يعيش الشرق الأوسط حالة من التوتر الشديد مع تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، وسط اقتراب المشهد إلى مواجهة عسكرية مباشرة ومتسعة قد تجر المنطقة بالكامل إلى دوامة أكثر دموية وفصل جديد من العنف وعدم الاستقرار.
التصعيد يأتى فى الوقت الذى أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أنها تلقت مؤشرات تبين وقوع أضرار مباشرة فى قاعات التخصيب الجوفية بمنشأة نطنز النووية الإيرانية، وهى واحدة من أهم المنشآت النووية الإيرانية وأكثرها حساسية، وذلك استنادا إلى تحليل مستمر لصور أقمار صناعية عالية الدقة جمعت عقب الهجمات التى وقعت يوم الجمعة الماضي.
وأكدت الوكالة أن المؤشرات الجديدة تدعم التقديرات السابقة حول تأثير الضربات العسكرية على المنشأة النووية، فيما أشارت إلى أنه لا يوجد تغيير فى تقييم الوضع فى موقعى أصفهان وفوردو.. زاد من التعقيد تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قال فيها «لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار، نتطلع إلى نهاية حقيقية للنزاع» .
فيما أشارت صحيفة بوليتيكو إلى أن ترامب يتطلع إلى «إذعان كامل» من جانب إيران. وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأمريكية، متوعداً «سنرد بقوة شديدة، ولن يكون هناك أى رادع».
فى الوقت نفسه، تتواصل أعمال التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، حيث أفادت وكالة «فارس» الإيرانية بوقوع عدة انفجارات متتالية فى طهران. كما شنت القوات الإسرائيلية هجمات على غرب إيران. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال انه تم مهاجمة منصات صواريخ أرض – أرض ومستودعات صواريخ.. وتابع ان تل أبيب تواصل قصف كافة المنشآت النووية الإيرانية.. ولن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
من جهتها، حذرت القيادة الإيرانية من أنها «لن تقف مكتوفة الأيدى أمام أى اعتداء يستهدف أمنها القومي»، مؤكدة أن الرد سيكون «سريعًا وحاسمًا».
ويهدد استمرار هذا النهج التصعيدى بدفع المنطقة بأكملها إلى صراع إقليمى واسع النطاق ويؤدى إلى الانفجار ، فى الوقت الذى تزداد فيه الدعوات الدولية والأقليمية إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار.
ومن جانبها اشادت طهران ببيان وزراء خارجية الدول الاسلامية والعربية الذى صدر بمبادرة مصرية وادان العدوان الاسرائيلى ووصفته بأنه يعكس الفهم المشترك لدول المنطقة وقلقها الشديد إزاء العدوان الإسرائيلى على دولة بالمنطقة، والتصميم الجماعى للدول الإسلامية والعربية على إجبار مجلس الأمن الدولى على القيام بواجباته لوقف العدوان.
وفى المقابل ادانت الخارجية الايرانية البيان الصادر عن قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بشآن تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط وتفاهم التوترات بين إسرائيل وإيران .
وأعربت فى بيان لها رفضها الكامل لتجاهل بيان قادة مجموعة السبع العدوان الصارخ وغير القانونى الذى شنته إسرائيل على إيران.