الشمس تخترق ممراً بالجبل بعمق 68 متراً لتصنع بروازاً ذهبياً لوجهه مرتين كل عام
هذا الملك يثير الدهشة والحيرة، لكنه أيضاً يثير الإعجاب إنه الفرعون الذى انفرد بين كل ملوك مصر القديمة بأعمال وانجازات وغرائب لم يأت بها ملك آخر فى التاريخ المصرى بل وفى كل تاريخ الدنيا فهو الملك الوحيد الذى يحتفل به العالم أجمع مرتين فى العام، مرة موعدها 22 فبراير والثانية يوم 22 أكتوبر وهما اليومان اللذان حددهما بنفسه وبحسابات فلكية وهندسية وحسابية –أذهلت الدنيا– لكى تخترق فيهما الشمس ممراً بالجبل بعمق 68 متراً وتتعامد على وجهه بمفرده دون الآلهة الثلاثة الجالسين بجواره فى حجرة قدس الأقداس، وهو الملك الذى شيد لنفسه أعظم وأضخم معبد فى الدنيا وملأه بنقوشه وتماثيله المنحوتة فى صخور الجبل ويصل ارتفاع التمثال منها إلى عشرين متراً وهو جالس، كان قائداً فذا ذهب إلى الحيثيين فى تركيا وهزمهم فى معركة قادش وتزوج ابنة ملكهم فى أول معاهدة سلام فى التاريخ وهو أول من جلب حيوان الأسد إلى مصر من أفريقيا خلال غزواته وتضخمت ذاته إلى الدرجة التى جعل من نفسه إلهاً يعبده الناس إلى جانب أهم ثلاثة آلهة فى عهده، وتتعامد الشمس على وجه رمسيس بالذات دون الآلهة الثلاثة الأخرى الجالسة حوله مباشرة ثم تتعامد عليه وتصنع له بروازاً من أشعتها الذهبية فى 22 فبراير وهو ما يسمى بالإنقلاب الربيعي.. بينما يسمى تعامد 22 أكتوبر بالانقلاب الخريفى علماً بأن الاحتفالين يوافقان يومى مولده وتتويجه.
ولتفسير هذه المعجزة يرى الآثريون أن علماء رمسيس الثانى استطاعوا تحديد خط مستقيم موازى لمجرى النيل فى الضفة الشرقية حيث تقع قرية أبو سمبل القديمة وقت أن كان اسمها النوبى «فريج» وذلك فى نقطتين بين حجر أثرى قديم كان موجوداً جنوب القرية اسمها حجر الشمس وبين نقطة أخرى شمال القرية اسموها حدود الشمس، ومن منتصف هذا الخط بالضبط رسموا خطا عمودياً يعبر النيل إلى الغرب، وفى نقطة هى رأس المثلث الذى يلتقى ضلعاه الخارجان من حجر الشمس وحدود الشمس حدد العلماء موقع حجرة قدس الأقداس وبالتحديد موقع وجه تمثال رمسيس فى آخر مراحل نحت المعبد أى بعد 68 متراً من النحت والحفر وصنع النقوش والتماثيل العملاقة التى لا يوجد لها مثيل، وفى قدس الأقداس يجلس الإله رمسيس الثانى من اليمين بين الآلهة الثلاثة
لقد بنى الملك رمسيس معبداً آخر للملكة نفرتارى ملاصقاً للمعبد الرئيسى لكن أحجام التماثيل والنقوش أقل من معبد رمسيس، وقد اختص رمسيس نفرتارى بالمعبد لأنها أحب زوجاته إلى قلبه وهى التى ساندته فى مواقعه وغزواته وحروبه.. كما أنها هى التى زوجته من ابنة ملك الحيثيين «خاتوسيل الثالث» والذى كان رمسيس قد هزمه فى معركة «قادش» وطلب «خاتوسيل» الصلح معه فوقع معه رمسيس صلحاً هو أول معاهدة سلام فى التاريخ، واقترحت عليه نفرتارى زواج ابنته لضمان استمرار السلام، وقد اعتبر ذلك أول زواج سياسى فى العالم.