ما تتعرض له مصر فى هذه الفترة هو استمرار لمخطط الاستهداف والتآمر عليها، بعد فشل مخطط الربيع العربى فى إسقاطها، ونجاتها وعبورها من المؤامرة بفضل ثورة 30 يونيو العظيمة، والمخطط ضد مصر مازال مستمراً، وربما بشراسة أكثر، خاصة فى ظل نجاحات وإنجازات الدولة المصرية خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، فليس مطلوباً بالنسبة لقوى الشر والنفوذ والأطماع والمؤامرات، أن تنتقل مصر إلى معسكر القوة والقدرة، وأن تتحول إلى دولة حديثة متقدمة، هذا يثير جنون قوى الشر، من هنا فإنى أتوقف كثيراً عند مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى «كلما زادت الهجمة شراسة أدركنا أننا على الطريق الصحيح»، فالهجوم على مصر والاستهداف، والحصار والضغوط والمؤامرات أمر متوقع بسبب قوتها وقدرتها ونجاحاتها، والتى تمتلك أدواتها هى التى تحاك ضدها المؤامرات، ويقول الرئيس السيسى أيضاً «كلما سعت مصر للتقدم، حاولوا كسر قدميها» لكن الرئيس السيسى تفوق فى حماية مشروعه الوطنى لتحقيق التقدم لمصر، وبلوغ أهداف القوة والقدرة، ولعل ما قاله الأحد الماضى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو إن حلم المصريين سوف يتحقق ويكتمل، لذلك فإن ثقة الرئيس السيسى فى صلابة وإرادة المصريين فى مواجهة التحديات والأزمات لا تتزعزع على الإطلاق.
وحتى يطمئن كل مواطن مصري، وأيضاً يعى أهمية ما أنجزته وحققته مصر خلال السنوات الماضية منذ قيام ثورة 30 يونيو فى 2013 ويثق فى قدراته ونفسه على صناعة المعجزات، لذلك أطرح بعض التساؤلات على كل مواطن مصرى شريف يدرك ما يحاك لهذا الوطن، ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو التى أطلقها المصريون بوعى وفهم وإدراك للمؤامرة، أعتقد أن الإجابات ستكون كارثية على كافة الأصعدة، فكيف كان حال مصر مع جماعة إرهابية انتهجت الخيانة كعقيدة، وارتمت فى أحضان قوى الشر، وتحالفت على تدمير وإسقاط وتقسيم مصر والبيع والتنازل عن أراضيها، فهل كانت مصر ستكون دولة موحدة، شعبها على قلب رجل واحد، هل كان المواطن المصرى يشعر أنه يعيش فى بلده، اعتقد أيضاً أنه لولا ثورة 30 يونيو العظيمة لعانت مصر من التفكك والتجمد والفوضي، خاصة ان معنى استمرار حكم الجماعة الإرهابية يعنى نشوب حرب واقتتال أهلى بين أنصار الجماعة العميلة، ومموليها ورعاتها وداعميها، وبين الشعب المصري، وهو ما حالت ثورة 30 يونيو دون حدوثه بفضل شجاعة وجسارة وشرف ووطنية القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسي.. هل كانت مصر لولا ثورة 30 يونيو قادرة على التعافى والإصلاح والانطلاق وامتلاك القوة والقدرة، والردع، وحماية أمنها القومي، واصطفاف أهلها وشعبها، هل كانت مصر قادرة لولا ثورة 30 يونيو لتعيد دورها ومكانتها وثقلها وتعويل العالم عليها فى قيادة المنطقة إلى الأمن والاستقرار.. هل كانت مصر قادرة على حماية أمنها واستقرارها فى هذا المحيط الإقليمى المشتعل بحرائق وصراعات وحروب وتوترات كارثية فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية، وتحمى مواردها وثرواتها ومقدراتها، اعتقد لولا ثورة 30 يونيو ما استطاعت مصر أن تدافع عن نفسها وتحمى أمنها، وكان أصابها الضعف والوهن وأصبحت مستباحة بالمؤامرات والتدخلات إذا استمرت لا قدر الله جماعة الضلال والإجرام.
