تؤكد مصر يوماً بعد يوم أنها صمام الأمان ونبض الشرق الأوسط، إذ تتميز بعبقرية المكان وروعة الزمان والقدرة على أن تكون رمانة الميزان فى المنطقة، ولذا استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيسين التركى رجب طيب أردوغان، والبرازيلى لولا دا سيلفا، خلال الأسبوع الماضي، بهدف تعظيم التعاون الاقتصادى بين البلدان الثلاثة وتحقيق الكثير من الفوائد فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التى تأثربها العالم أجمع، إذ جاءت زيارة الرئيس التركى إلى القاهرة فى توقيت مهم يشهد حرباً فى غزة وصراعاً إمتد للعديد من الدول خصوصاً لبنان واليمن ويمكن أن يتسع الصراع ليشمل المزيد من الدول وهوما تسعى القيادة المصرية إلى الحيلولة دون وقوعه، من أجل دفع معدلات التنمية لجميع الدول، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي، خلال لقائه الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا خصوصاً أن حجم التبادل التجارى مع البرازيل بلغ 2.8 مليار دولار فى العام الماضي، إذ جاءت زيارته إلى مصر بمناسبة مرور 100 عام على بدء العلاقات الثنائية بين البلدين إذ تعتبرمصرالشريك التجارى للبرازيل بعد الجزائر، فى وقت أصبحت الدولتان عضوين فى مجموعة البريكس، ولذا من المتوقع تنامى التعاون الاقتصادى فى بين الدولتين فى الكثير من المجالات خصوصاً استيراد مصرالثروة الحيوانية والأسماك فضلاً عن تصدير المنتجات المصرية إلى البرازيل، ولذا تم توقيع العديد من البرتوكولات خلال الزيارة والاتفاق على ترفيع العلاقة بين البلدين لمستوى الشراكة الاستراتيجية وإنشاء لجنة مشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، على أن يتم تفعيل ذلك خلال زيارة الرئيس السيسي، إلى البرازيل خلال العام الجاري، إذ من المتوقع أن تشهد العلاقات تطوراً فى القطاع السياحى عقب الإعلان عن تدشين خط طيران القاهرة ساو بلوا، خصوصاً أن انضمام مصر والبرازيل لتكتل البريكس سيسهم فى التقارب السياسى والاقتصادى بين الدولتين.
وأرى أن مصريمكن أن تجذب استثمارات برازيلية كبيرة فى وقت أعلنت فيه القاهرة عن رغبتها فى التعاون مع غالبية دول العالم بهدف زيادة الصادرات المصرية إلى الخارج ومن الممكن أن تكون البرازيل طريقا لنفاذها إلى أسواق أمريكا الجنوبية، ولذا فإن إنشاء خطوط طيران مباشرة بين مصروالبرازيل سيعتبر بمثابة إنطلاقة فى سبيل تعزيز العلاقات بين البلدين.