تثير حكومة الاحتلال الإسرائيلى التى يتولاها بنيامين نتنياهو الجدل بشكل مستمر سواء داخليا أو خارجيا إما بسبب جرائمها الدموية ضد الفلسطينيين أو بسبب تصريحات مسؤوليها. ظهر سجال جديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد تصريحات نتنياهو بشأن إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، حيث وصفها البيت الأبيض بالمهينة والمزعجة للولايات المتحدة.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربى، انتقد فى تصريحات صحفية، كلام نتنياهو، معتبراً أنه مهين وغير مبرر. وأضاف أنه «أقل ما يمكن قوله عن تلك التصريحات أنها محيرة ومخيبة للآمال بالتأكيد، خاصة أنه لا توجد دولة أخرى ساعدت ولا تزال إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة».
ورغم هذه الخلافات إلا أن واشنطن شهدت اجتماع كل من وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن ومستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان مع مسؤولين إسرائيليين لبحث العديد من القضايا، فى لقاء يبدو أنه محاولة لتخفيف التوتر بين واشنطن وتل أبيب، خاصة بعد اتهام نتنياهو لبايدن بحجب شحنات من الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
ومع تصاعد الخلافات بين الحليفتين بشأن ملف غزة لا يرى المسؤولون الأمريكيون طريقا واضحا لإنهاء الحرب، مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار فى ظل إصرار كل من حماس وإسرائيل على شروطهم دون إبداء أى نوع من المرونة من أجل التهدئة.
داخليا، أبدى العديد من المسؤولين الإسرائيليين امتعاضهم من الأزمة الأخيرة التى عصفت بين تل أبيب وواشنطن، جراء الفيديو الأخير الذى أطل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى شاكياً تأخر الولايات المتحدة، الحليف الأول لبلاده، بتسليم الأسلحة.
أوضح المسئولون أن «تحرك نتنياهو ضد الأمريكيين كان هستيرياً وغير ضرورى على الإطلاق»، وفق ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس. كما اعتبروا أنه «تصرف بتلك الطريقة انطلاقاً من مصلحته السياسية الخاصة وليس مصلحة البلاد».
فيما رفض نتنياهو تلك الاتهامات، وشدد خلال محادثات مغلقة داخل الحكومة ومع قادة أمنيين على السواء على أنه «بدون ضغط شعبى لن تكون هناك قنابل للجيش الإسرائيلى»، وفق تعبيره.
يشار إلى أن نتنياهو كان صرح فى مقطع الفيديو الذى صعد حدة التوتر مع واشنطن، أنه رغم تقديره للدعم الأمريكى خلال حرب غزة «إلا أنه من غير المعقول أن تحجب الإدارة الأمريكية فى الأشهر القليلة الماضية أسلحة وذخائر عن إسرائيل».
لكنه تراجع قائلا إنه يتحمل أى انتقادات مقابل الحصول على أسلحة، مشددا على أن بلاده تحتاج الأسلحة الأمريكية فى «حرب وجودية»، كما وصفها، وذلك فى رد مباشر على انتقاد البيت الأبيض لشكواه من تأخر تسليم شحنات الأسلحة.
لم يكن نتنياهو وحده وتصريحاته مصدرا لإزعاج الإسرائيليين، حيث أثار متحدث الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الجدل عندما اعتبر أن القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس لا يعنى بالضرورة «قتل كل عضو فيها».
وتابع مينسر فى مؤتمر صحفى: «الشرط الأساسى لإنهاء هذه الحرب هو هزيمة حماس عسكريا وأيضا قدراتها على الحكم. وهذا لا يعنى بالضرورة القضاء على كل إرهابى من حماس، لكنه يعنى سلب قدراتهم الحكومية والعسكرية».