السؤال المهم أيضاً، ثورة 30 يونيو العظيمة أطلقت أكبر عملية بناء وتنمية ارتكزت على أكبر عملية إصلاح شامل، وأطلقت آلاف المشروعات القومية فى كافة القطاعات والمجالات فى كافة ربوع البلاد، وانقذت الاقتصاد من الانهيار، والسؤال هنا، ماذا لو لم تتبن رؤية الرئيس السيسى التنمية الشاملة والمستدامة، فكيف كانت أحوالنا وظروفنا وأوضاعنا الآن فى ظل الأزمات الإقليمية والدولية وتداعياتها خاصة على الصعيد الاقتصادى هل كان يمكن أن تستطيع الدولة الوفاء باحتياجات شعبها، وتوفر كافة السلع وتتوسع زراعياً وصناعياً بشكل غير مسبوق وترفع عوائد الصادرات، وتتضاعف فرص جذب الاستثمارات.. هذه بعض التساؤلات التى أطرحها على عقول من يسعون إلى الفهم والوعى والموضوعية خاصة ان البعض ينسى عن قصد أو غير قصد كيف كنا، وماذا كانت أحوالنا وظروفنا الكارثية، وماذا أصبحنا عليه الآن من آمال وتطلعات، فلا يجب أن تحكم على الأمور بمعايير الأزمات العابرة، والمفروضة علينا، والتى تشتبك معها الدول كلها لإزالتها، ولولا ما تحقق من إنجازات ونجاحات.. هل كنا نستطيع الصمود فى موجات متلاحقة من الأزمات الإقليمية والدولية.. نحن فى حاجة إلى الانصاف والعقل.. وأن نثق فى أنفسنا، ولا نجلد ذواتنا بل نتطلع إلى مزيد من العمل والإرادة والآمال والأحلام، فلا يجب أن ننخدع فى أحاديث الأفك المعادية لمصر، والتى لا تجرؤ على مهاجمتنا مباشرة لأن مصر دولة قوية، لذلك تلجأ إلى ألاعيب وحملات للخداع والتضليل والأكاذيب والشائعات والتشكيك، يريدون منا أن ندمر أنفسنا، أن يأتى الخراب من الداخل، وهذا لن يحدث لأننا شعب واع وفاهم وعلى قلب رجل واحد نعرف هؤلاء جيداً وأهدافهم.
والسؤال المهم أيضاً.. ما الذى يدعو الاتحاد الأوروبى والقارة الأوروبية للمجيء إلى مصر، والحرص على ترفيع مستوى العلاقات إلى الشراكة الشاملة، وأن يعقد مؤتمر مصرى أوروبى للاستثمار، وضخ عشرات المليارات من اليورو للاستثمار فى مصر؟ لا تحدثنى عن علاقات وصداقات وعواطف، هذه الدول لا تعرف إلا حسابات المصالح والقوة ولن يأتوا إلى مصر إلا إذا كان لديها فرص عظيمة، وقوة وقدرة لتحقيق آمال وتطلعات ما يبحث عنه من الأوروبيون، فمصر زاخرة وعامرة بالفرص الثمينة التى يبحث عنها الاتحاد الأوروبي، خاصة فى مجال الطاقة النظيفة سواء من الرياح أو الشمس، أو إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو تأكيد لعبقرية رؤية الرئيس السيسى للاستثمار فى قدرات وثروات وموقع مصر، تلك الرؤية التى تحصد مصر ثمارها، وفى النهاية فى أيدينا الكثير من القوة والقدرة والفرص، ولن يأتينا أحد إلا إذا كنا أقوياء نمتلك الفرص.
تحيا مصر