يُعتبر اختيار التخصص الجامعي من أهم القرارات التي يتخذها الشاب في حياته، فهو بمثابة نقطة تحول تقود مسيرته المهنية المستقبلية، ومع تزايد المنافسة في سوق العمل، يواجه الطلاب ضغوطًا كبيرة لاختيار التخصص الأنسب الذي يضمن لهم مستقبلًا واعدًا.
ففي ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة وارتفاع معدلات البطالة، أصبح سؤال “ما هو التخصص المناسب لي؟” سؤالاً يقلق الكثيرين ويحتاج إلى تفكير عميق وتخطيط دقيق.
العديد من الدول العربية تعاني من مشكلة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الخريجين، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها عدم تطابق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وغياب فرص العمل المناسبة، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه العديد من هذه الدول.
وسجل معدل البطالة بين الشباب في الدول العربية أعلى معدل في العالم عند 28% في عام 2023، بانخفاض قدره 3.3 نقطة مئوية عن أعلى مستوى له عند 31.3% في عام 2020، ونقطة مئوية واحدة فوق مستوى ما قبل الجائحة البالغ 27% في عام 2019، وفق ما ذكرت منظمة العمل الدولية.
إن التنبؤ بأفضل التخصصات الجامعية في المستقبل يتطلب النظر في الاتجاهات التكنولوجية والاقتصادية واحتياجات المجتمع.
ومن خلال رصد لأهم 10 تخصصات من المرجح أن تظل فعالة ومطلوبة بعد 30 عاما من الآن، تصدر المركز الأول: تخصصات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأمن السيبراني وتطوير البرمجيات، إن هذه التخصصات هي عصب الثورة الصناعية الرابعة، ومن المتوقع أن تنمو بشكل كبير جدا خلال السنوات الـ 30 القادمة.
التخصص الثاني: علم البيانات/التحليلات هو مجال سريع التطور يركز على استخراج الأفكار من البيانات لإبلاغ عملية صنع القرار ودفع إستراتيجية الأعمال.
التخصص الثالث: التمريض/إدارة الرعاية الصحية ستظل هذه المهن ذات أهمية حيوية بسبب التحديات الصحية المستمرة، كما أن هذه المهن من المكونات الأساسية لنظام الرعاية الصحية العالمي.
التخصص الرابع: علوم البيئة، الخامس: الهندسة، السادس: تكنولوجيا لمعلومات/الشبكات، السابع: إدارة الأعمال، الثامن: التكنولوجيا الحيوية/الهندسة الحيوية، التاسع: الصحة العقلية والنفسية، العاشر: التعليم يقصد به التعليم في مجالات محددة بعينها هي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فمع الثورة التكنولوجية الرابعة وتطورها يوما بعد يوم سيكون هناك مجال واسع ومتزايد للمعلمين في هذه التخصصات.
ومن هنا فإن اختيار تخصص جامعي يصمد أمام اختبار الزمن يغدو عاملا حاسما، وبالذات في ظل الثورة الصناعية الرابعة وتحدي الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتطورات التي تحدث كل يوم على عالم الوظائف والمهن في العالم.