وأتحدث اليوم عن محاولات اختراق الجبهة الداخلية.. محاولات التشويش على العقل المصري.. محاولات إدخالنا فى صراعات وانقسامات وفتن.. محاولات ضرب الاصطفاف الوطنى الذى هو أساس الأمن والاستقرار فى هذا الوطن.. محاولات دفعنا إلى السخرية من قضايانا ومشاكلنا والاستسلام للسلبيات دون أن تكون هناك رؤية وهدف وتصميم على تخطى الصعاب.. محاولات جلد الذات التى لا يمكن معها تذكر الإنجازات والإيجابيات.. محاولات إسقاط مصر بأى شكل من الأشكال.. محاولات إضعاف صورتنا وهيبتنا ومكانتنا.. محاولات اليأس التى لن يكتب لها النجاح لأن الشعب الذى استوعب دروس الماضى يرفض العودة للوراء وتكرار تجارب الأيام التى عشناها نعانى من الفراغ الأمنى وغياب سلطة الدولة.
وأقول ذلك بمناسبة «هوجة» السوشيال ميديا فى تضخيم الوقائع وتزوير المواقف فى ضوء حوادث فردية خرجت وتخرج عن إطار القانون وتمثل تهديداً للاستقرار ومدخلاً للفوضي.
وحين أتحدث عن محاولات تضخيم الوقائع.. وتزوير المواقف أتحدث عن وعى الشعب الذى يقابل ذلك بالتجاهل ويمضى فى حياته اليومية العادية مدركاً أن مصلحة الوطن هى فى العمل وفى الإنتاج وفى الانضباط وفى التكاتف وفى الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التى تحققت والتى هى أساس الأمل فى الغد.. والتفاؤل بالمستقبل.
إننا فى ذلك نتحدث عن مصر.. مصر التى نحرص عليها.. مصر التى لا تعرف طريق العنف.. مصر التى تحارب معركة وجودية هائلة للتغلب على أزماتها الاقتصادية دون تعريض أمنها القومى للخطر.. ومصر تستحق منا أن نقول كلمتنا دائماً بأعلى الصوت.. نحن مع أمن واستقرار هذا الوطن.
>>>
وفى هذه الأيام نستعيد ذكريات الثورة الأم.. ثورة 23 يوليو 1952.. الثورة التى أطلقت وأخرجت المارد المصرى ليقود العالم العربى نحو التحرر والاستقلال.. الثورة التى أطلقت شعار.. «ارفع رأسك يا أخى فقد انتهى عهد الاستعباد والاستعمار».. الثورة التى جعلتنا نفخر ونزهو بأننا من بلد ناصر.. الثورة التى أخرجت أحسن ما فينا وحيث كانت سنوات الثورة هى أعظم سنوات الإبداع الفكرى والثقافى والفني.. فكان فى مصر نجوم ورموز وقمم شاهقة فى كل المجالات.. الثورة التى كانت الحلم.. الحلم المصرى الكبير فى إعادة الحياة للأمة العربية.. الحلم فى التخلص من هيمنة الاستعمار وأعوانه.. الحلم فى أن نكون جزءاً فاعلاً ونشطاً فى بناء الحضارة الكونية.. الحلم فى أن يكون رأس المال العربى أساساً للتنمية فى العالم العربي.. الحلم فى الوطن العربى الكبير من المحيط إلى الخليج.. حلم ناصر وحلم العرب فى أن نكون أسياداً بدون وصاية وأن يكون القرار قرارنا.. والحلم حلمنا.. ولأن الحلم كان يهدد مصالحهم.. ولأن الحلم المصرى العربى كان بمثابة عودة الوعى بعد طول غياب فإنهم تجمعوا واتحدوا على عبدالناصر رمز الثورة واستدرجوه إلى حرب مبكرة للإجهاز عليه قبل أن يكون خطراً لا يمكن الوقوف أمامه.. أرادوا القضاء على الحلم المصري.. وإعادتنا للوراء.. اعتقدوا أن من رأى النور لا يمكن أن يعود إلى الظلام.. ولم يضعوا فى الحسبان أن المارد الذى انطلق فى ثورة 1952 لن يتخلى عن حلمه أبداً.. لدينا حلم.. ولدينا رغبة ولدينا إصرار وثورة مستمرة حتى تحقيق الحلم.
>>>
ومادمنا نتحدث عن ثورة يوليو المصرية العربية.. فإننى أخرج قليلاً خارج الحدود لأتحدث عن حادث شهدته العاصمة العمانية مسقط تمثل فى إطلاق النار بالقرب من مسجد بمناسبة احتفالات عاشوراء.
وعندما نتحدث عن إطلاق نيران وسقوط قتلى فى سلطنة عمان هذا البلد المسالم الهادئ المستقر فإن الحادث لا يمكن أن يكون عادياً ولا يمكن التعقيب عليه حالياً.. ولكننا نأمل كل الأمن والاستقرار والازدهار للشعب العربى الأصيل فى سلطنة عمان الشقيقة.. إخوتنا فى الدم والمصير والذين كانوا دائماً سنداً وعضداً لبلدهم مصر فى كل الأوقات والأزمات.. سلطنة عمان وأهلها الطيبون لهم فى القلوب مكانة وتقدير ومحبة من نوع خاص.
>>>
ونعود لحواراتنا اليومية.. والسيدة «الرقيقة» مظهراً.. و»القاسية» عقلاً وقلباً.. والتى جلست فى مجموعة من الأصدقاء القدامى تحكى وتروى العديد من الوقائع عن الآخرين ولم تترك أحداً لم تذكر نواقصه وعيوبه.. ولم يسلم أحد من لسانها وضحكاتها الساخرة.. وهى تردد مع كل رواية من صنع خيالها.. «كفاية كده يا جماعة.. إن الله حليم ستار»..!
ولأن كيدهن عظيم.. ولأن أحاديث النميمة هى منبع الخطر.. وكل الخطر فقد اكتفيت بالخروج الآمن.. والانسحاب الشجاع.. وكفى الله المؤمنين شر القتال..!!
وفى هذه المواقف فإن الانسحاب هو أفضل ما يمكن عمله للنجاة..!
>>>
ولا أفهم.. ولا أستوعب.. ولا أتقبل أن تتحول حفلات التخرج الجامعية إلى مناسبات للرقص الجماعى أو الفردي.. وفى كل حفل للتخرج الآن لابد أن تظهر طالبة بزى التخرج ترقص باحترافية وإتقان لتأخذ اللقطة «والتريند».. ويبدو فى ذلك أن عدد المتابعين لصفحتها سيكونون بالآلاف وأن العائد المادى من عدد المتابعين سيكون أفضل مما تحققه شهادة التخرج..!! جيل عرف أصول اللعبة وقواعدها..!
>>>
وأخيراً:
>> الإنسان يزدهر قلبه مع الشخص
الذى يسقيه السعادة كل يوم ولو بالكلمات.
>>>
>> وأروع إحساس ليس أن تحب فقط،
بل ان تشعر بالطمأنينة أيضاً.
>>>
>> والتسامح هديتك للكل، أما النسيان
هديتك لنفسك.
>>>
>> وكان وداعه بارداً.. كأنى لم أكن له شيئاً،
كان وداعه لا يليق بالعشرة الطويلة.