40 شهيدا، و 146 إصابة وصلوا لمستشفيات القطاع خلال 24 ساعة الماضية. وكشفت الصحة انه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدنى الوصول اليهم.
وصعّد الجيش الإسرائيلى من هجماته على قطاع غزة أمس مستهدفًا مناطق عدة فى الجنوب والوسط والشمال.
ففى مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع، أطلقت المروحيات الإسرائيلية نيرانها بكثافة على المناطق الشمالية من المدينة، واستهدفت منازل وأراضى الأهالي. كما نفذت غارة جوية على شمال المدينة، وبالتزامن نسفت قوات الاحتلال منازل سكنية فى المنطقة.
وفى خان يونس، أسفرت غارة غرب بلدة القرارة عن استشهاد مواطنين وإصابة آخرين. أما فى مدينة غزة، فاستهدف القصف الإسرائيلى شارع مشتهى بحى الشجاعية، فضلا عن خيمة للنازحين فى مخيم النصيرات وسط القطاع.
فى الوقت نفسه، أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلى يعيد احتلال الحدود الشمالية «بيت لاهيا وبيت حانون» بعمق 2 كيلومتر. كما سيطر على محور نتساريم، وسط القطاع، لافتة إلى أنه فى حال اتخاذ قرار يمكنه الوصول إلى البحر خلال 6 ساعات، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
أما فى الجنوب، فيستعد جيش الاحتلال للسيطرة على كامل «ممر موراج» فى الأيام القادمة، على أن يطوق رفح كلها ويضمها إلى المنطقة العازلة.
فى السياق، قالت مصادر إسرائيلية إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مهلة لإنهاء الحرب فى قطاع غزة.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن المصادر قولها: «يبدو أن الرئيس الأمريكى بدأ يفقد صبره، ويعمل على صفقة شاملة من شأنها أن تؤدى قريباً إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب فى غزة».
وبحسب الصحيفة، قالت مصادر أمريكية لعائلات المحتجزين «إن القضية كانت على رأس جدول أعمال اجتماع ترامب ونتنياهو فى البيت الأبيض، الاثنين الماضي»، مشيرة إلى أن الأمريكيين يضغطون من أجل التوصل إلى صفقة، ضمن تحرك أوسع فى الشرق الأوسط، يشمل إنهاء الحرب فى غزة، مضيفين أن الاتصالات مع إيران بشأن الملف النووى جزء من هذا التحرك.
من ناحية أخري، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر فى الجيش الإسرائيلى أن القضاء على حماس بالكامل قد يستغرق عاما أو سنوات. وقدرت الصحيفة عدد عناصر حماس الموجودين حاليا فى قطاع غزة بنحو 25 ألف مقاتل.
وفى السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن قادة عسكريين قولهم إن الجيش يعتمد حالياً على استهداف المسلحين عن بُعد، باستخدام الطيران والمدفعية، دون التوغل البرى أو الاشتباك المباشر حفاظاً على أرواح الجنود وتقليل حجم الخسائر البشرية.
أوضحت المصادر أن العمليات العسكرية فى هذه المرحلة تتسم بالبطء، فى مقابل تقليص وتيرة التقدم الميداني، لتفادى الوقوع فى كمائن أو التعرض لعبوات ناسفة ومفاجآت قاتلة، كتلك التى أودت بحياة عدد كبير من الجنود خلال المراحل السابقة من الحرب على غزة.
على الجانب الإنساني، كشفت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن مليونى شخص على الأقل هجروا قسرا فى قطاع غزة من مكان لآخر. كما أُجبر الأهالى على النزوح عشرات المرات تحت القصف الإجرامي. وقالت الشبكة إنه على مدار 40 يوما لم تدخل قطاع غزة كسرة خبز أو كأس ماء أو حبة دواء. وأضافت أنه ما يجرى فى قطاع غزة حرب بيولوجية تهدد بانتشار الأوبئة. وبالنسبة للأطفال، يمنع الاحتلال تطعيم الأطفال ضد الشلل وأمراض خطيرة تهددهم بالموت. علاوة على ذلك ، 60 ألف طفل فى قطاع غزة مهددون بالأمراض جراء المجاعة.
وأطلقت وزارة الصحة فى قطاع غزة نداءً عاجلًا للمؤسسات الإنسانية والجهات المعنية، محذّرة من تفاقم غير مسبوق فى نقص الأدوية والمستهلكات الطبية داخل مستشفيات القطاع ومراكز الرعاية الأولية، فى ظل الحصار المفروض واستمرار إغلاق المعابر، ما يُنذر بانهيار وشيك للمنظومة الصحية، بحسب ما جاء فى تصريح رسمى صدر عن الوزارة.
أوضحت الوزارة أن نسبة العجز فى الأدوية والمستهلكات بلغت مستويات «خطيرة»، مشيرة إلى أن 37 ٪ من قائمة الأدوية الأساسية و59 ٪ من المستهلكات الطبية باتت أرصدتها صفرية تمامًا، فيما تعمل أقسام العناية المركزة والطوارئ والعمليات بأرصدة محدودة من المواد المنقذة للحياة.
على صعيد آخر، أفرجت القوات الإسرائيلية عن نحو 80 معتقلا فلسطينيا من قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن مصادر محلية قولها إن «عددا من المعتقلين المفرج عنهم من سجون الاحتلال وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة». وأشارت إلى أن معظم المعتقلين المفرج عنهم مسنون، وبعضهم لا يقوى على الحركة ويظهر عليهم آثار تعذيب.
وفى الضفة الغربية، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الــ74 على التوالي، ولليوم الـــ61 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتصعيد ميدانى وتفجير لمنازل.
قالت اللجنة الإعلامية فى طولكرم ان أكثر من 4 آلاف عائلة نزحوا من المخيّمين، ولفتت الى ان تعزيزات عسكرية مكثفة تابعة لقوات الاحتلال فى طولكرم مع نصب حواجز طيارة فى مناطق مختلفة.
كما قام جيش الاحتلال بتدمير 396 منزلًا كليًا و2573 منزلًا جزئيًا فى المخيّمين، وإغلاق عدة شوارع بالمخيّمين بالسواتر الترابية.