هناك مقولة شائعة أعتاد البعض على ترديدها إلا وهى «لكل أمرئ نصيب من اسمه» وهو ما يعنى أن اسم الشخص ينطوى على العديد من المعانى التى تنطبق على سماته الشخصية وسلوكياته فى بعض الأحيان وإن لم يكن فى جميع الأحوال.. من بين معانى اسم «ترامب» الورقة الرابحة أو الشخص المثالى والجدير بالثقة الذى يسعى للحصول على الأفضل أو المتجاوز الذى يتغلب طموحه دائماً على ولائه وفى بعض الأحيان يعنى قيثارة اليهود أو بوق الهلاك.. من المؤكد أنه يستأثر بالكثير منها فهو بالفعل قيثارة اليهود وفى الوقت نفسه هو الشخص الطموح إلى تلك الدرجة التى يتجاوز معها المصالح العليا للبلاد ووعوده بإطفاء المناطق المشتعلة والملتهبة فى العالم.. بعد إعلان فوز «ترامب» كتب «نيك باتون والش» فى مقال بعنوان «ولاية ترامب الثانية قد تؤدى إلى إحداث فوضى فى العالم» قائلاً: إن ولاية ترامب الثانية ستكون بالتأكيد مدمرة وأحد أشد الأشكال الإنعزالية الأمريكية وتحمل قدراً ضئيلاً من الإنجاز على النحو الذى يبشر بإحداث تغيير كبير.. واستطرد «والش» قائلاً: نحن لانعرف سوى القليل عن السياسة الخارجية التى ينتهجها «ترامب» ونعلم إنه يعارض الحروب التى تجر أمريكا إلى الوراء ويبدو أنه يحب الزعماء الأقوياء والصفقات الجيدة ويكره فى الوقت نفسه حلفاء أمريكا الذين ينطوى تفكيرهم على المصالح ولايؤمن بظاهرة الدفء العالمي.. ويؤكد «والش» قائلاً: إن التمويل غير المحدود وتسليح إسرائيل فى الصراعات المتعددة التى تخوضها قد أصبحا بمثابة لعنة على الهدف الأوسع الذى يسعى «ترامب» لتحقيقه ألا وهو الحد من التدخل الأمريكى على المستوى العالمي.. ويجمع العديد من المحللين السياسيين على أن «ترامب» على استعداد للتخلى عن الحذر والخوف من المعايير الدولية إذا سعت إيران للحصول على سلاح نووى فعليها أن تتوقع رد فعل أمريكى عنيفًا وقد يستبق ذلك بمهاجمة إيران.. أما فيما يتعلق بالشرق الأوسط والصراع الدائر تثور العديد من المخاوف من أن يسمح «ترامب» لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية وهو ما يعنى نهاية حل الدولتين إلى الأبد ولما لا فهو قد سبق وإعترف خلال ولايته الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل منقلباً بذلك على عقود من السياسة الأمريكية والاجماع الدولى ناهيك عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.. بالرغم من زعم «ترامب» فى الكثير من الأحيان بأنه الرئيس الأكثر تأييداً لإسرائيل فى التاريخ الحديث وفى أحيان كثيرة كان يتباهى بعلاقته الوثيقة مع «نتنياهو» إلا أن علاقتهما لم تكن دائماً ودية.. طوال حملته الانتخابية لم يحدد «ترامب» الكيفية التى سيتعامل بها مع الحرب الدائرة فى غزة بين «حماس» و«إسرائيل» إذا أعيد انتخابه وكل ماصرح به هو أن إسرائيل بحاجة إلى إنهاء ما بدأته وعلى وجه السرعة.. وقد صرح الدبلوماسى الإسرائيلى السابق «ألون بينكاس» لشبكة «سى إن إن» قائلا:ً إن «ترامب» لايريد أن تكون هذه الحروب على مكتبه كقضية ملحة عندما يتم تنصيبه فى يناير القادم وإنه على الأرجح سيطلب من «نتنياهو» إعلان النصر ثم التوصل إلى اتفاق من خلال وسطاء.. كتب «مات سبيتالنيك» قائلا:ً فى غضون شهرين على العالم أن يستعد لعودة «ترامب» إلى البيت الأبيض وأية سياسة خارجية ينتهجها وربما تبدو ولايته الأولى التى اتسمت بالحروب التجارية والانعزالية والتشكيك العميق فى الاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى تلمح بما سيحدث فى ولايته الثانية إلا أنه ينبغى على العالم التعامل مع تقلبا