الولايات المتحدة: يجب أن تتوقف هذه الضربات ونحن مستعدون للدفاع عن إسرائيل
أكسيوس: رسالة وصلت إيران حول الأهداف التى سيتم ضربها
ما بين تهويل إسرائيلي، وتهوين إيراني، خرجت تصريحات رسمية من الجانبين تتحدث عن الضربة التى شنتها تل أبيب على عدة مواقع عسكرية داخل إيران، وسط تحذيرات أمريكية لطهران بعدم الرد أو التصعيد.
رداً على الضربة الإيرانية على إسرائيل التى وقعت فى الأول من أكتوبر الجاري، هاجمت قوات الكيان الصهيونى عدداً من المواقع العسكرية الإيرانية فى محافظات طهران وخوزستان وإيلام.
وفقاً لما خرج من تل أبيب، أعلن الجيش هناك أن الهجوم حدث بمشاركة 100 طائرة إسرائيلية استهدفت ما يقرب من 20 موقعاً إيرانياً، شملت منظومات صواريخ أرض–جو، ومنشآت محلية لتصنيع صواريخ، وبعض القدرات الجوية الأخري، مصرحاً بأن إيران دفعت ثمن هجماتها الأخيرة على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش فى إسرائيل، أفيخاى أدرعي، أن عملية «أيام الحساب» – بحسب ما سمتها – حققت جميع أهدافها بدقة، وأن الطائرات الإسرائيلية عادت إلى قواعدها بسلام.
فيما أصدر الجيش الإيرانى بياناً ذكر فيه أن منظومة الدفاع الجوى نجحت فى صد الهجمات الإسرائيلية التى استهدفت الأهداف العسكرية فى طهران وخوزستان وإيلام، مشيراً إلى وقوع أضرار محدودة ببعض النقاط، وأنه يجرى حالياً التدقيق فى ابعاد هذه الحادثة، وفقاً لما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية.
فى نفس الوقت، نفت أمس وسائل إعلام إيرانية ما صرح به الجيش الإسرائيلى حول ضرب «20 موقعاً» فى إيران، أو حتى مشاركة 100 طائرة حربية إسرائيلية فى الهجوم، موضحة أن هذه الأرقام «غير واقعية»، وأن ما تم استهدافه أقل بكثير، مؤكدة أن ذلك يأتى فى إطار «الحرب النفسية».
أوضحت وكالة تسنيم نقلاً عن مصدر رسمى أن ما قالته تل أبيب عن مشاركة 100 طائرة حربية إسرائيلية فى الهجوم «كاذبة»، كاشفة أن الهجوم حدث من خارج حدود إيران وليس باختراق أراضى البلاد.
نشرت الوكالة الإيرانية للأخبار بيان الجيش الذى دعا المواطنين إلى متابعة الأخبار المتعلقة بهذه الأحداث عبر وسائل الإعلام الوطنية وعدم الالتفات إلى إشاعات وسائل الإعلام المعادية».
فى وقت لاحق، أعلن الجيش الإيراني، أمس، أن اثنين من جنوده قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية على إيران فجر أمس.
بالنظر إلى الرد الإسرائيلى الأخير، يبدو أن الوضع يتجه نحو خفض التصعيد، حيث كشفت تقارير أمريكية نقلاً عن مصادر مطلعة، أنه قبل الضربة أرسلت إسرائيل رسالة إلى الإيرانيين من خلال طرف ثالث، موضحة ما الذى ستهاجمه بشكل عام وما الذى لن تهاجمه، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، وموقع أكسيوس.
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية إن الرسالة الإسرائيلية تعد محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع، مشيرة إلى أن التحذير تضمن تأكيداً بأن إسرائيل ستضرب بشكل أقوى إذا ردت إيران.
علاوة على ذلك، أكدت مصادر أمريكية لسكاى نيوز عربية أن الضربة الإسرائيلية جاءت وفق توجيهات الإدارة الأمريكية حول الرد على طهران، والتى تعد المرة الأولى التى التزم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بضوابط واشنطن منذ هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، جنوبى إسرائيل، فى السابع من أكتوبر العام الماضي.
أوضح مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومى عملوا مع الإسرائيليين طوال الفترة الماضية بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل هذا الشهر من أجل تشجيعهم على رد يتسم بالتناسب والدقة، وهذا ما تحقق الليلة.
وقال إن بايدن ناقش الوضع مع نتنياهو، الأسبوع الماضي، وحثه على اتخاذ إجراءات تردع الهجمات على إسرائيل، مع الحرص على تجنب المزيد من التصعيد، وهو هدف مشترك بين الطرفين.
أضاف المسئول أيضاً أن الرد الإسرائيلى أمس يجب أن يكون خاتمة للتبادل المباشر لاطلاق النار بين الجانبين، موضحاً أن إسرائيل أكملت ردها.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة جهود تفضى إلى إنهاء النزاع فى لبنان، عبر اتفاق يتيح للمدنيين على جانبى الخط الأزرق العودة بأمان إلى منازلهم.
أعلن المسئول الأمريكى عن استعداد واشنطن لتحقيق وقف لاطلاق النار فى غزة وتأمين عودة الرهائن، مؤكدًا أن الخطوط العريضة لهذه الترتيبات جاهزة وينبغى تنفيذها دون تأخير.
كان الرئيس الأمريكى قد طلب من إسرائيل عدم ضرب المنشآت النووية ومنشآت النفط والغاز الإيرانية، ويبدو أن نتنياهو أخذ بنصيحته.
على الرغم من التهديد الإيرانى بأنها تحتفظ بحق الرد على الهجمات الإسرائيلية أمس، إلا أنها تعلم تماماً أن الرد الإسرائيلى سيكون كبيراً فى حالة مهاجمة مواقع إسرائيلية، وهذا ما أكدت عليه بالفعل الدولة اليهودية قائلة: إنه إذا ارتكبت طهران خطأ التصعيد أكثر، فإنها سترد بشكل أقوي، وفق ما أفادت به صحيفة «تايمز أوف إسرائيل.
من جانبها أيضاً، هددت الولايات المتحدة الأمريكية إيران بأنها مستعدة تماما للدفاع عن إسرائيل، مضيفة أن هذه الضربة يجب أن تكون نهاية تبادل الضربات المباشرة بين تل أبيب وطهران، فى إشارة واضحة إلى ضرورة تجنب رسائل الردع التى حرص الطرفان على إرسالها خلال الأشهر الماضية.