كل عام وفي هذا اليوم العظيم، نحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى التي تجسد صمود وإرادة الشعب المصري، وتذكرنا بتضحيات أبطالنا الذين كتبوا بأيديهم بأحرف من نور أسطورة النصر العظيم.
الاحتفال بهذه الذكرى يجدد في نفوس الأجيال الشابة روح البطولة والتضحية والفداء من أجل الوطن، وتساعد هذه المناسبة على تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للوطن، وتذكير الجميع بقيم الوحدة والتكاتف.
من خلال استرجاع أحداث هذه الحرب العظيمة، يمكننا استلهام العبر والدروس التي تساعدنا على مواجهة التحديات المستقبلية.
العالم اليوم يواجه تحديات متشابكة ومتداخلة تتطلب حلولاً مبتكرة وشاملة، من تغير المناخ والفقر والجوع، إلى الصراعات المسلحة والأوبئة، تتطلب هذه التحديات تعاوناً دولياً واسعاً، يمكن لوطننا أن يساهم في مواجهة هذه التحديات من خلال تبني سياسات مستدامة، ودعم البحث العلمي، والمساهمة في الجهود الإنسانية الدولية، وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى.
بدلاً من اللجوء إلى القوة، يمكننا تحقيق أهدافنا من خلال الدبلوماسية والحوار، فإن بناء علاقات قوية مع الدول الأخرى وتعزيز التعاون الدولي يساهم في تعزيز مكانتنا العالمية وحماية مصالحنا، النصر الحقيقي يكمن في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتوحيد صفوفنا لتعزيز هويتنا الوطنية، لبناء مجتمع يقوم على التسامح والاحترام المتبادل، حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، إن تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف المكونات الاجتماعية هو السبيل الأمثل لبناء وطن قوي ومتماسك.
ولا نغفل دور شباب مصر فهم عماد المستقبل، ولذلك يجب علينا الاستثمار فيهم وتمكينهم، ويجب أن نوفر لهم الفرص التعليمية والمهنية، وأن نشجعهم على المشاركة في الحياة العامة، إن إشراك الشباب في بناء الوطن هو الضمانة الأفضل لمستقبل مشرق.
كما أن تراثنا الثقافي هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية التى يجب علينا الحفاظ على هذا التراث وننقله إلى الأجيال القادمة، إن الاحتفاء بتراثنا وتاريخنا يزيد من شعورنا بالانتماء والولاء لوطننا.
تظل رسالة انتصارات أكتوبر خالدة، وهي أن الإرادة والعزيمة القوية قادرة على تحقيق المستحيل، وأن الشعب المصري قادر على تجاوز أي تحدٍ يواجهه.
دعونا جميعًا نستلهم من هذه الذكرى العظيمة، ونعمل جميعًا من أجل بناء مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة.