استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، جيرارد ميستراليت المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشئون الممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط وأوروبا “IMEC”، لبحث سبل التعاون المشترك، بحضور السفيرة نجلاء نجيب نائب مساعد وزير الخارجية، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
جاء ذلك على هامش زيارته الرسمية لمصر، في إطار التعاون المثمر والتنسيق المستمر بين هيئة قناة السويس ووزارة الخارجية، وتهدف الزيارة إلى التعرف عن قرب على قناة السويس ومشروعاتها التنموية.
أكد الفريق أسامة ربيع الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس باعتبارها أقصر وأسرع وأكثر الطرق أماناً بين الشرق والغرب، مشدداً على أنها ركيزة أساسية لصناعة النقل البحري منذ أكثر من 150 عاماً، حيث تعتمد عليها التجارة العالمية في نقل البضائع بكفاءة عالية.
أوضح رئيس الهيئة أن الدولة المصرية تتبنى استراتيجية تطوير طموحة ومتكاملة تشمل المجرى الملاحي للقناة والمنطقة الصناعية واللوجيستية المحيطة بها لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد في قلب العالم، مؤكداً أن القناة نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة لعملائها بتوفير الوقت والتكلفة والخدمات البحرية واللوجيستية، مما ساهم في استدامة سلاسل الإمداد العالمية حتى في أصعب الظروف.
شدد الفريق ربيع على استعداد قناة السويس الدائم للتعاون والتكامل مع كافة الأطروحات والمشروعات البحرية الجديدة التي تسعى لتعزيز التجارة بين الدول وتسهيل العمليات اللوجيستية، مشيراً إلى أن النقل البحري يستحوذ على النسبة الأكبر من حجم التجارة العالمية، وهو ما يعزز من مكانة القناة كممر مائي استراتيجي.

أكد رئيس الهيئة أن أزمة البحر الأحمر لم تسفر عن خلق طريق مستدام بديل لقناة السويس، بل أثبتت أهميتها في استقرار سلاسل الإمداد العالمية، حيث أدى لجوء العديد من الخطوط الملاحية إلى طريق رأس الرجاء الصالح إلى ارتفاع نوالين الشحن وزيادة التكاليف التشغيلية وأسعار التأمين، فضلاً عن زيادة مدة الرحلات، مما رفع استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة البحرية.
استعرض الفريق ربيع الجهود التي بذلتها الهيئة لمواجهة الأزمة، ومنها استحداث حزمة من الخدمات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، وتبني سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة، مثل تثبيت رسوم العبور، بالإضافة إلى تحقيق التواصل المستمر مع الخطوط الملاحية وشركات الشحن الكبرى، مؤكداً وجود العديد من المؤشرات الإيجابية نحو بدء عودة الاستقرار للمنطقة، وهو ما انعكس في عودة العديد من السفن لتعديل مسارها والعبور مجدداً عبر قناة السويس.
من جانبه، أعرب جيرارد ميستراليت عن تطلعه لاستثمار زيارته لهيئة قناة السويس لمناقشة فرص التعاون المحتملة، مؤكداً أن الممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط وأوروبا “IMEC” لن يكون منافساً لقناة السويس، حيث يعتمد على النقل البحري في بعض مراحله بالإضافة إلى السكك الحديدية، مما يجعله مختلفاً في طبيعته وطاقته الاستيعابية.

أوضح ميستراليت أن الهدف من زيارته هو التعرف عن قرب على استراتيجية قناة السويس والخدمات التي تقدمها، مشيراً إلى أن طرق الممر الجديد ما زالت قيد الدراسة، وهناك بدائل يتم بحثها قد تتضمن التعاون مع مصر من خلال العبور عبر القناة.
أشاد المبعوث الفرنسي بالخطوات الجادة التي اتخذتها هيئة قناة السويس لتطوير بنيتها التحتية وتعزيز مشروعاتها في مجال الخدمات الملاحية واللوجيستية، كما أشاد بإدارة الهيئة المرنة لأزمة البحر الأحمر، متمنياً عودة الاستقرار الكامل للمنطقة في القريب العاجل.

أكدت السفيرة نجلاء نجيب أهمية اللقاء في ضوء الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لتطوير بنيتها التحتية خلال العشر سنوات الماضية، مما جعلها نقطة محورية أساسية تربط بين آسيا وأوروبا، مع التوسع لربط مناطق أخرى في الشرق الأقصى وغرب أوروبا وأفريقيا، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المستقبلي ضمن مشروع “IMEC”.
شملت الزيارة تفقد محاكيات التدريب بأكاديمية القناة، ثم زيارة مارينا يخوت قناة السويس، أعقبها جولة بحرية في قناة السويس الجديدة، قبل أن يختتم الوفد زيارته بجولة في متحف قناة السويس للتعرف على تاريخها منذ بدء الحفر وحتى اليوم.