فى إطار المخاوف الدولية من عملية إسرائيلية محتملة فى رفح، تجددت الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، من جانب سياسيين ديمقراطيين لثنى إسرائيل عن اجتياح المدينة التى لجأ إليها ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقع 57 من الديمقراطيين البالغ عددهم 212 فى مجلس النواب رسالة تدعو إدارة بايدن إلى اتخاذ كل إجراء ممكن لثنى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن شن هجوم شامل على رفح.
جاء فى الرسالة «نحثكم على تفعيل القوانين والسياسة القائمة للحجب الفورى لبعض المساعدات العسكرية الهجومية للحكومة الإسرائيلية، بما فى ذلك المساعدات الواردة فى تشريع تمت المصادقة عليه بالفعل، لمنع هجوم واسع النطاق على رفح» .
شكل دعم بايدن لإسرائيل عبئا سياسيا كبيرا عليه، خاصة من جانب الديمقراطيين الشباب فى وقت يتأهب فيه لمنافسة انتخابية صعبة فى مواجهة سلفه الجمهورى دونالد ترامب.
فى الوقت نفسه، من المتوقع إدراج إسرائيل الشهر المقبل على قائمة الأمم المتحدة السوداء للدول والمنظمات التى تُلحق الضرر بالأطفال فى مناطق النزاعات.
حسب تقديرات، فإن دخول إسرائيل ضمن هذه القائمة التى تتكون من ثمانى دول، إلى جانب منظمات إرهابية، مثل «داعش» وتنظيم القاعدة وتنظيم بوكو حرام، سيكون بسبب جرائمها فى العدوان المتواصل على قطاع غزة.
ويسعى دبلوماسيون إسرائيليون «من وراء الكواليس» إلى إقناع الأمم المتحدة بعدم شمل إسرائيل فى هذه القائمة التى أعدتها مبعوثة الأمم المتحدة المعنية بحال الأطفال فى مناطق النزاعات المسلحة، فيرجينيا جامبا.
جاء ذلك بينما اعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلى إلى 34600 شهيدا وأكثر من 77 ألف اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي. واكدت الصحة ان الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و51 اصابة خلال الساعات الماضية.
فى الأثناء، لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلى وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
كانت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أفادت فى وقت سابق بمقتل وإصابة عشرات المواطنين، فى قصف الاحتلال الإسرائيلى مناطق متفرقة فى قطاع غزة.
أوضحت أن 6 مواطنين قتلوا فى قصف مدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ والأهالى 3 قتلي، إثر سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال على المنطقة الشمالية الغربية من المخيم.
فى خان يونس جنوب القطاع، قتل مواطن، وأصيب آخرون، فى قصف إسرائيلى على منطقة قاع القرين جنوب شرق مدينة خان يونس، كما شهدت مناطق فى بنى سهيلا وعبسان وخزاعة شرق المدينة قصفا مكثفا من طائرات الاحتلال.
فى مدينة غزة، قصف طيران الاحتلال بناية سكنية لعائلة اشتيوى فى حى الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل مواطنين، واصابة آخرين، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الركام. وشنت طائرات الجيش الإسرائيلى غارة استهدفت منزلا فى حى الشجاعية شرق المدينة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال منازل وأراضى المواطنين فى أحياء الشيخ عجلين، وتل الهوي، والزيتون، جنوب غرب مدينة غزة.
فى الوقت نفسه، قالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين، إن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين 500 شهيد فى «مقابر الأرقام والثلاجات» وهى مقابر سرية أنشأتها إسرائيل لدفن جثث الضحايا والأسرى بها، بينهم جثامين 58 شهيدا، منذ مطلع العام الجارى 2024.
قالت الحملة إن سلطات الاحتلال أفرجت فى أبريل الماضي، عن جثامين 4 شهداء ، وأشارت إلى أن هذه الجريمة المتمثلة فى استمرار سلطات الاحتلال فى احتجاز جثامين الشهداء تعد مخالفة لمبادئ القانون الدولى الإنسانى والأعراف الدولية ذات العلاقة، إذ إن أبواب القضاء فى دولة الاحتلال شبه موصدة فى وجه أهالى الشهداء، بعد أن شهدنا فى السنوات الأخيرة تواطؤ القضاء مع المستويين الأمنى والسياسى على الإقرار بجواز احتجاز الجثامين كرهائن وأوراق مساومة فى قضية الجنود الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة.
من ناحية أخري، هاجم مستوطنون أمس، تجمع «عرب المليحات» البدوى شمال غرب مدينة أريحا. وقال المشرف العام لمنظمة «البيدر» للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات إن «نحو 15 مستوطنا هاجموا تجمع عرب المليحات، وأطلقوا مواشيهم فى أراضى المواطنين، واعتدوا على المساكن. وأشار إلى أن المستوطنين أفرغوا 7 صهاريج مياه تعود للمواطنين فى التجمع.