ان الدولة تستهدف خلال عامين الوصول إلى تحقيق 9 مليارات دولار من خدمات التعهيد.
ومن المؤكد ان مراكز البيانات تمثل محوراً أساسياً للانعكاس الحقيقى للدولة فى التحول الرقمى يسهم فى خلق فرص لدعم الاقتصاد وتأمينه .
آن الأوان للتخلص من حفظ بياناتنا بالخارج بمبالغ طائلة وتوفير ملايين الدولارات المصروفة عليها والأهم تحقيق الأمن السيبرانى للبيانات الحكومية.. مع التوسع فى اقامة مراكز البيانات لتخزينها وإدارتها.
نجاحنا فى إنشاء رقمنة متكاملة قادرة على ربط كافة القطاعات الإنتاجية سوف يسهم فى تعزيز التنمية المستدامة وبخاصة بعد الوصول لتحقيق بنية تحتية مناسبة للأعمال الرقمية.
إننا بحاجة لتحقيق نقلة متقدمة وغير مسبوقة نحو التوسع فى استخدام الذكاء الاصطناعى بما يدفعنا للانفتاح بقوة نحو المجتمع الرقمى مع إعطاء الأولوية للاعتماد على التكنولوجيا فى تحليل البيانات الرسمية.
من المؤكد أن مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية يضمن لنا تعزيز كفاءة الخدمات الحكومية وتحسين جودتها والتيسير على المواطنين فضلاً عن تشجيع المستثمرين وجذب استثماراتهم لضخها بالاقتصاد لقناعتهم .
أعتقد أن أمام كل من د.أيمن عاشور وزير التعليم العالى وزميله د.رضا حجازى وزير التربية والتعليم الفرص الواعدة باستراتيجيتهما التعليمية للسنوات القادمة.
نحن بحاجة للإسراع فى التوسع بالمدارس والمعاهد والكليات المتخصصة فى علوم البيانات وفنون البرمجة والتعليم الرقمى لتلبية احتياجات الطلاب وأسرهم فى اكساب أبنائهم علوم الوظائف المستقبلية لتحقيق عائد كبير من ناحية والمشاركة فى المستقبل الذى يتقدم فيه العالم بشكل متسارع وبما يعزز ريادتنا إقليمياً ودولياً لترسيخ مكانة مصر كممر رقمى لنقل البيانات وقياداتنا لأسواق مراكز البيانات على مستوى الشرق الأوسط وافريقيا.