بعيداً عن حروب الأرض وخطط الشيطان الأكبر فى اشعال الصراعات هنا وهناك، هل فكرت فى الهجرة من الأرض كلها أو على الأقل رحلة بسيطة مثل رحلة المصيف السنوية حتى تعود منها متجدداً لتستطيع مقاومة هذه المخططات..
لأن الخيال الحمد لله ليس عليه ضرائب أو جمارك أو حدود أو تأشيرات، فكرت وحلمت بالسفر للفضاء، للقمر يمكن أو المريخ أو حتى إلى الزهرة!!
كأى سفر أو رحلة بدأت أبحث فى عالم الواقع كيف السبيل إلى تحقيق الحلم، من هى شركة الفضاء التى سأذهب اليها، وبكم التذكرة إلى القمر أو المريخ، وما شكل الإقامة، وكم تستغرق من الوقت، وهل هناك تخفيض للإقامة الممتدة، وهل هناك تخفيض للمجموعات؟!
لأن شبكة الإنترنت هى الدليل، ورغم علمى المسبق الذى تغافلت عنه وجدت المقصد الوحيد هنا، فى معقل الشيطان الذى أهرب منه، أقصد الولايات المتحدة الأمريكية.. اخترقنى صوت يوسف وهبى بنبرته المعروفة: يالا الهول.. يالا المهزلة.
>> قلت: ياربى.. أنا أهرب من كابوسهم المحيط بى، لأجدنى ذاهباً إليهم لكى أركب مركبتهم وألبس بدلتهم وأسير وأتجول فى الفضاء تحت رايتهم .. لماذا يا رب هذا العذاب، أهرب منهم اليهم!!
المهم قلت مادمت اطلقت حصان خيالك، وجنح بك المقصد إليهم، انزل بأرضهم وتعرف عما يدور عندهم.
وجدت الإعلانات هنا وهناك.. وكالة الفضاء الأمريكية »ناسا« ستطلق الشهر المقبل أول مهمة فضاء مأهولة من الأراضي الأمريكية منذ نحو 10 سنوات.. ومن المقرر أن يقلع الصاروخ والمركبة الفضائية التي يُقلها من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا يوم 27 مايو المقبل، لنقل رائدي فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.. وتولت شركة «سبيس إكس» الخاصة تطوير الصاروخ والمركبة الفضائية.
الغريب ان ناسا ستستخدم صواريخ روسية.. وإذا نجحت المهمة فإن شركة «سبيس إكس»، برئاسة رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، ستصبح أول شـركة خاصة ترسل رواد ناسا إلى الفضاء.. يستغرق رائدا الفضاء بوب بنكن وداغ هيرلي حوالي 24 ساعة للوصول إلى محطة الفضاء الدولية.. ويوجد حالياً على متن المحطة رائد فضاء أمريكي، وآخران روسيان.
>> قلت: أنا مالى ومال هؤلاء الرواد الذين اعتادوا الذهاب للقمر والفضاء كما اعتدت ركوب مترو الانفاق يومياً.. أنا أبحث عن ناس عاديين مثلي، وأريد أن أعرف التكلفة.
وجدت ضالتى فى جاريد إسحاقمان الذى خاض أول تجربة له في الفضاء عام 2021.. وعندما حاولت البحث عن عنوانه ومعلومات عنه أصابنى ما أصابنى هو ملياردير، قلت يانهار أبيض البداية غير مبشرة بالمرة، أنا أبحث عن موظف أو صحفى مثلى ذى دخل من عينة بضعة آلاف من الجنيهات شهريا، لكن ما جعلنى اتسمر فى مكانى ان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أختار الملياردير جاريد إسحاقمان لإنقاذ «أكبر كنز وطني أمريكي» في الفضاء وهو رئاسة وكالة ناسا!!
>> قلت: كده خلاص قفلت، كما يقول لاعبو الدومينو، وعلى العودة إلى بيتى وسريرى، أمريكا التى أهرب من هيمنتها، يذهب بى حلمى إليها، وأجدنى فى عقر دارها ولا سبيل إلا هى لتحقيق حلمى، وترامب الذى يشعل الدنيا حولى ويهدد مصالح وطنية وعربية كبرى اختار من لا يصلح لأمثالى من حرافيش العالم الثالث فى التعامل مع طبقته، طبقة المليارديرات، أرخيت اللجام طالباً من حصان خيالى الاستدارة للعودة للخلف، لكنه صهل، ففهمت صهيله، ومفرداتها، وحين كرر الصهيل أدركت تأكيده على المغزى والمعنى: «مادمنا جئنا هنا تعال نفهم ونعرف الحدوتة».
البقية الأسبوع القادم.